في ظل التصعيد الحربي المتواصل بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، لا نحتاج الى تحليلات كثيرة حول طبيعة هذا الصراع، ومدى ارتباطه بأهداف استراتيجية تتجاوز مجرد تبادل الضربات العسكرية أو التصريحات النارية من قادة لدول تسمى عظمى. فالصراع لا يدور فقط على حدود أو تأمين مصلحة لمدة زمنية ظرفية، انه صراع وجود، انه صراع حقوقي بامتياز بين شعوب ارادت الحياة الكريمة العزيزة والاستقلال الحقيقي ورفضت الهيمنة الاستعمارية والخضوع للإرادة الاجنبية وقوة غاشمة امريكانية وحليفها بالمنطقة الكيان اليهودي المغتصب. ويمتد هذا الصراع إلى كافة المستويات الجغرافية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية انها حرب وجود في بلادنا سورية وحرب حفظ السيادة بالنسبة لإيران
لماذا أدخلت بلادنا في هذا الصراع؟ لان أصل الصراع يدور على بلادنا السورية وعالمها العربي.
فقوى الاستعمار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكانية وحليفتها اسرائيل يهدفون من خلال اشعال الحروب، احتلال كل سورية بعد ان احتل جيش العدو المحتل فلسطين وها هو يستكمل احتلال المزيد في غزة والضفة واجزاء كبيرة من جنوب الشام، وأيضا جزء من جنوب لبنان، ويتقدم في قضم الارض ويسعى لفرض الهيمنة على الموارد الاقتصادية الطبيعية ببلادنا بالشركة مع الاطلسي المستعمر وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكانية
ـ الهيمنة على الممرات المائية وخطوط النقل البحري والبري بين الشرق والغرب
ـ هذا ما يراد منه ان يصير واقعا حقيقيا ببلادنا
وبلادنا بقواها المقاومة تكابد وتصارع لمنع تحقيق الاهداف اليهودية والغربية وما زال الصراع طويلا بيننا وبين هؤلاء الاعداء
اما على جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسعى إلى الدفاع عن الشعب الايراني وحقوقه المشروعة في الحياة، وتدافع عن نفطها وخيراتها واستقلالها وحقها في التقدم العلمي والتقني. بما يشمل الطاقة النووية لأغراض سلمية.
لذلك تتهم إيران زورا من قبل الغرب المستعمر وحليفهم الكيان اليهودي المغتصب ان إيران اقامت شبكة من الحلفاء والمليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتحاول طهران رسم حدود جديدة لنفوذها الجيوسياسي. والحقيقة ان هذا الاتهام باطل لان إيران دعمت حق الشعب السوري في تحرير ارضه ودعمت الحق السوري في فلسطين وكل سورية. فتقاطع المصالح بين حق سورية في وجودها والحق الايراني في وجوده جعل الحلف متين بين الشعبين وخاصة نحن شعوب متجاورة ويجمع بيننا مصلحة واحدة رد الهيمنة الاستعمارية وإزالة الكيان الغاصب اليهودي من بلادنا
لذلك أتى الضغط من قبل الدول الاستعمارية على إيران بحجة انها ترغب في امتلاك سلاح نووي يهدد السلم العالمي مع العلم ان اغلب دول الاستعمار تمتلك السلاح النووي. وتعلم دول الاستعمار علم اليقين ان الطاقة النووية الايرانية سلمية. وقد تم توقيع اتفاق نووي سلمي مع واشنطن ومراقب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقد انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، لأسباب استعمارية، اي لفرض املاءات استعمارية على الامة الايرانية. وفعلا فرضت عقوبات على البرنامج النووي الايراني السلمي وتمادت بالتضييق على الدولة الايرانية من عقوبات وحصار وزرع قلاقل في داخل المجتمع الايراني الى جانب اغتيالات لعلماء الذرة وغيرهم وتفجيرات هنا وهناك واغتيال كبار العسكريين في الجمهورية الإسلامية لتقويض قوة إيران واضعاف النظام فيها.
وكانت تؤكد طهران دائما أن برنامجها النووي سلمي ومراقب من وكالة الطاقة الذرية الدولية، وهذا حق مشروع لاي دولة بالعالم، حق المعرفة العلمية النووية والاستفادة من هذه المعرفة لتطوير المجتمع وارتقاء الدولة في المجالات السلمية. وللتأكيد على سلمية النشاط النووي، افتى اعلى المراجع في إيران وقائد ثورتها بحرمة السلاح النووي في ذلك الوقت.
اما الكيان اليهودي الغاصب: يعتبر خط أحمر اسمه النووي الإيراني ليبقى المسيطر بالسلاح النووي والاقتصاد وليبقى المهيمن على كل المنطقة بوكالة من الحلف الاطلسي ورأسه الولايات المتحدة الأمريكانية
ويعتبر العدو اليهودي أي تقدّم إيراني في المجال النووي السلمي تهديدًا وجوديًا. ويعتبر المسؤولون اليهود أن منع إيران من امتلاك معرفة نووية هو أولوية أمنية قصوى لا تخضع للمساومة وهم لا يقولون بمعرفة نووية علمية سلمية، بل يتهمون زورا إيران انها تسعى الى السلاح النووي.
إلى جانب الملف النووي، يعمل العدو اليهودي على منع التحالف بين المقاومة في الشام ولبنان والعراق وإيران، حيث كانت تقوم بعمليات جوية شبه دورية تستهدف شحنات أسلحة ومواقع عسكرية مرتبطة بالمقاومة
كما يرى العدو اليهودي في تحالف المقاومة مع إيران تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله، وتحرص على ضربه لإنها تعلم ان إيران تدعم المقاومة بدون شروط لان الجمهورية الإسلامية الايرانية في عقيدتها السياسية وغير السياسية ان فلسطين ارض للفلسطينيين وليست لليهود
اما الولايات المتحدة: تعمل على حماية المصالح الاستعمارية سواء بالضغط السياسي والعسكري اوالحصارالاقتصادي
بدورها، تنتهج الولايات المتحدة استراتيجية مزدوجة تقوم على احتواء إيران اقتصاديًا من خلال العقوبات، وأمنيًا وعسكريا من خلال التنسيق الوثيق مع العدو اليهودي وحض الاخير على ضرب كل مشروع حيوي في إيران
كذلك واشنطن ترى في إيران تحديًا لمصالحها في الخليج العربي ولحلفائها، وتحرص على عدم امتداد الوعي الثقافي الحقوقي التي تتمتع به إيران الى شعوب الخليج مما يهدد مصالحها الاستراتيجية الكبرى وهي سرقة نفط وغاز وموارد ومال الخليج،
لذلك كل تحررفي العالم الثالث يبقى هدفًا رئيسيًا يجب ضربه ضمن العقيدة الأمنية الأمريكانية.
لذلك على شعوب المنطقة الخليج، تركيا باكستان وكل الشرق وصولا الى الصين ان تقف الى جانب الحق الايراني في الدفاع عن حريته وحرية كل الشعوب بالتقدم والارتقاء. وعلى شعبنا السوري ان يدعم الامة الايرانية التي دعمتنا في أحلك الظروف والنصر اليوم لإيران هو نصرا لشعبنا مستقبلا لان مصلحتنا والمصلحة الايرانية في ازالة الخطر اليهودي والهيمنة الاستعمارية واحدة.