كيف لنا ان ننقذ البلاد امام التحديات الماثلة امامنا، التي لا تبدأ مع الصهاينة ولا تنتهي مع التشرذم الحاصل على مساحة المشرق وصعود نجم التيارات السلفية على مختلف مشاربها.
قد يقول البعض ان الاستقرار المنشود تعرقله المقاومة في الجنوب والبعض الاخر يرى انه إذا ما اراد لبنان ان ينعم بالاستقرار فعليه توفير الامن على كامل رقعة الوطن.
كيف يمكن للحوار ان يأخذ مجراه مع هذا التزاجل الحاصل؟
على المتحاورين قبل ان يجلسوا على طاولة الحوار ان يضعوا بالحسبان جملة معوقات قد يؤدي اغفالها إلى كوارث.
اولا: الأطماع الصهيونية للتمدد بالإقليم وعدم قدرة الأسرة الدولية على ردع الكيان الغاصب. والشواهد أكثر من ان تحصى وتعد منذ ال 48 لتاريخه.
ثانياً: بالأمس كان هناك جبهة شرقية ولو بالاسم قد لا تكون نجحت باسترداد الارض، لكن كان يحسب لها حساب لاي تمدد جديد قد يشهده الاقليم.
اليوم، المجموعات المتناحرة الدينية والمذهبية والإثنية وحتى القبلية والعشائرية جميعها مستعدة لتقديم الولاء للصهاينة خوفاً من الإبادة على يد اهل الدار.
ثالثا: على المقاومة ان تراجع حساباتها، بحيث تظهر للبنانيين ان منطق الأمس لما يدعى وحدة الساحات قد ولى وان العرب لا يريدون النزال كما وان إيران تتطلع اليوم لحماية الذات واي مشاركة لها خارج إقليمها دفاعا او هجوما لم يعد باليسير.
رابعا: ان التدخل الدولي في المنطقة هو ذاته الذي بدأ قبل قرن، محموله الاقتصادي في الأمس نفط واليوم غاز. وما التوترات الدينية والمذهبية وغيرها إلا عدة شرذمة وتفتيت لكيلا يكون هناك دور لاي دولة مركزية تفاوض للحصول على حقها في مواردها.
خامساً آخر مظهر لدولة (مركزية) وبدون سخرية، هي لبنان.
لبنان المرذول عربياً لأنه حرر ارضه بلا تنازلات (لا كامب دايفيد ولا وادي عربة ولا اوسلو) كما ان لدى مكوناته حرية غير متوفرة في كل الاصقاع العربية. وهو مكروه صهيونياً اذ هناك 18 طائفة ما زالت تقول لبعضها البعض (صباح الخير) الأمر الذي لا يعجب أولاد الأفاعي منذ صلبهم للمسيح.
ان يكون هناك دولة مركزية مع التحديات المرتقبة هو أنك تفاوض بقوة على أمنك وسيادتك على الارض والموارد.
هل من الصعب الوصول لكلمة، سواء؟ لا أظن وما علينا إلا التواضع والأخذ بحكمة، ما حك جلدك إلا ظفرك.
ان عملية التخوين وفتح ملفات الأمس، لن تجدي نفعاً، الجميع تعرض للظلم، كما ان فتح الملفات يفرح الاعداء والدليل انهم بعد 1400 سنة استطاعوا ان يفتحوا ملفات المعارك التي عفى عنها الزمن ،والسذج من اهل الايمان ذهبوا مذهبهم في ذلك.

