بعد سيطرته لسنوات على عالم كرة القدم في انجلترا، وتحقيقه لثلاث عشرة بطولة دوري محلي بين عامي ١٩٩٢ و٢٠١٣، بالإضافة إلى العديد من البطولات المحلية والقارية الأخرى، واستقطابه لنجوم كرة القدم ولقاعدة شعبيّة ضخمة، عانى نادي مانشستر يونايتد من نكسة كبيرة بعد رحيل السير أليكس فيرغسون، تطلّبت منه تغيير ستّة مدرّبين أساسيّين واثنين مؤقّتين، لم يستمر منهم سوى جوزيه مورينيو لعامين.
بداية هذا الموسم، كان يمكن وصف حال نادي الشياطين الحمر بالكارثي، إذ تذيّل النادي ترتيب الدوري في مرحلة ما، ولكن مع الوقت تمكّن اليونايتد من النّهوض مجدّدًا وأصبح يحتلّ المركز الثالث في ترتيب الدّوري الإنجليزي الممتاز، وكان لهذا التّطوّر أسباب عديدة، وأهمّها:
- المدرّب ايريك تين هاج
على الرغم من أنّ بدايته مع مانشستر يونايتد لم تكن جيّدة على الإطلاق، لكنّ الوقت أثبت أنّ المدرب الهولندي ايريك تين هاج هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وقبل الحديث عن تكتيكاته وأفكاره الكرويّة، يجب القول أنّ تين هاج نجح بفرض الانضباط على اللاعبين حتى خارج أرض الملعب، فهو لا يتوانى عن معاقبة أيّ لاعب يخالف النظام الذي وضعه المدرّب، وهذا ما حصل بالفعل مع راشفورد الذي عوقب بسبب النوم الزائد، ومع أليخاندرو جارناتشو الذي غاب عن اجتماعات الفريق قبل انطلاق الموسم، وحتّى أنّ المدرّب الهولندي لم يكن يتردّد بمعاقبة كريستيانو رونالدو قبل رحيله عن النادي حين كان يرفض اللعب كبديل. - التغيير في الخطط والتكتيكات
منذ قدومه إلى مانشستر يونايتد، لجأ تين هاج إلى اعتماد تكتيكات أكثر ذكاء وغير تقليديّة، ومنها تغيير مراكز بعض اللاعبين، كلوك شاو الذي نقله من مركز الظهير الأيسر إلى قلب الدفاع، وأثبت تألّقه في هذا المركز. - الوافدون الجدد
كاسيميرو كان يشاهد مباريات مانشستر يونايتد قبل انتقاله إلى النادي من ريال مدريد، حينها طلب من وكيله إخبار إدارة النادي الإنجليزي أنّه سيقوم بتصحيح الأوضاع ، وحتّى الآن يبدو أنّه يفي بوعده، فهو لم يقم فقط بتدعيم الدفاع، بل ساهم بالربط بين الخطوط في الملعب ومنح الفريق روحًا قتالية.
كما ساهم الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، الفائز بكأس العالم مؤخرًا في نهضة يونايتد منذ انضمامه، حيث شكل شراكة رائعة مع رافائيل فاران لتعزيز خط دفاع النادي، والذي كان سهل الاختراق للغاية الموسم الماضي. - مستوى ماركوس راشفورد
على الرغم من أنّه يلعب في مانشستر يونايتد منذ موسم ٢٠١٥- ٢٠١٦ إلّا أنّ الموسم الحالي يشهد على بروز مستوى تهديفي غير مألوف للمهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، والذي أصبح يمتلك في رصيده ٢١ هدفًا من ۳٤ مباراة، في حين أنّ أفضل مواسمه التهديفيّة كان موسم ٢٠١٩ – ٢٠٢٠، وحينها احتاج إلى ٤٤ مباراة لتسجيل ٢٢ هدفًا، أمّا في الموسم الماضي فقد سجّل راشفورد ٥ أهداف فقط في ۳٢ مباراة.
تألّق راشفورد وأهدافه تساهم بشكل كبير في تحقيق الفوز لليونايتد في الكثير من المباريات، وقد ساعد فريقه للنهوض من كبوة بداية الموسم.
تين هاج يقود ثورة تغيير في مانشستر يونايتد، فهل سيعود نادي الشياطين الحمر للمنافسة محليًّا وقاريًّا وبشكل جدّي قريبًا؟
جو شمعون