تعيش سوريا الشقيقة الأعز للشعب الأردني مأساتها منذ أكثر من عشر سنوات، والتي تسبب بها الغرب المتوحش وحلفاؤه في المنطقة، من إسرائيل وتركيا إلى كل الانظمة العربية. وتعاني سوريا وما زالت من تدمير وقتل وتمزيق للوطن السوري وإدخال عشرات آلاف المقاتلين العرب والأجانب من كل أصقاع الأرض تحت حجج الحرية والديمقراطية الزائفة للشعب السوري ضد نظام كل جريمته اختياره العروبة والمقاومة ورفضه الخضوع لخطط الغرب وإسرائيل تجاه الشعوب العربية.
دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا لصموده البطولي أمام وحوش الغرب وعملائه المختلفين، وتسبب ذلك في خلق الكثير من المصاعب الهائلة في الاقتصاد نتيجة لاستنزاف الحرب لمقدرات الاقتصاد وتدميرها ضمن خطه جهنمية للغرب عدا عن سرقة الثروات السورية وتفكيك المصانع السورية ونقلها للخارج أو تدميرها.
أضافت كارثة الزلزال قبل أربعة ايام والذي ضرب تركيا وسوريا صعوبات هائلة أمام الدولة السورية المثقلة أصلًا بهموم ومأساة الحرب.
أمام كارثة الزلزال وألاف الضحايا والدمار الهائل الذي نتج عنها كان التوقع أن يبادر العالم إلى نجدة الشعب السوري كما سارع إلى نجدة الشعب التركي في تقديم كل ما يلزم لإنقاذ ومساعدة الضحايا لمواجهة الآثار المخيفة لهذه الكارثة الطبيعية.
الأنظمة العربية تصرّفت بمنتهى الجبن أمام كارثة الشعب العربي السوري الشقيق وبعضها اكتفى بالاتصال وتقديم العزاء والوقوف بالكلام الفارغ مع الدولة السورية في الكارثة التي حلت بها وبعضها بلا قلب أو خجل استمر في الهجوم والتحريض على الدولة والنظام السوري وكأنه هو المسبب للكارثة والادعاء بأن التخوف هو من أن يقوم النظام بسرقة المساعدات وحرمان المتضررين منها .
بعض الدول العربية تصرفت بشجاعة تجاه سوريا مثلًا كالإمارات والجزائر ومصر رغم التهديدات الأميركية والغربية بفرض العقوبات عليها اذا أقدمت على مساعدة الشعب السوري الشقيق.
أميركا قامت في اليوم الرابع بإلاعلان عن إيقاف العمل بحصار سوريا ورفع العقوبات عن سوريا لمده ١٨٠ يومًا، في محاولة للسيطرة على الغضب الدولي من وحشية الغرب في التعامل مع قضية إنسانية عامة، وخوفًا من أن يتم خرق العقوبات الغربية ضد سوريا دوليًا ومساعدة الشعب السوري في محنته وان يسقط ذلك العقوبات واقعيًا وعمليًا.
الغرب كله يقف موقفًا نذلًا ووحشيًا من المأساة السورية ويعلن صراحة انه لن يساعد الدولة والنظام السوري في هذه الكارثة أو غيرها.
ما يحزن هو الموقف العربي الرسمي من كارثة سوريا الشقيقه التي ما امتنعت يومًا عن أن تقف إلى جانب اي دولة عربية احتاجت ذلك، وكل ما قدّم للآن هو للخلاص من الحرج ولا يساعد سوريا بما يكفي أو بما هو المطلوب، ولا يزال ما يسيطر على الأنظمة العربية أما الكره الشديد للنظام السوري بسبب مواقفه المتصدية لأميركا واسرائيل، وإما الخوف من إغضاب أميركا وما قد تسبب لهم من مشاكل يمكن أن تعصف بهم .
لا تزل معظم الأنظمة العربيو تعتقد أن الجبروت الأميركي هو قدر لا فكاك منه ولا تريد أن تدرك أن العالم يتغير وانه يمكن لأي دولة مهما بلغ صغرها أن تقول لا لأميركا كما فعلت الإمارات العربية في اكثر من مناسبة وفعلتها في سوريا أيضًا بما اغضب أميركا بالتأكيد ودون أن تكون قادرة على إخافتها.
المنظمات العربية الشعبية مدعوة الى تنظيم مبادرات شعبية لدعم سوريا الشقيقة والتي تحتاج لكل دعم مهما كان بسيطًا، وأن تحل مكان النظام الرسمي الجبان والذي لن يستطيع منع مثل تلك المبادرات بل القبول بها بل وحتى بالتشجيع كي يتخلص من الحرج من تقاعسه بالمساعدة الرسمية.
كلي ثقة أن سوريا بشعبها وقيادتها ومساعدة أصدقائها من دول وشعوب ومنظمات واحزاب ستعبر كارثتها ومأساتها رغم الجراح والندوب التي حفرها عميقًا في جسدها ووجدانها من يدعى شقيقًا في العروبة والجوار.
د.احمد فاخر