هذه النهضة التي جعلت مهمتها الأولى قتل التنين وإخراج هذه الأمة إلى المجد والعز.
ما أشد الأباطيل ظلماً وما أخبث التنين الذي ننحدر لمنازلته ولسحقه! إنه تنين عديد الرؤوس كثير البراثن والمخالب وحاد الأنياب. إنه تنين عظيم جداً. إنه تنين مزدوج مشترك من فساد الذل في أجيال عديدة مرت في هذه الأمة ومن إرادات أجنبية تتحالف مع الذل والفساد، تنساب في سهولنا وأوديتنا، تحاول الالتفاف علينا لخنقنا، تحاول القضاء على ما في نفوسنا من شرف، تحاول أن تمنع عنا ذروة المجد والشرف.
إنها أنابيب النفط التي يبيعها الفساد للأجنبي بيعاً،
أنابيب ما أشبه انسيابها في أراضينا بتلك الأفاعي التي تنساب نافثة سمّها، إنها الرشوات تعطى لأبناء الذل، لورثة الظلم في الأمة ليعلنوا ما لا يريد الشعب إعلانه، لا ليعلنوا إرادة الشعب، بل ليعلنوا إرادة الأجنبي المفروضة على الشعب لذله.
إنها اليهودية الجديدة، المتصهينة، الزاحفة تحت سلاح انترنسيوني عظيم واسع، إنها الاحتكارات الخصوصية في شعبنا، إنها الإقطاعات التي تقيم من بعض الناس سادة يستعبدون الكل! إنها رأسمالية مادية خانقة تقطع العامل والفلاح في هذه البلاد الذي هو كل البلاد وكل الشعب.
كل هذه أشياء من المادة حقيرة تداس بالأقدام. إنها قوى عظيمة لذلك التنين الخبيث وليست بخائفة الآن ولا تخاف في المستقبل من أي تنين هائل عظيم.
خطاب ديرالغزال/البقاع الأوسط 1948