كي يرتقي الذاتي لالتقاط الموضوعي
مدخل نظري تاريخي:
تتردد في أوساط مثقفين ومفكرين وإعلاميين وساسة عبارة وصول هذا النظام او ذاك إلى حده، بمعنى أنه لم يعد بمقدوره العطاء والفعالية ولا هو قابل للتحول فيصح كتلة إنسداد مما يعني جدلياً ومنطقيا أن المجتمع غدا يعيش مرحلة أو بنية يجب أن تُزاح. ولا نقول أن هذا أمر يحدث بالمطلق ولكن تجارب التاريخ تعزز وجوب تجاوز كتلة الإنسداد هذه وما يحكم هو الفعل في الواقع ممتداً علىى مسافة الزمن طال أو قصر.
في هذا الحديث القصير سأتناول مثالا من التاريخ على مسألة وصول الحد ومن ثم حصول الانتقال أو التغيير.
كيف تستنفذ المراحل نفسها:
تقوم المراحل التاريخية على البدء فالتوسع فالتفكك والانحلال فاتحة الطريق لنقيضها الذي ينمو تدريجيا في أحشائها فيتجاوزها أو يقتلها، كما تشاء أنت بتحليلك.
والانتقال من مرحلة لأخرى بمفهوم المادية التاريخية لا يقوم على خلل في الطبيعة اساساً وإن كان الصراع معها مطلقا، وإنما اساسا يقوم على دور البشر في صراعهم واستغلالهم وجشعهم المتنامي والمتعدد.
انتقلت مرحلة العبودية إلى الإقطاع سواء في التجربة اليونانية أو الرومانية حيث جرى إفناء كبير للعبيد الذين قتلوا في الحروب ولم تحل محلهم في الزراعة قوة عمل لتحملها حيث كانت الاستقراطية أو “الأحرار” يربأون بأنفسهم عن العمل ويعيشون على الريع وتقشيط الأمم المحتلة وخاصة في الإمبراطورية الرومانية الغربية وهي الأم. (لك أن تقرأ وضع المحتل 1967 المتعيِّش على الريع المُغدَق عليه من أعداء الشعب والأمة).
قد نسمي الحرب وباء الحرب، وهو الذي التقطه لاحقا القس العنصري روبرت مالثوس الذي أسس لوجوب التخلص من أكبر عدد ممكن من البشرية خاصة الفقراء والأمم الفقيرة بالأمراض والحروب. لكن هذا توظيف للحرب لمستوى آخر هو خدمة الطبقة المالكة المسيطرة في الغرب وبقاء نظامها وتبرير إفناء الأمم التابعة وليس من أجل التحول والانتقال المجتمعي. حيوان التجارب اليوم هي الأمة مع الاعتذار.
مع اندثار الإمبراطورية الرومانية، تجزأت إلى بقع صغيرة أطلق عليها الإمارات الإقطاعية حيث تمكنت بقايا الارستقراطية من وضع يدها على مساحة من الأرض وغالبا بمساعدة الكنيسة الكاثوليكية وإخضاع الفلاحين كأقنان له وهم طبعاً لا يملكون أرضا ولا أدوات لاستغلالها فاصبحوا مثابة أملاك له كالدواب والأدوات. وبهذا انتقلت أوروبا الغربية خاصة من العبودية إلى الإقطاع.
إن تناول التجربة الأوروبية الغربية خاصة لا يعني موافقتنا على تعميمها عالميا بمعنى كل ما هو أوروبي هو عالمي ولكن تجربة الانتقال هناك من الإقطاع إلى الراسمالية مفيدة لللإضائة.
طبعاً الحديث هنا ليس عن آليات عمل التشكيلة الاجتماعية الاقطاعية بل عن تحولها. هناك عدة قراءات لعوامل تفككك الإقطاع في غرب أوروبا. وهي تختلف على تقديم أو تأخير الأسباب وليس على عملية التحول نفسها بل توفر شروط وجوب التحول.
يرى البعض وخاصة هيلتون أن أهم أسباب التفكك ومن ثم الانتقال أو التحول إلى الرأسمالية هي:
• اما استنزاف الثروة من قبل الطبقة الإقطاعية
• او غياب المنتجين قوة العمل التي كان يزدهر النظام بها.
بالمقابل، فإن خصم هلتون الأكبر اي بول سويزي يقلل من اهمية حاجة اللوردات للدخل وبالتالي مساهمتها أكثر من غيرها في تفكيك التشكيلة الإقطاعية، وينبه الى نمو التجارة، وخاصة بعيدة المدى، والحياة المدنية.
بالمقابل، يرد معظم(من شاركوا في كتاب: الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية . إعداد رودني هيلتون) تدهور التشكيلة الإقطاعية إلى الاستنزاف الخاص/الذاتي الذي ينسبونه إلى حروب الفرنجة خلال الفترة الحاسمة للتطور الإقطاعي بينما يشكك البعض الآخر في حاسمية هذا العامل.
مفيد التركيز على عدوان الفرنجة،
لقد قاتل الفرنجة الشرق ، وكانوا يعيشون بشكل طبيعي في الجزء الأكبر من الأرض ؛ كان الفرنجة إلى حد ما حملات نهب جلبت مكافآت مادية لرعاتهم والمشاركين ؛ وكانوا في جزء كبير منهم بدائل للحرب الإقطاعية العادية في ذلك الوقت وليس إضافات إليها.
بشكل عام يركز دوب نفسه على ان محرك تدهور الاقطاع هو حاجة الاقطاعيين للدخل مما زاد الضغط على المنتجين لدرجة لا تُحتمل الامر الذي قاد في النهاية كما أشرنا أعلاه:
• إما استنزاف الثروة من قبل الطبقة الإقطاعية
• او غياب المنتجين قوة العمل التي كان يزدهر النظام بها.
إبان ازدهار حقبة الإقطاع تنامى السكان عدديا، ولكن لم تكن هناك فرصة ليحوز كل امير إقطاعي على حيازة خاصة به، وهي الظروف الي أفرزت العدوان الإفرنجي (ما بين القرنين التاسع والحادي عشر) من اوروبا الغربية ضد المشرق العربي بحجة حماية قبر المسيح ومن ضمن هذه الجيوش كان المقاتلون ألأكثرشراسة “فرسان الهيكل. (هنا نتذكر التركستان والإيغور والشيشان وخراسان ضد سوريا اليوم).
كانت هذه الحروب مثابة تفريغ وتخلص من أعداد كبيرة من الفائض السكاني لأوروبا الغربية. لكن الضربة الهائلة التي أودت بأعداد كبيرة من السكان كانت انتشار وباء الطاعون أو الموت الأسود الذي أودى بأكثر من ثلث سكان اوروبا الإقطاعية حيث حصد من كل من الأقنان والإقطاعيين.
للمقارنة،فإن نفس أوروبا هي التي تخلصت من اليهود بعد المحرقة وبالمحرقة وألقت بهم في هذا المشرق ، اي فرنجة يهو-صهيونية مجددا، بطربوش ديني وعوامل ومن أجل عوامل مادية راسمالية تماماً.ومع ذلك كثيرون منا يقرؤون ذلك كحرب دينية. يا لبؤس الوعي.
بين المرض والجوع هرب كثير من الأقنان من الأرض ولم تعد للإقطاعي من سلطة عليهم. كان ذلك في القرن الرابع عشر الميلادي .
ولكن، من عوامل إهلاك الأقنان كان بالطبع خضوعهم للاستغلال وسوء المعيشة حيث كان يضع الإقطاعي يده على كل شيء تاركا لهم ما لا يمنحهم صحة جيدة.
في تلك الفترة كانت التجارة في توسع على الصعيد العالمي وبموجب ذلك راكم التجار كميات كبيرة من المال وهو الأمر الذي أفرز الاستثمار في صناعات معينة احتاجت دورها إلى قوة عمل(هذا بالطبع ما ارتكز عليه سويزي في مناظرته ل هيلتون).
وبالطبع كانت قوة العمل هي بقايا الأقنان الذين لا يملكون ارضا ولا أدوات إنتاج فكان طبيعيا أن يعملوا بأجر.
وعليه، يمكن القول بان الانتقال من الإقطاع إلى الراسمالية كان لأن تلك المرحلة استنفذت نفسها وكان لا بد من تحول البشرية إلى مرحلة أخرى.
يمكن نسب هذا التحول أو وصف اسبابه إلى:
• ظهور البرجوازية مدعومة بقوة الملوك الذين تجاوزوا الإقطاع وسيطروا على مساحات اصبحت دولا قومية
• ودور طبقة اللوردات في إهلاك الفائض،
• وإلى التجارة بعيدة المدى في توفير سيولة مالية في المجتمع.
وبغض النظر عن ايها السبب هو الأقوى في عملية الانتقال، إلا أن أوروبا الغربية غدت في مرحلة جديدة امتدت حتى حينه.
يمكن ايجاد اسس الراسمالية في التحول في علاقات الانتاج في الارض
ولهذا حديث آخر.
الحديث أعلاه هو تقديم مدخل نظري تاريخي لتوضيح معنى الإنسداد ووصول مرحلة إلى حدها كتوطئة للدخول إلى الوضعين العربي والفلسطيني.
هذه اللحظة في التاريخ العربي المعاصر هي لحظة وصول الأزمة وحالة الاحتجاز وانسداد الأفق حدَّها .لكن ما يخص التحول الانتقال هو اننا نعيش عربياً حالة:
انفصال الشعبي عن الرسمي حد التناقض والطلاق
حرب الرسمي على الشعبي
تخندق وانتظام الرسمي
عدم تخندق الشعبي نظراً لعدم فرز أو تبلور الأداة الكفؤة أي العامل الذاتي المناسب.
طلاق الشعبي للرسمي بمعنى أن النظام الحاكم عدو الشعب وهو مسلح بكافة أسباب القمع ويشن حربا أهلية على الشعب بينما الشعبي بعمومه باستشناء القشرة الكمبرادورية في طرف آخر لكنه لم يصل لحظة التخندق تحضيرا للوثوب. وهذا يشترط الأداة مجدداً.
لكن المهم أن الصورة وصلت حد الوضوح بين الفقر والقمع ونهب الثروات واكتملت بحرب التطبيع وأزمة الربيع الخريفي بل وتعهد أنظمة عربية بتنفيذ وخدمة مصالح الإمبريالية في الوطن بدل ان تقوم الإمبريالية بذلك أي “إمبريلة الذات” وحتى تحويل جيوش هذه الأنظمة إلى جزء تابع لمحور الناتو!.
ليس هذا بعرض تاريخي للوطن. وليس حتى عودة إلى اربعة قرون من الاستعمار العثماني الذي سلَّم الوطن للامبرياليات الغربية تسليما بالمفتاح ولكن خرابا. بل نتحدث عن الاستعمار الغربي للوطن وتحديدا قرن على سايكس-بيكو أي تخليق الدولة القطرية في المشرق ثم في المغرب ثم في الجزيرة واستكمال ذلك مع الربيع الخريفي العربي.
أخطر ما حصل منذ بداية هذا القرن هو تخليق أنظمة عبر تجزئة وطنها فيما بينها وقبولها بذلك أي تنصيب حكام على أجزاء من الوطن كشرط لعدم الوحدة (ورثة الحسين بن علي نسل آل سعود مثالا) ورغم ذلك الادعاء بالتحالف والصداقة مع هذا الغرب الذي من المفترض في هذه الأنظمة كونه جزَّء وطنها ان تكون معادية له عداء لا تصالحيا قط. وعليه، فالدولة القطرية هي وكيل للاستعمار من جهة وبالتالي هي تشن حربا أهلية دائمة في وطنها على وطنها.
ولذا على مدار قرن:
• لم يشهد الوطن اي تحرك وحدوي أو اي نجاح لأي توجه وحدوي.
• لم يشهد أي تكامل اقتصادي حقيقي بين اقطاره ولا حتى تجارة بينية حيث لم تتجاوز 10%
• بل شهد هذا الوطن تطوير اللاتكافؤ.
• حتى الأنظمة التقدمية كانت متاجرتها مع الغرب أكثر من الشرق وأقل مع بعضها
• كانت واتضح بأن تمفصلات سايكس-بيكو ضد الوحدة العربية أي ضد دولة مركزية عروبية
• وبأنها مرتبطة بحبل سري مع مصير الكيان (إرجع لعامي 1916 و 1917)
• وبأنها ضد القضية العربية المركزية ايضاً أي فلسطين
• لم تحقق لا نموا ولا تنمية، اي لا راسمالية متقدمة حتى بمستوى النمور الآسيوية ولا اشتراكية حتى على طريقة الكتلة الشرقية المتفككة.
• كانت الجامعة العربية هي أعلى تعبير عن درجة من الوحدة وهي بالطبع لم تكن سوى نادٍ تطوعي. بل أصبحت أداة لاستعادة الاستعمار واستدعائه حتى على منحى تدميري ضد العراق، ليبيا ومن ثم سوريا.
• إنتهت حقبة هذه الأنظمة بمشاركة دولة/ دول عربية في عدوان امبريالي صهيوني ضد دولة/دول عربيةأخرى وبهذا أكدت دورها اللاقومي وهذا بيت القصيد.
• تهافتت هذه الأنظمة في معظمها للتطبيع مع الكيان سواء علنا أو سرا، ولم يعد ايا منها يتحدث عن تحرير فلسطين اي تورط في الاعتراف أو التسليم الضمني.
• انخرط معظم هذه الأنظمة في الثورة المضادة وخاصة ضد الأمة وحتى على صعيد عالمي
• لعبت معظم هذه الأنظمة دورا في تكريس وتمويل وتدريب وتسليح قوى الدين السياسي الإرهابية المتبلورة في الاستشراق الإرهابي كمشروع غربي رأسمالي امبريالي تماماً.
• وحيث نابت عن الدور الإمبريالي المباشر على الأرض في الوطن سواء عسكريا أو إداريا فهي اصبحت إمبريالية على نفسها/وطنها Imperializes itself
وها قد وصل وضعنا العربي العيش في مأزقين قاتلين:
o مأزق استخدام الغرب لتركيا مع جاهزيتها طبعاً كاستعمار للعرب بالإنابة
o ومأزق ان الدولة في الوطن تحل محل الاستعمار تماما مما قاد إلى قتل ملايين العرب وتهجير الملايين دون أن يُقتل في (الربيع الخريفي) جندي إمبريالي واحد.
o وعليه لولا وقاحة الأمريكي في الإعلام نكاد لا نراه لأن القاتل محلي.
نتحدث إذن عن أمة اضاعت قرناً كاملاً ورغم ذلك لم تصل بعد عتبة التجاوز. فمن ناحية عملية لا توجد حريات ولا برلمانات ولا أحزاب حقيقية وكل هذه ظلال وضيعة للأنظمة ، لذا تتصرف الأنظمة بتجاهل تام للراي العام إلى حد بيع الأوطان.
ومما يدعو للقلق بل ويؤكد عمالة هذه الأنظمة أن القرن العشرين وخاصة الفترة بين الحربين الإمبرياليتين، وفترة الأزمة المالية الاقتصادية 2008 وفرتا مناخا لأي نظام وطني كي ينتهز فرصة تراخي قبضة الإمبريالية ليحقق نموا محليا ما بالحد الأدنى كما فعلت البرازيل وتشيلي والمكسيك، ولكن هذا لم يحصل في الوطن، هذا رغم توفر السيولة المالية وخاصة منذ 1973، بل جرى إنفاق الأموال على الحروب البينية أو تركيزها في مصارف الغرب رسميا وتجاريا.
لقد كشف الربيع الخريفي عن الثبات الهش لهذه الأنظمة حيث:
• كانت أنظمة التبعية وخاصة النفطية مرتكزة بالمطلق على تنصيب وتثبيت وحماية المركز الإمبريالي لها
• وكانت الأنظمة التقدمية معتمدة في استمرارها على:
o النظام الأمني داخليا
o وحماية السوفييت خارجيا
وعليه، كانت هذه الأنظمة أكثر من خسر من تفكك الكتلة الإشتراكية. أمام ضعف هذه الأنظمة فها نحن نشهد بأم العين :
• كيف تم اندماج الكيان الصهيوني في الوطن اندماجا مهيمنا.
• كيف صِيْغ دور الدولة لتجويف الوعي الشعبي من أجل تجريف الثروة.
• تحويل الجمهور أوالشعب إلى مراقب ابله يكتفي بمشاهدة الشاشات وهذا فقط حد تفاعله مع ما يدور حولههذا يعني أنسداد أفق الدولة القطرية كونها التمفصل الرئيسي لسايكس- بيكو وبالتالي رفض الطبعة التفسيرية الجديدة أي “الدولة الوطنية” ووجوب التركيز على الدولة العروبية.
إنها لحظة نهاية صلاحية سايكس-بيكو ونهاية أوسلو
وهذا يعني وجوب استعادة الشارع العربي من تحالف الكمبرادور وأنظمة وقوى الدين السياسي مع الإمبريالية والصهيونية وذلك بالاشتباك الثلاثي:
• فكريا وتحليليا وتثقيفيا ودعاويا ضد الطابور السادس الثقافي ومثقف الإنشباك والتصدي لأكاذيب الديمقراطية والاستبداد …الخ وهذا يستوجب الانتباه إلى الفارق بين:
• استبداد عميل
• وبين ديكتاتوريات وطنية وقومية
• سياسيا وميدانيا ضد الأنظمة ووجوب تفكيك مفاصلها تمهيدا لاقتلاعها
• تفكيك مفاصل مستعمرات الأعداء الفكرية والاقتصادية والنفسية
وهذا يشترط مستويين من التنظيم:
• المستوى السري
• والمستوى العلني
هذا يعني أن الوضع العربي الحالي هو حرب أهلية تشنها الأنظمة والطبقات الحاكمة المالكة ضد الطبقات الشعبية والتي عليها الرد.
حالة وصلت حدها…الحالة الفلسطينية
تربينا في المدرسة والبيت اننا عربا والقضيةعربية وبدأ وعَينُا حينما كان تحرير فلسطين هدف الأنظمة والأحزاب القومية. كان ذلك في مناخ تحرير الجزائر والعمل الفدائي من مصر عبر غزة ومن سوريا وعدوان 1956 الثلاثي وانتصار الثورة في العراق 1958 وحصول ثم انفصال الوحدة المصرية السورية 1961 ثم ثورات سوريا والعراق 1963 وثورة اليمن الشمالي على الإمامية ثم تحرر اليمن الجنوبي…الخ. كان الطابع العام لكل هذا حتى هزيمة 1967 أن النضال عربي فلسطيني موحدا.
هزيمة 1967 كشفت ضعف الأنظمة القومية وخيانة وصهينة الأنظمة التابعة والنفطية والملكيات.
كان في الوطن من حيث طبيعة الأنظمة الحاكمة منحيان:
• القومي الإنتاجي
• الريعي التابع
ولكن الهزيمة افهمتنا اننا نقاتل النظام الراسمالي العالمي وهذا يؤكد اهمية العمق العربي وليس الهروب منه إلى التحلق والتشرنق القُطري واخطره الفلسطيني . وحيث غرق الفلسطينيون في ذاتيتهم فقد أسعد هذا انظمة سايكس بيكو جميعا لترفع عن نفسها عبىء التحرير وتتصدر دور التاسيس لتصفية القضية على أن يبدو ذلك بيد الفلسطينيين وترتب على ذلك:
• ظهورها كانها مع فلسطين
• كما أزاحت من الصورة حركة التحرر العربية (التي أصبحت بلا وزن)
• وانغمست قيادة م.ت.ف مع الأنظمة مما أنتج لاحقاً موقفين خطيرين:
o القرار الفلسطيني المستقل
o ونقبل ما يقبل به الفلسطينيون (هل يقبلوا بوقفة كل الشعب الفلسطيني في أيار 2021 وبتصاعد الكفاح المسلح خاصة في هذا العام؟)
• تم إغراق الفصائل بالمال من انظمة تابعة وهنا المفارقة:
فهل يسمح الغرب لأنظمة صنعها أن تساهم في تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني!
• أما الأنظمة قومية الاتجاه فكانت جوهريا قطرية الأداء ولم تكن مؤهلة لمشروع التحرير الأمر الذي يتطلب أنظمة تفك الارتباط وتقطع مع السوق العالمية الراسمالية الإمبريالية وتمثل الطبقات الشعبية.
خلق هذا المناخ فرصة تبلور راسمالية بيروقراطية فلسطينية بأموال الأنظمة جاهزة لسلطة لا لثورة
وما أن لاحت فرصة التسوية (لاحقاً مع اوسلو) لتغتنمها وتتحول إلى سلطة حكم ذاتي كمبرادوري سياسيا واقتصاديا وأمنياً.
بعد أيلول 1970 مباشرة بدأت تظهر من قيادات في المقاومة مؤشرات قناعتها أنها أقل من قامة التحرير وذلك منذ 1971 إلى أن كان مشروع ما يسمى السلطة الوطنية على كل شبر يحرر. كان واضحا أن هذه القوى لا يمكنها ان تُحرر، ولذا كان مشروع السلطة الوطنية عملية تطويع تطبيعي للعقل والنفس وصولا إلى الموقف وهو موقف مشترك من يسار ويمين معا.
ولأن القدرة على التحرير غير متوفرة كما أن الجاهزية لنضال طويل الأمد غير متوفرة وخاصة ضمن علاقة بالأنظمة العربية التي تقبل وجود المقاومة ولكن بشروط الحفاظ على نظامها ذهبت قيادة المقاومة إلى التأسيس لحل مع الكيان والإمبريالية وليس مع الوضع العربي على هشاشته وبالطبع غادرت محطة التحرير وذلك:
• لأن وضع القوى القومية متهالكاً
• ولأن قيادة المنظمة قُطرية الموقف مما يناقض الموقف القومي.
تكرس توجه قيادة المنظمة عبر علاقات ومراسلات كرايسكي والسرطاوي وإدوارد سعيد وسايروس فانس… الخ. كان الرد على هذا التوجه وخاصة بعد حرب أكتوبر بإقامة جبهة الرفض التي كانت ستحدث متغيرا نوعيا بمعنى:
إعادة ربط المقاومة عربيا
بروز محور مقاومة ضد المساومة
لكن حل جبهة الرفض أكد ان جميع الفصائل الفلسطينية إقليمية التوجه وحتى الماركسية منها كانت مكسورة العمود الفقري أي:
• وطنية فلسطينية
• أممية التوجه
• مع غياب البعد القومي
إن عدم تفهُّم المقاومة لوضع الأنظمة القومي الأضعف من التحرير دفعها في الاتجاه الآخر بدل أن تتبنى النفس الطويل لرفع السقف العربي ومن ثم الفلسطيني. كل هذا أفضى إلى حقيقة سلبية فرضت نفسها وهي الاقتناع الباطني والعلني بأن يقبل فلسطينيو التسوية بما يمكن أن تقدمه الثورة المضادة بقيادة امريكا والكيان وتوابع عربا.
وعليه، صار الكفاح المسلح مجرد البقاء بحكم الاستمرار في الخارج مع تحوله التدريجي إلىى بيروقراطية استدوالية بالمال والإعلام وليس السلاح رغم المحاولات المحلية الجذرية في الضفة والقطاع.
ورغم تراجع أداء الكفاح المسلح من الخارج وتوسع أجهزة الإعلام والبيروقراطية في لبنان بعد اقتلاع المقاومة من الأردن، فقد شهدت الفترة بعد 1973 إتساع شعبية المقاومة في الأرض المحتلة سواء باكتساح الانتخابات البلدية ورفض مشروع بيرس وسيطرة م.ت. ف على كثير من المؤسسات والنقابات كنقابة الصحفيين والكتاب واتحادات الطلبة والعمال والنساء…الخ.
لكن المخيف أن هذه المكاسب قررت قيادة م.ت.ف استثمارها من أجل التسوية وليس مواصلة النضال وصولا إلى التحرير في هذه الفترة وصل الليكود للسلطة في الكيان حيث اتبع سياسة جر المقاومة إلى العلنية ولو تدريجيا.
إلى أن كان العدوان عام 1982 والذي كشف المستور ليحصل الفراق بين التحرير والاستدوال بالخروج إلى أبعد مسافة عن فلسطين. لتصبح مقاومة في المنفى. المقاتلون في اليمن والقيادات في تونس في أحضان نظام مضاد حتى لشعبه.
بالمقابل، ثبت أن م.ت.ف في لبنان قد انتقلت من المقاومة إلى انسداد الوضع مما فتح الطريق للمقاومة اللبنانية والتي اثبتت أن التحرير ممكنا وبأن البندقية وحرب الغوار لا تزال أداة للمقاومة وصولا إلى الصاروخ.
بين 1982 و 1987 كانت فترة:
• اعتقد العدو أن الأمور انتهت حيث وصلت (ربع الساعة الأخير) كما زعم ميرون بنفنستي نائب رئيس بلدية القدس المحتلة في حينه.
• وتجذَّر في المنظمة تيار الاستدوال وإعلان الاستقلال…الخ
إلى أن كانت انتفاضة 1987 حيث انقذت القيادة في تونس ولكنها، أي القيادة، وظفت الانتفاضة للاستدوال فكانت جولات مدريد ومفاوضات اوسلو بمباركة معظم الأنظمة العربية وصولا إلى اتفاقات أوسلو . حينها كتبت أن العدو لن يسمح بدولة عبر آلية المفاوضات.
تبع ذلك نقل القيادة للداخل تحت زعم “نقل النضال للداخل”! والدعوة لوقف الانتفاضة ووقف المقاطعة وقطع مشروع التنمية بالحماية الشعبية…الخ بزعم أن ما حل هو سلام الشجعان والذي كتبت بأنه سلام راس المال.
وبناء على هذا كانت اتفاقات أوسلو التي تنازلت عن المحتل 1948 وعن تحرير المحتل 1967 لصالح حكم إداري ذاتي. وبموجبها اصبح الفلسطيني هو فقط الموجود في 1967، ومع ذلك تواصل الاستيطان مما جعل أوسلو مجرد مشروع مرحلي ريثما يتم ابتلاع كل الضفة والقطاع.
على ارضية الاستدوال كان الصراع بين فتح وحماس! اي ان الانقسام هو من مترتبات أوسلو. ولأن الأمر استدواليا كان الاقتتال طبيعيا وضروريا.
ما يخلص إليه المرء هو:
إن م.ت.ف لم تبدأ ولم تصل إلى بنية جبهة وطنية بل فصائل بعلاقات اشبه بعلاقات دول الجامعة العربية وهذا ساعدها على استخدام العمق العروبي على هواها كما ساعدها هذا العمق بضعفه وعدم وحدويته ولا جذريته، ولذا لم تصل الانتصار رغم مواصلة كثيرين فيها مقاومة دائمة.
ويمكن القول بأن من إشكاليات المقاومة تشابه قياداتها من حيث المنبت الطبقي وتشابه قواعدها من حيث المنبت الطبقي ايضا مما يؤكد أن عدم تشكيل جبهة وطنية كان مُسقط من القيادات من أعلى ولم يكن نتيجة تناقض طبقي موضوعي لا على مستوى القيادات ولا القاعدة الشعبية. وقد ظهر هذا بفجاجة في اقتتال اليمين شبه العلماني مع اليمين الديني في غزة وهو اقتتال طبيعي طالما صار المشروع هو الاستدوال وليس التحرير حيث من الطبيعي في غياب مشروع التحرير أن يحاول كل حزب أخذ السلطة.
وحيث حصل الانقسام، فإن احتمال رتقه ليست واردا حيث غدا كل طرف مرتاحاً في ما حصل عليه سواء من حيث مصدر الريع والإمساك بالسلطة والفساد والمحسوبيات …الخ. ولم تكن لعبة الانتخابات ، سواء السماح بها أو إلغائها، تحت الاحتلال سوى تجسيدا لمشروع الاستدوال الذي لن يحصل .
بقي أن نشير هنا إلى ما يلي:
• ما وصل اليه الحال الفلسطيني ليس من طرف واحد ابداً كما ليس من رجل واحد، وكل اللعنات على طرف أو رجل كما يحصل منذ فترة هو غض الطرف عن ان الجميع كان يدور عمليا في نفس الفلك وإن اعتور ذلك بعض الغضب والخروج ثم العودة إلى حاضنة م.ت.ف. ذلك لأن الموقف الجذري هو مغادرة مؤسسة لم تُعطي ما تنطحت له منذ بداياتها فكيف في هرمها.
ما العمل؟
مجدداً أؤكد أن شعباً جرى تحطيمه جغرافيا وطبقيا واقتصاديا واجتماعيا قد تحول إلى شتات معولم وبالتالي في حالة كهذه نجده:
• زلقاً لا يقف على أرض
• متغير المواقف
• صعب التجبهن.
• صعب الدمقرطة
• قلق معيشيا بل وجوداً
• لكنه بقي يقاوم رغم كل هذا.
لذا إعتقد العدو أن الكبار يموتون والصغار ينسون.
لكن المادة اللاصقة لهذا الشعب كانت:
• مشروع المقاومة والتحرير كجامع سياسي نضالي
• والعمق العروبي.
لقد جرى، كما اسلفنا فك مشروع التحرير الفلسطيني عن العمق الشعبي العروبي وحصره مع الأنظمة العدوة كل حتى لشعبه.
كما أن التسويات وخاصة أوسلو قد حطمت المشروع التحريري وأبقت على اسم المشروع الوطني بل صار المشروع الوطني هو الاستدوال.
أوسلو انتزعت نصف الحركة الوطنية، وانتخابات 2006 انتزعت النصف الآخر اي الوطنية والإسلامية. ولم يبق سوى حركة الجهاد الإسلامي وحتى على الوسط ومجموعات عروبية قومية وشيوعية مبعثرة هي بقايا الرفض. وبوضوح علينا القول بأن من يتعاطى مع أوسلو جزئيا أو كليا هو ضمن مشروع الاستدوال.
وعليه ما حصل كان تفكك المشروع الوطني فلسطينياً، وتحطيم البنية الجغرافية “الحيِّز” الوطنية الاجتماعية على يد العدو ومع ذلك هناك من يصرعلى حصر سياسات العدو بل استراتيجيته في تمييز عنصري وتطهير عرقي وليس اقتلاعا وهم الذين أُخذوا بمحاولات عقد تشابه تام بين حالة فلسطين وحالة جنوب إفريقيا طبقاً للخطاب الخبيث سواء للتروتسك أو للمؤرخين الصهاينة الجدد أمثال بني موريس وحتى إيلان بابيه.
لعل افضل تعبير عن الحالة الزلقة بين الفلسطينيين هي حالة:
• مثقفوا الطابور السادس الذين هم صهاينة جوهريا يتغطون بغلاف ثقافوي والثقافوية وليدة الإمبريالية طبعا، هؤلاء مع الاعتراف بالكيان والتسوية ومع دولة ودولتين…الخ وضد الكفاح المسلح وأمريكيي الهوى منهم لبرالي متغربن متخارج، وما بعد حداثي ونسوية راديكالية ومثليين… ولذا نظَّروا وشاركوا في مفاوضات أوسلو وزعموا أن السلطة الفلسطينية ستكون ديمقراطية واعلى من العالم الثالث وستقيم كيانا ثريا مثل تايوان أو سنغافورة…الخ.
• والمثقف المنشبك: فإذا كان الطابور السادس ليسوا اعضاء مباشرين في الفصائل لكنهم انقسموا ألى فريقين:
o فريق تماهى مع فتح
o وفريق مع الجبهة الديمقراطية،
هاتين المجموعتين الثقافويتين دعتا للتسوية وشاركتا في التفاوض وشغلت مناصب، وزعمت انها نقدية ثم تأنجزت والمفارقة أن بعضها اليوم ينقد أوسلو بحيث يشعر المثقف المشتبك أنه يميني!!! (أنظر جوزيف مسعد ، ساسة واقعيون أم مثقفوا كمبرادور، في كنعان العدد 85 نيسان 1977 )
معظم المثقفين الفلسطينيين بدؤوا واستمروا كمثقفين منشبكين بقيادة م.ت.ف ، محمود درويش مثالاً، ولذا نظَّروا لحرب الغوار ، ولم يشاركوا فيها طبعاً، ثم هتفوا لغابة البنادق، وبعد اوسلو تحولوا إلى مؤيدين للتسوية. تنويعة المثقفين هذه أخطر من مناديب الأجهزة والمخابرات.
وهكذا على مدار ربع قرن من الحكم الإداري الذاتي/أوسلو فلو كنت تعيش في الضفة المحتلة وتتنقل في المواصلات العامة، المقاهي، الأعراس، المآتم، المطاعم ، سوق الخضار … سوف تسمع شكاوى الناس، تهكمها، رفضها للحال القائم. ولكن إلى جانب ذلك لا مقاطعة لمنتجات الكيان ولا لسلطاته ولا لمثقفيه. فطالما هناك فساداً ومحسوبيات وتنسيق أمني …الخ فما الذي يردع هكذا علاقات. وهكذا تحول الريف الذي كان مخزون عناصر المقاومة إلى مخزون قوة عمل لدى اقتصاد الاحتلال ومخزون أجهزة قمعية لك وحتى لأسرته ، حين يُؤمر، لا فرق.
هنا نتحدث عن الوعي المادي المأخوذ بتدبير الحياة اليومية، وهو وعي لا يحوله إلى وعي سياسي وطني طبقي سوى عاملين:
• مشروع وطني تثقيفي ملتزم ومثابر يقوم على الحياة مقاومة
• أو صدمات من العدو تحوِّل الوعي المادي إلى قوة مقاومة وإن دون بلورة ذلك في مقولات وأطروحات حيث ان البلورة هي شأن المثقف المشتبك.
وكما كانت انتفاضة 1987 و 2000 جاء العدوان وخاصة عام 2021 على الشيخ جراح وباب العامود والإذلال المتكرر للأقصى ليُحدث صدمة وعي بدأت في القدس واقترنت بالقصف الصاروخي ضد الكيان وتسخير الكيان قرابة 200 طائرة قاذفة ضد قطاع غزة وعجز العدو عن الانتصار، ثم مشاركة الضفة والمحتل 1948 في الإنتفاضة، كل هذا غير المعادلة وصار المطلوب البناء على هذا التحول بمعنى أنه أسس لإنعاش المشروع الوطني السياسي المقاوِم بالسلاح خاصة كمادة مجتمعية لاصقة حيث أيقظ القوة الكامنة للشعب مجدداً، وأنعش الرفض العربي الشعبي للتطبيع والكيان وعمق التضامن الشعبي العالمي.
وهنا، اتضح تخندق الثورة المضادة، وهو تخندق دائم: فقد وقف الغرب الرسمي بأكمله مع الكيان، ووقفت معظم الأنظمة العربية نفس الموقف وأخذت تبحث في شل الانتفاضة واستثمارها تطبيعيا. ووقعت سلطة الحكم الذاتي في مأزق لم تتوقعه. فلا هي دعت لانطلاق انتفاضة شعبية ولا جرؤت على اعتبار صواريخ غزة عبثية. وهكذا، تم تبهيت انتصار، أو على الأقل صمود، ايار 2021.
لكن الشعب، ولو عفوياً وبدون قيادة فعلية أو تخطيط مباشر للقتال اليومي، ظهَّر هذا العام 2022 حقيقةلا تقبل الطمس وهي مواصلة المقاومة وبالسلاح تحديداً أي اصر على أن هذه حقبة يجب تجاوزها. وهذا يطرح السؤال: ما العمل كي يتم استثمار الانتفاضاة الموقعية والموضعية الجارية بشكل يصب في هدف التحرير؟؟
هناك من يدعو لحل السلطة ووقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالكيان…الخ. لكن كثير من هؤلاء شاركوا التنظير للتسوية وفي المشاركة في المفاوضات وترشحوا للانتخابات وشغلوا مناصبا وأثروْ! فكيف يمكن أن يكونوا ممثلين صادقين لمرحلة تجبُّ سابقتها!
يجب تجليس هذه السلطة في دورها الحقيقي كحكم إداري ذاتي لا أكثر وهي لا يمكنها تغيير ما اتفقت عليه مع الاحتلال ولا ترغب. وإذا ما تم فهم السلطة على هذه الأرضية يكون البرنامج الممكن لمن يرفض التسوية ويواصل المقاومة على النحو التالي:
• تشكيل جبهة وطنية عريضة من مختلف القوى والقطاعات والتوجهات المؤمنة بالتحرير والرافضة للتسوية وللتمويل المسموم والمتعففة عن الإمساك بسلطة تحت إشراف العدو بل الأعداء والمؤمنة بمحور المقاومة كجزء منه رغم إشكالاته الداخلية. وهذا سيكون تقسيم عمل فلسطيني غير مباشر اي دون توافق لا معلن ولا سري، بل بحكم الوضع الموضوعي لتذهب السلطة في طريق التفاوض ولتذهب الجبهة الرافضة في طريق إعادة بناء المجتمع والحماية الشعبية والعمل باتجاه التحرير واستعادة العمق العربي وخاصة الجبهة الموحدة مع الشعب الأردني بداية، واستعادة ثقة التقدميين عالمياً.
• تقسيم عمل ترك السلطة غارقة في ممارساتها وصراعاتها الداخلية وخضوعها للاحتلال.
• خروج ممثلي الفصائل في اللجنة التنفيذية خارج الأرض المحتلة كي يتم الطلاق بين الرئاسات الثلاثة في شخص:
o رئاسة م.ت.ف
o رئاسة السلطة
o رئاسة تنظيم السلطة
• عدم المشاركة في انتخابات “مجلس الحكم الذاتي/المسمى تشريعي”
• عدم المشاركة في المجلس الوطني ما لم تخرج اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف كقيادة للخارج وإلى محور المقاومة تحديداً وتعلن نفسها هناك أنها هي م.ت.ف فليس النضال حكراً على أحد.
• مواصلة النضال ضد الاحتلال وتجنب الاشتباك مع السلطة لأن هذا عبثياً
• مغادرة فخ مناحيم بيجن في العمل العلني الاستعراضي والمكاتب…الخ للعمل السري ضد العدو.
• مغادرة مشاريع التسوية العديدة ، دولة واحدة، دولتين، والعودة لمشروع التحرير
• إن منافسة السلطة على السلطة هو استدوال.
• الإقتناع بأن ما هو هنا هي دولة صهيو/دية لكل مستوطنيها وأن السلطة الفلسطينية هي حكم إداري ذاتي مسموح له بالعمل من قِبَل الحكومة المركزية في تل ابيب في إقليم من هذه الدولة الغاصبة.
• المطالبة بانتخابات اجتماعية تنموية ترتيبية لا علاقة لها لا بالعدو ولا بالسلطة ، على أن تكون انتخابات شعبية لإعادة بناء البلد والمجتمع أي مجلس عام للبلديات ومجالس القرى بما هي تمثل القاعدة الشعبية الحقيقية. وفي حال رفض ذلك وقمعه، يكون وجوب تشكيل لجان شعبية في الأحياء والقرى والمخيمات لترتيب الصف الوطني وإحياء مشروع التحرير والتوجه للتنمية بالحماية الشعبية بكل تفاصيلها.
• رفض التعاطي مع منظمات الأنجزة وعناصر الثورات الملونة.
• مواصلة مقاطعة منتجات العدو وتركيا خاصة ومختلف البلدان التطبيعية والصديقة للكيان.
• الحذر من تشكيلات وهيئات تتبلور في الشتات وتركيا وأوربا باسم الشعب الفلسطيني طالما هي بعيدة عن محور المقاومة.
• الابتعاد عن الثرثرة ضد الانقسام الذي لو كان سيُلغى لما حصل وترك ذلك للمناكفات بين الفريقين وليس التذيُل لهما بالوساطات.
• الدعوة لتشكيل جبهة وطنية عريضة مطلبها الأساس العودة للتحرير ومشروعها اليومي إعادة بناء البلد وهذا يمكن أن يشمل نضالات يومية ثقافية اقتصادية اجتماعية…الخ ويمكن أن يصل إلى الدعوة لعصيان مدني لإرغام السلطة على تبني الحماية الشعبية وضمن ذلك محاصرة الفساد ومحاصرة القمع.
• إن ترفُّع الحراك الشعبي الذي نقصده عن القفز لأخذ السلطة سوف يسحب من مختلف هذه الأجهزة مبرر وجودها.
• تركيز النضال ضد الاستيطان واقتحام الأقصى ولصالح المقاطعة مناهضة التطبيع…الخ.
• التواصل مع لجان مناهضة التطبيع عربيا وصولاً إلى جبهة شعبية عربية ظهيراً داعماً للمقاومة.
• الدفع باتجاه جبهة وطنية اردنية فلسطينية شعبية كبداية للجبهة العربية المطلوبة.
ما من أحد بوسعه التحكم في حراك الشارع، ولكن الحراك العفوي بدون رؤية وبرنامج لن يثمر وقد يرتد سلبيا ولو حتى نفسيا.
د. عادل سماره – الأرض المحتلة