عندما تحدث الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله في الخامس والعشرين من ايار عام 2013 بمناسبة الذكرى الثالثة عشر للعدوان الاسرائيلي (تموز 2006) قائلاً: إذا سقطت سوريا في يد الأميركي والإسرائيلي والتكفيري، وأدوات أميركا في المنطقة الذين يسمون أنفسهم دولا إقليمية، ستحاصر المقاومة وسوف تدخل «إسرائيل» إلى لبنان، لتفرض شروطها على لبنان ولتحيي أطماعها من جديد ومشاريعها من جديد، وسيعاد إدخال لبنان إلى العصر الاسرائيلي. إذا سقطت سوريا ضاعت فلسطين وضاعت المقاومة في فلسطين وضاعت غزة والضفة الغربية والقدس الشريف. إذا سقطت سوريا في يد أميركا و« إسرائيل» والتكفيريين، فان شعوب منطقتنا ودول منطقتنا مقبلة على عصر قاس وسيء ومظلم، وهذا هو تشخيصنا.
استشرف الشهيد السيد حسن نصر الله منذ اثنا عشر عاما ما يحصل الأن، سقطت سوريا الدولة، واول ما فعلته اسرائيل وفي اليوم الأول كان قصف المطارات الحربية والطائرات الجاثمة على ارضها، ومخازن الصواريخ الباليستية وكل العتاد الحربي الذي كان يشكل خطرا عليها، لتكمل بعد ذلك عربدتها ليس فقط في لبنان وسوريا، بل في المنطقة كافة من العراق وصولا الى حرب الاثني عشر يوما مع إيران.
اما فيما خص الاميركي، فقد قام بتسهيل كل حركة الاسرائيلي بالدعم العسكري والسياسي والاقتصادي، بما فيها اعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كمنظمة ارهابية، والاعتراف ( بالجولاني) رئيسا لسوريا واعلان رفع العقوبات (نظريا ) عن سوريا (الاعلان تم في مؤتمر صحافي في المملكة العربية السعودية ابان الجولة التي كان يقوم بها الرئيس الاميركي لجمع الاموال من دول الخليج).
وفيما خص الجولاني في سوريا الذي استلم الحكم كرئيس انتقالي فقد افتتح عهده بعد ثلاثة شهور من استلام منصبه بالمجازر التي حصلت في الساحل السوري بحق العلويين بحجة تحرك فلول النظام السابق، واتبعها بعد ذلك بمحاولة تدجين الدروز في جرمانا وبعد ذلك في صحنايا ولم يوفق في ذلك بسبب التدخل الاسرائيلي لحماية الدروز وذلك بقصف الطائرات الاسرائيلية لقواته في صحنايا واشرفية صحنايا.
اعاد الجولاني الكرة مرة اخرى مع الطائفة الدرزية بحجة التدخل لوقف الخلافات بين عشائر البدو في درعا وبين الدروز في محافظة السويداء حيث تقدمت قواته واقتحمت محافظة السويداء وابتدأت المجازر بالطائفة الدرزية ، معبدا الطريق امام الاسرائيلي لتنفيذ مخططه القائم شكليا على حماية الدروز والقائم فعليا لاستخدام الدروز في مرحلة لاحقة لتحقيق اهدافه ( بدويلة طائفية ) ، وايضا لاستخدام الجولاني نفسه عبر قواته باحتلال اراض لبنانية لانتزاع سلاح حزب الله ، حيث قام الطيران الاسرائيلي بشن غارات على قوات الجولاني في محافظة السويداء اتبعها بغارات على دمشق
وبغية ربط الأحداث المتسارعة بعضها ببعض لا بد من التذكير بموقف ولي العهد السعودي الذي أخبر الرئيس الأميركي : «ان لبنان بلد مُتعب، وعلينا ان نسلم لبنان الى القيادة السورية الجديدة للتعامل معه»، وكلام المبعوث الاميركي توم باراك الى لبنان بعد ذلك : « لبنان يواجه تهديدا وجوديا وهذا ما قد يعيده الى بلاد الشام من جديد».
هذه المواقف والتصريحات تؤكد المؤكد في حديث الامين العام السابق لحزب الله الشهيد حسن نصرالله ، كما تؤكد على دعم اسرائيل لإنشاء كيانات طائفية قريبة منها والابقاء على حالة العداء الوجودي بين الطوائف المختلفة في المنطقة تنفيذا لاستراتيجيتها القديمة – الجديدة ( فرق تسد ) والعمل على محو ذاكرة المجتمعات المحيطة بكيانها الغاصب نحو اي تفكير وحدوي ممكن وبالتالي تغييب الذاكرة الجماعية ،وابقاء حالة التشرذم والتفتت داخل هذه المجتمعات ، خدمة لبقائها ككيان ، وخدمة لمصالح اميركا واوروبا الاقتصادية المتمثلة ببترول الخليج والمنطقة كافة .
وما الحديث مع سوريا عن انضمامها للاتفاقيات الابراهيمية وسيناريوهات الجولان السوري المحتل المطروحة الا مقدمات لما سيجري وعلى لبنان بعدها والعراق ان تحذو حذو سوريا نحو التعايش والتطبيع مع الكيان الغاصب
ويبقى الخطر القادم على لبنان…مع حشد ارهابيي الايغور والشيشان وغيرهم على الحدود المتاخمة.