ألقيت يوم وصولي (1947) خطاباً، أعلنت فيه أن الحزب القومي الاجتماعي لم يكن، وليس عدواً للكيان اللبناني، مع إنه سوري في عقيدته القومية. وهذا الإعلان لم يكن شيئاً جديداً، بل منطبقاً على تصريحي في موقف الحزب القومي الاجتماعي من الكيان اللبناني سنة 1937، ففي هذا التصريح أوضحت موقفنا العقدي وموقفنا السياسي، وكيف نجمع بين الإثنين في انسجام تام. ولما لم يكن خطابي المذكور خطاباً سياسياً، بل عقدياً، موجهاً إلى أعضاء الحزب القومي الاجتماعي، الذين يؤمنون بحقيقة سورية قومية اجتماعية، ويعتقدون بوحدة النفسية السورية والحياة السورية والمصير السوري، ويعرفون التاريخ السوري والأرض السورية، ولما كانت مهمة الحزب القومي الاجتماعي إيجاد نهضة ثقافية واحدة في جميع الدول السورية، التي تجمعها في الأخير رابطة المصير الواحد، ووحدة المصالح الاقتصادية والسياسية، فقد أبرزت في خطابي فكرة العمل القومي الاجتماعي، الثقافي، العام، في هذه العبارة: «إن الكيان اللبناني يجب أن يكون نطاق ضمان للفكر ولانطلاق الفكر في سورية الطبيعية كلها».
مقالات بعد العودة 1947