تشيلسي.. صفقات دون جدوى

انعكست حرب روسيا وأوكرانيا على عالم كرة القدم حتى، وأبرز النوادي الأوروبية المتأثرة كان نادي تشيلسي الإنجليزي، إذ اضطر مالكه السابق رومان أبراموفيتش لترك منصبه واشترى النادي رجل الأعمال والمستثمر الأميركي تود بولي.
بعد قدومه، عمد بولي إلى دخول سوق الانتقالات بقوّة، ومنذ استلم منصبه مر على النادي سوقي انتقالات أنفق خلالهما حوالي ٦٠٠ مليون جنيه استرليني، محطّمًا الأرقام القياسية على مستوى إنفاق النوادي، كما أنّه حطّم الرقم القياسي للصفقات بالدوري الإنجليزي الممتاز بعد انتداب إنزو فيرنانديز بقيمة ١٠٧ مليون جنيه استرليني من بنفيكا.
لكن هذه الأموال كلها لم تأتِ بأي نفع حتى الآن للنادي الذي يحتل المركز التاسع في ترتيب الدوري، وسابقًا كان ضحية تراجع النتائج المدرب الألماني توماس توخيل، والذي كانت إقالته صدمة لمشجعي النادي اللندني ولعالم كرة القدم أجمع، خاصة أنّه حقق مع تشيلسي لقب دوري الأبطال ٢٠٢٠ – ٢٠٢١ والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية بعدها.
بعد توخيل تسلّم غراهام بوتر مهمة تدريب تشيلسي، ولكنه لم يستطع حتى اللحظة تقديم المرجو منه، فالنادي يقبع في منتصف ترتيب الدوري الإنجليزي، وودّع كأس الاتحاد بعد الخسارة برباعية من مانشستر سيتي بعد أن ودع كأس الرابطة على يد السيتي أيضًا.
بعد كل الانفاق والصفقات، تشكل تعثرات النادي الإنجليزي صدمة، فما أسبابها؟
الصفقات الكثيرة والأموال الباهظة ليست بالضرورة دليلًا على عملية بناء صحيحة، فالأسطورة الهولندية يوهان كرويف كان يقول: “اختر افضل لاعب في كل مركز؛ ولن ينتهي بك الأمر مع تشكيلة قوية، بل مع 11 لاعباً قوياً”، فالصفقات العديدة لن تمنحك فريقًا قويًا ومنافسًا بل المطلوب هو انتداب لاعبين قادرين على بناء منظومة قوية، حتى ولو لم يكونوا ذوي أسماء رنانة.
كما وتلقى النادي ضربة قوية بإصابة عدد من لاعبيه كفوفانا وكانتي وميندي وبوليسيتش وغيرهم، الأمر الذي ترك نقصًا كبيرًا في قائمة بنى المدرب خططه عليها.
قد تكون إقالة توخيل خطأ كبير ارتكبته إدارة تشيلسي، فحال الفريق حاليًا ونتائج المدرب الألماني سابقًا خير دليل على أنّ توخيل لا يتحمّل ذنب تعثرات النادي بداية الموسم، فماذا لو كان هو قائد كوكبة اللاعبين الذين انتدبتهم الإدارة؟ استمرار التعثرات دليل على أنّ إقالته كانت ظالمة بحقه ولم تأتِ بأي منفعة على النادي. دون أن ننسى أنّ رحيل المدير الرياضي السابق ومديرة التعاقدات وباقي عناصر الإدارة السابقة كان له تأثير كبير على النادي، فالإدارة السابقة كانت تسير بمشروع أثبت نجاحه وعند رحيلها لم تكمل الإدارة الجديدة به وهو أمر انعكس سلبًا على الفريق.
عدم نجاح صفقات تشيلسي العديدة حتى الساعة لا يعني بالضرورة أنّها صفقات فاشلة أو سيئة، فاللاعبون الجدد يحتاجون لبعض الوقت للانسجام، هذا في حال قدومهم إلى نادٍ يمتلك خطة واضحة المعالم، لكن في تشيلسي فالأمر مغاير، النادي انتدب عدد كبير من اللاعبين وأصبحت مهمة المدرب ليست فقط إدماج عنصر أو عنصرين جدد في تشكيلته أو خططه بل مطلوب منه خلق توليفة جديدة يدمج فيها عدد كبير من القادمين، وإيجاد خطة لعب تناسبهم معًا، وهو أمر يتطلب الكثير من الوقت.
ولكن هل سيصبر مشجعو تشيلسي طويلًا، أم ستعلو قريبًا وقريبًا جدًّا الأصوات المطالبة ليس فقط برحيل بوتر بل برحيل الملّاك أيضًا؟

جو شمعون