»إن الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة» فيما تتسارع الاستحقاقات وكذلك المهل التي يعطيها الأميركي لبلادنا، وبين أن تنال حقوقها في معركة الوجود القائمة في المنطقة، إذ بالأنظمة القائمة، التي لا هم لها سوى حفظ نفسها وعروشها ولو دون أرضها والشعب، هكذا تدور المعركة اليوم بين دور الأنظمة وحياتها أو بقاء الأمم، في غياب أبرز هو للحق.
يجهد العدو، ربيب الاستعمار لحصد النتائج التي يريدها، في معادلة الهيمنة القائمة بعد تهاوي ميزان القوى العالمية باتجاه أحادية اقل ما يقال عنها أنها مدمرة، لأن استهدافها الأرض وتقاسم الثروات وإلغاء تاريخ هذه البلاد، بسردية مزورة باتت تهيمن على العقول.
استراتيجية التدمير هذه، تسير، في منطقتنا والعالم صامت ووقح وهو يتفرج على حرب الإبادة الجارية بعدما أغرقت معامل سلاح الناتو دولة الاحتلال بكل ما لديها من قدرات لوجستية، وبدعم مالي ضخم، هدفه المساندة التامة ووقف الانهيار الآتي لا محالة لهذه الدولة المؤقتة. وقد انتقل تكتيك المعركة اليوم إلى الإبادة جوعاً، ولا يزال العالم أجمع، أصم لا يردعه أنين الجوعى أو موت الأطفال والرضع، وقد بلغ آخر إحصاء للأطفال المقتولين بالتجويع نحو المئة، وسيليهم آخرين.
نحو العامين انقضيا على الإبادة الجارية ولازالت قضية فلسطين محور اهتمام وتحركات الشعوب اجمع ومحرك تظاهراتها في العالم الغربي وشوارعه وجامعاته، فيما الأنظمة العربية لا تحرك ساكناً، لاسيما مصر والأردن ومعها دول الخليج العربي، المدانة أيضا بتقديم الدعم، علما أن معظم التقارير تؤكد أن الإقليم كله سيتأثر، وها بوادر ذلك تظهر في قرار الكنيست الأخير بضم الضفة إلى كيان الاحتلال، مما يعني أن الكلام عن الدولتين الذي تعلن بعض الأنظمة المتكاذبة، دعمها له، ما هو الا وعود فارغة لشعبنا.
والسؤال المطروح هو عن توقيت التنفيذ للضم الفعلي لهذه الأراضي، مما يجعل من فلسطينيي الـ 48 في حال من القلق الشديد على مصيرهم وأملاكهم واي نزوح أو شتات أمامهم؟ إلى الأردن الدولة البديلة، أم إلى لبنان؟
لبنان الذي يقع تحت وطأة هاجس الديمغرافيا، منذ إنشائه، يعيش مأزقاً صعباً تحت وطأة سياسة المهل وكذلك التهديدات، بتسليم سلاحه، دون أن تدرك السلطة القائمة اليوم أبعاد جعل لبنان أعزلاً محروما من قدرات الدفاع عن نفسه أن من الجنوب، أو من حدوده الشمالية الشرقية ومن قوى النصرة وداعش المتربصة به وان تغير اسمها وزيها بعد التهديدات الأميركية الوقحة بتسليم قرار سلامة حدودنا لهؤلاء.
ان إرادة الحياة عند شعبنا، لن تكون رهناً بالتسويات الجارية، ولن تقبل بأن تتحول بلادنا إلى رقعة شطرنج، أن سياسة صنع الجغرافيا الجديدة، القائمة حالياً، بإرادة عليا من شرطي العالم، الهادف من خلال تدميرنا، نيل جائزة نوبل للسلام الـ «مزيف» لنا بالتأكيد.
إن حقنا في الحياة اليوم على المحك، إما نسمح لقوى الداخل المتماهية مع مشاريع الخارج، بهزمنا، أو نقف وقفة واحدة لردع ما يحضر لبلادنا، في مخاطر حقيقية تريد جعلنا نحن شذاذ آفاق، من عدو متربص يريد احتلال بيوتنا وأرزاقنا وبلادنا لتصبح ملكاً له بينما هم شذاذ الآفاق الحقيقيين.

