طلّاب الجنوب، خطُّ الدّفاع الأوّل

لطالما كان للعلم والمعرفة المساحة الكبرى في فكر سعادة، لأنّهما ركنان أساسيّان في بناء الإنسان السّوريّ.  والطّلّاب خاصّة، هم المدماك الأساس في صنع نهضة قوميّة تواكب العصر، وتكون قادرة على الصّمود في وجه التّحدّيات الوجوديّة.

وإن كان لم يُكتَب لهذا الفكر الانتشار على مساحة الأمّة، إلّا أنّه لم ينطفئ، بل إنّه لم ينكمش، فكلّما عانت الأمة من أزمة، كان فكر سعادة حاضرًا يرسم طريق الخلاص.

وها هم طلّاب الجنوب، يسطّرون بأقلامهم بطولات في امتحانات الشّهادة الرّسميّة، جعلت الإسرائيليّ يخاف أقلامهم، كما يخاف من بواسل الرّضوان، وسيرة سناء وبلال وابتسام…  فحصدوا نتائج مشرّفة تخطّت ٩٠%، ما يعني أنّ الرّجوع لهذا الفكر العظيم، وإن حاول الكثيرون تغييبه، لكنّه لمع كومضة في فكر وعيون طلابنا،

لكأنّني أسمعهم يقولون: لن نسمح لهذا الكيان الدّخيل أن يغتصب أحلامنا، ولن نسمح لهذه الغدّة السّرطانيّة أن تسمّم أفكارنا. سنحاربها بالعلم، سننتصر عليها بالمعرفة، سنواجهها بمعرفة الجواب على «مَن نحن»، ولن ننسى أنّنا أبناء هذه الأرض، راسخون كجذور السّنديان والزّيتون، لن يستطيعوا أن يمحوا من ذاكرتنا أو تاريخنا أنّهم مرتزقة، …. سنقتلعهم بأقلامنا … «

نعم أحلام أبناء الجنوب تختلف عن واقعهم اليوم، لكنّهم يعلمون في صميم فؤادهم أنّ أحلامهم ليست بعيدة التّحقّق، لأنّ الوعي بمشاكل الأمّة وسُبُل حلّها سيكون قائدهم إلى المستقبل الجامع لكلّ أطيافها، وبصبرهم سيحطّمون أصنام الفكر، وبتعلّقهم بكلّ ذرّة تراب من سورية سيعيدون أمجادها.

أجل، أراهم هكذا، عصاة على غسل الأدمغة، مصفَّحين ضدّ تيّارات التّقسيم والبيع.

فـ الخلاص لا يُبحث عنهُ في الحكومات، بل في الشّعب، في إيقاظِ وِجدانه القوميّ لحقيقتِه ولمصالحه ومصيره وأنتم أيّها الطّلبة السّوريّون نبض الشّعب وعنفوانه.

نفتخر بكم، ونتعلّم الصّمود.

كوثر سميح فرزان