ثمة ألف قرينة ودليل على أن أميركا خاصة، والعالم الغربي عامة، يعتبر اليهودي حيواناً مقدساً، ويعمل لإلزام بقية العالم باعتباره كذلك، ومعاملته على هذا الأساس.
- ما أن أصدرت محكمة إيرانية، قانونية ونظامية وكاملة الأوصاف، أحكاماً مخففة على يهود إيرانيين أبّاً عن جد، اعترفوا جهاراً نهاراً أن الموساد غرر بهم ، حتى جاء الرد من جميع زعماء العالم الغربي تقريباً: الألمان استنكروا، الفرنسيون دانوا، الإنكليز ذعروا، الأمريكان طالبوا بأكثر من صوت ولسان بإلغاء المحاكمة وباعتذار رسمي إيراني يسبق إخلاء سبيل المحكومين. آل غور قال إن الأمر مهزلة مشينة، أولبرايت قالت إن تحسين علاقات إيران مع أميركا مهدد، وأن إيران ستعاني بسبب هذه الأحكام.
- قبل ذلك بعام، أعلن فيونتال، الصهيوني المشهور في العالم كله بعدم حياديته في كل ما يتعلق باليهود ومجتمعاتهم الأوروبية الأصلية، أن يهود ألمانيا أودعوا مبالغ نقدية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية في المصارف السويسرية، وأن ودائعهم لم ترد إليهم بعد الحرب. ثم ضرب وجمع وقسّم وطرح، فتبين له أن المبالغ التافهة المودعة في حينه صارت تساوي سبعة عشر مليار دولار أمريكي. بصوت واحد، وافق جميع قادة «الدول المتحضرة» على صحة الواقعة ودقة الحسبة، وشرعوا يطالبون بإعطاء الكيان الغاصب ـ وليس أصحاب الأموال من اليهود ـ حصة الأسد من المال المسروق سويسرياً. وتحدث عديد منهم عن لاسامية سويسرا ومصارفها، متناسياً أنها البلد الأوروبي الوحيد الذي فتح أبوابه ليهود ألمانيا وشرق ووسط أوروبا قبل وخلال الحرب، يعبرون منها إلى بقية العالم، بينما أغلقت الدول الأوروبية جميعها حدودها في وجههم، كي يذهبوا إلى فلسطين ويقيموا «الدولة اليهودية» المزعومة على أنقاض شعبها وتاريخها، وإلا فليهلكوا في ألمانيا!
- في النهاية وبعد مداولات استرحاميه أجرتها سويسرا مع جميع الأطراف، وخصوصاً منها أمريكا، دفعت المبالغ الطائلة المطلوبة لليهود وحدهم دون الألمان والبلجيكيين وبقية مودعي الحرب العالمية، علماً بأن اليهود لم يتلقوا ودائعهم في الماضي، لأن أحداً منهم لم يطالب بها، وليس لأن مصارف سويسرا أكلت حقوقهم.
- أعلن نائب وزير دفاع الكيان الغاصب حينها أنه ستتخذ إجراءات عملية ضد إيران، لأنها جربت بنجاح صاروخاً متوسطاً يستطيع الطيران لمسافة 1300 كم. هذا الكلام يتضمن أمرين صريحين: لا يحق لأحد غير الكيان المصطنع في المنطقة الممتدة بين الهند وألمانيا امتلاك أسلحة كهذه. ومن حق هذا الكيان وحده تحديد سقوف القوة التي تسمح لغيرها ببلوغها، ومن حقها استخدام قوتها لفرض هذه السقوف.
- لم يستنكر أحد في الغرب ـ على تباين مواقف أطرافه من مختلف المسائل والمشكلات ـ تصريحات موشيه سنيه (هذا هو اسم نائب وزير الدفاع)، وتفوهات «ساسة» وجنرالات الكيان المصطنع بالأمس البعيد والقريب حيال قضايا مماثلة. بل إنني أراهن على أن موجة من التصريحات الغربية المؤيدة للكيان ضد إيران ستنطلق، وإنها ستدافع عن حقها «في التصرف»، أي في الهجوم على إيران وضربها عسكرياً، لأن عقل الغرب يعمل بآلية غريبة، تعطي الكيان الغاصب حق امتلاك أسلحة دمار شامل، نووية وجرثومية وكيميائية، وحق استخدامها ضد من يشاء، وتنكر على إيران، مثلما أنكرت بالأمس على العراق، حق امتلاك صواريخ تسهم في حمايتها من مخاطر تحيق بها من سائر الجهات، أشدها قاطبة خطر أسلحة الدمار الشامل جداً جداً للكيان. حيث إنهم عندما دمروا العراق، قالو إنهم فعلو ذلك لأنه يهدد جيرانه. وهاهم لا يقلعون لحظة عن تشجيع الكيان المحتل على تدمير قدرات جيرانها العلمية، عسكرية كانت أم مدنية، ويؤيدون تصريحات مسؤوليها، التي تحدد سقفاً لتطورهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويحظر عليهم تخطيه، بحجة أن تجاوزه سيمكنهم من تحقيق تطور علمي نتائجه خطرة على الكيان وهذا ماتم وحدث حيث دمرت مقدرات الجيش السوري عن بكرة أبيه!
- في جميع قوانين وأعراف الدنيا، المعتدي، الذي يحتل أوطان الآخرين ويقتلهم وينتهك حقوقهم، يعاقب ويعزل وتفرض عليه غرامات. إلا هذا الكيان الغاصب، فهي تعطيه منذ نيف وخمسين عاماً حق الاستيلاء بالقوة على وطن غيره وحق طرده من أرضه، وتقرير إن كانت له حقوق أو ممتلكات أصلاً، بل وحق تعيين شكل ومدى ومعنى وجوده السياسي، إن تعطفت وتلطفت وشاءت أن تقر له بوجود، في كل الدنيا، يُلزم المعتدي بتطبيق القوانين والشرائع الدولية، إلا هذا الكيان اليهودي المصطنع، فله الحق في وضع نفسه خارج وفوق القوانين والشرائع، وفي فرض شريعته الخاصة على العالم.
- لليهودي عامة وللصهيوني خاصة حقوق لا يجوز أن تكون لغيره. وللكيان اليهودي حقوق يستحيل أن تكون لغيره. ليس غير اليهودي كاليهودي في القيمة والجوهر، وليس هذا الكيان كغيره من البلدان والدول. اليهودي الصهيوني حيوان مقدس، ووحش مفترس، وسيبقيان كذلك ما داما يحرسان آبار وممرات النفط وأنابيب البترودولار ومناطق السيطرة على القرن الحادي والعشرين وأسس الحضارة الأمريكية في المنطقة العربية والعالم.
- أما نحن، فلسنا، إلى إشعار آخر، غير مجرد حيوانات وحسب، كتب عليها أن تعيش بشروط الحيوان المقدس الأعظم ، حسب شريعة الغاب البشرية .