الإخفاقات المتكررة لما دعي خطأً صراع (عربي /(إسرائيلي) او إسلامي /يهودي مرده إلى المكتوب الذي كان على من اتخذ قرار التصدي ان يقرأه من عنوانه. فالشريف حسين الإسلامي العربي، او فاروق التركي الذي تمصرن لم يهمهم يوماً ان يأخذ فلسطين «ضراب الطبل» وقد حصل كل منهما على حصته من التركة، الاول بالضفة الغربية والثاني في غزة حتى مع ثورة يوليو كان الانخراط المصري في الصراع انما متأت انطلاقاً من مقولة الامن القومي لمصر ورأينا بعد رحيل ناصر كيف جرت الامور مع ما دعي الاقليم الجنوبي، كما لمسنا الموقف الهاشمي في حربين، اذ جاء مطابقاً لمواقف الجد والاب ولم يتغير مع الحفيد اليوم.
لتنتصر او تفوز او تنجح عليك التحضير الجيد للمعركة او للمنافسة الرياضية او للامتحان وإذا كانت قراءتنا الخاطئة للمشهد في بدايات الصراع مبررة، بسبب كمية الجهل التي وفرها سلاطين بني عثمان، فان ذلك لا يسري على حالنا بعد طرد الانتداب ومسرحيات الاستقلالات الذي تبعهما انشاء مجلس الجامعة العربية الذي حضرنا معظم مسرحياته الهزلية التي تشبه هزارات الشعب الذي يترأسه أحد أفراده بصورة مستدامة.
إذا كنا نريد وقف هذه المهزلة علينا مراجعة كل الاداء الذي قدم لتاريخه ان كانت مرجعيته رسمية ام سواها. الموفد الاميركي الذي «حيون» اهل الصحافة مؤخرا قالها بوضوح: الكيان الغاصب تجاوز سايكس/بيكو يبدو ان الأتراك لم يتباطؤوا في الرد اذ أقدموا على تسكير الاجواء في وجهه وتدابير اخرى علينا الانتظار لنعرف مدى جديتها. في حين ان العرب كما عادتهم اعطوا (الأذن الصماء) فجل همهم هو بقاء انظمتهم، ولتأمين البقاء عليهم تدجين اصحاب موقف « اللا» ليحظوا ببركة العم سام.
هذا الدجل القومي يحاول التوسع ليشمل الديني وما الموقف من إيران إلا لشد العصب للشارع السني وكأن اهل غزة انما قادمون من كوكب آخر ومشكوك بأيمانهم.
الموقف الإيراني الذي ما زال ثابتاً لتاريخه، إذا ما أضفنا إليه موقف الأتراك المستجد يمكن ان يكون فاتحة إذا ما استطاع الذين بالأمس تأذوا من سايكس/بيكو واليوم ينخرهم السوس الصهيوني لتفكيك ما تبقى والتمدد على كل المساحة،ان يوقفوا صراعاتهم الاندلسية والانخراط بحوار جدي فيما بينهم ليؤمنوا امنهم وينطلقوا لتأمين امن الاقليم مع تركيا وايران،فرصة جدية لنزع فتيل الصراع المذهبي كما والإثني الذي عبرهما يتغلغل المتربصين بالمنطقة وهدفهم واضح جلي نهب خيراتها تدريجيا ووضعها مستقبليا دفر سوارا للمدين الروسي والصيني.
قد يقول البعض ان ما ورد هو طرح رومانسي من الصعب تحقيقه، فقد شهدنا منذ الهجرة الاولى لنازحي اوروبا من اليهود طروحات سو برمانية ان من الأنظمة او حتى من منظمة التحرير الفلسطينية كما والأحزاب على خلاف مرجعيتها جميعها أدى إلى ما نحن عليه وذلك لجهلنا بطبيعة الصراع وتوصيفه انه بين نازحين واهل الارض،الامر بالطبع ليس كذلك فمسيرة الاستعمار واحدة ومراجعة نماذجه في اميركا اللاتينية وجنوب اسيا وأفريقيا يصل المرء للنتيجة نفسها نهش اللحم وترك العظام يتقاتل عليها من يبقى حياً.

