ما بين كينغ كراين وبرّاك

على ما يبدو أن أحدهم في نظارة الخارجية الأميركية وصلت يداه إلى ملف لجنة كنغ كراين التي قامت عام 1919 بطلب من الرئيس ويلسون باستفتاء الشعب في بلاد الشام حول مستقبل بلادهم. حضرت اللجنة بين حزيران وتموز من نفس العام وجالت في المدن الفلسطينية والسورية وقدمت تقريرها للإدارة الأميركية في حينه. وجاء بالتقرير أن الشعب في بلاد الشام يطالب بالتالي:

ـ أن أي وصي على سورية عليه أن لا يكون مستعمراً ويعمل وفق ما تقرره جمعية الأمم

ـ تحديد مدة الوصاية

ـ ان يكون للوصي سلطة كافية لإنجاح الحكومة المحلية وتحقيق المشاريع اللازمة في عدد من الحقول مع تأكيد فكرة الحياد

ـ ان يحظى لبنان بالمعاملة التي كانت ايام السلطنة وتوسيع رقعة اللامركزية والحفاظ على كونه عضوا في سورية إذا كان ذلك افضل له

ـ رفض المشروع الصهيوني والحد من الهجرة اليهودية

 كما طالبت العرائض بانه في حال الانتداب أن تكون الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة المنتدبة.

الإعلان البراكي الأخير يبدو انه وجد مسوغه في توصيات تلك اللجنة. هذا الإعلان بعد قرن ونيف بالطبع مآلاته مختلفة، إذ انه بعد المتغير الجذري في دمشق يحاول أن يضبط قواعد اللعبة الجديدة لتحقيق المشروع الإبراهيمي، أن بتجميع قوى السنة تحت مظلة الشرع وتخفيف وطأة اللا الشيعية ومحاصرتها جنوباً وشرقاً، أما البقاع فيمكن تذليل ما يستجد بشتى أنواع الإغراءات كما كان يحصل عادة للقبائل والعشائر.

يعتقد سكان جبل لبنان انهم بتلك الطريقة يحصلون على مبتغاهم في العيش ضمن شرانقهم الطائفية متناسين ان اللعبة الدولية قد تطيح بآمالهم في اي موجة صراع اقليمي كما كان يحصل منذ عهد القائم مقاميتين. الطرح الأميركي البرّاكي عليه أن يستنفر كل مكونات الجمهورية حتى تلك التي لديها مشاريع دولة مدنية وعلى القيمين على الطوائف والمذاهب المختلفة أيجاد أرضية مشتركة لتحقيق مصالح الاتباع دون أن يجعلوا منهم أضحية لمشاريع الآخرين … صعبة شي.؟