“إن مأساة الحرية الكبرى ليست المحاكم ولا السجون إنها أقلام العبودية في معارك الحرية.” كلام قاله سعاده عام 1949، يصلح اليوم في مواجهة الإعلام المأجور الذي يهمن على فضائنا وعقول الشباب لتكوين رأي عام يضيُع الحقائق ويزيف الأحداث.
وسط هذه الأجواء الملبدة تعود مجلة “صباح الخير “– البناء، تحمل في طياتها عبق المواجهة التي رسمتها خطاً لها، منذ تأسست، وقد أصبحت منبرأ قومياً اجتماعياً، حمل قضايا الأمة وتنكب الدفاع عن حقوق بلادنا، المنذورة للمواجهة، ومنذورة للصراع، في مواجهة الأطماع وخيارات الاستسلام والهزيمة.
أستعير هنا قولاً لزعيمنا ومعلمنا سعادة بعد موقف الحكومة البنانية في نيسان 1948 من تعطيل لجريدة “الجيل الجديد” ثم إعادتها إلى الحركة القومية الاجتماعية بقيت النهضة محرومة من صحيفة تنشر توجهاتها حيث قال: “عام من تعطيل “الجيل الجديد”، تعود هذة الجريدة إلى الصدور ناشرة نور النهضة القومية الاجتماعية في أرجاء الوطن حاملة الى ناشئة الأمة الفتية، عقيدة فتية، تنشئ جيلاً جديداً لمصير جديد”.”
وأضاف قائلا ، “إنها انتصار لأنها صوت النهضة القومية الاجتماعية على لبنان الرجعة والإنعزال والإرادت الغربية “
“إن لبنان يحيا بالحرية ويندثر بالعبودية”.
هذا الكلام الذي أطلقه سعاده في الثالث عشر من نيسان 1949، يطابق كليا واقع اليوم بعودة “صباح الخير” -“البناء” إلى الصدور، لتكون من جديد منبرا للنهضة القومية الاجتماعية، تحمل هذا الفكر النير إلى الشعب وتعيد حزبنا ليكون “حزب الشعب” يحمل قضاياه وشجونه وهمومه لتكون أداة صراعية نواجه كل ما يحاك لأمتنا من مؤامرات ومن مخططات واستهدافات.
“صباح الخير – البناء” التي واجهت، بأقلام كتابها، من قادة تاريخيين في الحزب ومن شباب آمنوا بالكلمة نضالاً في عقيدة تريد أن ترفع راية النهوض لهذه الأمة. كانت افتتاحيتها ومضامينها أبلغ تحدي للحلول الاستسلامية التي شاءتها بعض الأنظمة خياراً يوم ذاك، كما تحدت المؤامرات الهزيمة والتطبيع، تلك تعود اليوم لتقول ما تعودت قوله بالأمس لا لمدريد، لا لإتفاقيات الخيانة والاستسلام، ولا لمعاهدات الذل والخنوع التي تفرض على شعبنا على طاولات الدول الكبرى لتقدم هدايا وتقديمات من كامب ديفيد ووادي عربة الى أوسلو وغيرها!
“صباح الخير” – البناء” التي واجهت طيلة مراحل صدورها مشاريع الإنعزال الكياني وتماديه في تمزيق وحدة الشعب وخططه التقسيمية تعود اليوم لتكون سيف مسلطاً يقطع دابرالفتن والشقاق للشعب الواحد من خلال تعزيز الوعي لمخاطر ما يحاك ويعد.
“صباح الخير “_”البناء ” التي حملت على مشاريع الارتهان للخارج في النظام السياسي اللبناني وإخضاع اللبنانيين للإرادات الخارجية تعود بشجاعة المواجهة وصلابة الموقف عينه.
إن واقع كيانات الأمة كلها كانت هاجس هذه المجلة من فلسطين السليبة إلى العراق ورافديه وسوريا الشام وتحدياتها والأردن وكذلك في الاغتراب وتعزيز دوره لخدمة هذه الامة وقضاياها.
لقد انطفأت هذه المجلة في تسعينيات القرن الفائت لظروف لا مجال لذكرها وها هي تعاود الصدور اليوم إلكترونيا تحمل في طيات صفحاتها الَنَفس عينه من الحرص على المقاومة تراثاً واستراتيجيا، وعدم التفريط بحقوق أمتنا على خطى معلمنا سعادة الذي دفع حياته ثمناً لرفضه أي انتزاعاً لحقوقنا وثرواتنا. كانت هذه المجلة وستبقى للمقاومين والثابتين عنواناً وركيزة ومنبراً.
لفتة لا بدّ منها للأمينة ليلى رعد زوجة الأمين الراحل إنعام رعد التي حافظت على هذا الإرث الإعلامي الثمين رافضة أي تفريط به بحرص وعناية، وجاء هذا اليوم ليعيد لهذا الإسم وهجهه وألقه منبراً نهضوياً للقوميين الاجتماعيين ولكل الأحرار والأصدقاء في أمتنا وبلادنا يرفع الصوت ويعبئ ويعزز الوعي ويبقي كلمة النهضة حاضرة في الوجدان وفي الاستحقاقات الداهمة على حزبنا وأمتنا.
كوكب معلوف