الساعة صفر النكبوية سيف مسلط على المنطقة

 كل مرة يتفاجأ البعض من ساعة الصفر عند إطلاق العنان للعبث والجنون الصهيوني، وكأني بهؤلاء المتفاجئين قد وصلوا بالأمس القريب إلى كوكب الارض، علما انهم لم يبرحوه يوماً منذ ولادتهم ورغم ان نفراً منهم يقال انهم ساهموا برحلات فضائية، لان انظمتهم قدمت مدداً لهذه الرحلة او تلك، الامر الذي يجعل منهم سواح وليس رواد فضاء.

والمشكلة ان الجميع يلحق بهم بتحديد الساعات الصفرية مع كل جولة جنون تجري على اراضينا او في الاقليم متناسين الساعة الصفرية لما دعوه النكبة عام 48، فالوعود قد تغدق فيما بين الدول والشعوب لكنها قد لا تجد النور كما كانت حال الشريف حسين.

لذا الساعة الصفرية لا يمكن ان تكون وعد بلفور بحد ذاته. بل ان ساعة الصفر النكبوية هي ما يمكن اعتباره نقطة البيكار لكل ما جرى ويجري لنا.

اما المشكلة الأكبر هي الأصوات والبيانات التي تشنف الآذان تطالب اهل الوعد البلفوري بوقف ما هم بصدده، ويلحق بهؤلاء من يطالب بتحييد أراضيه عن مجريات الاحداث، ناهيك عن فئة جاهلة خانعة توارثت الهزيمة بعد خروجها من الأندلس تصدح بدعاء ضرب الظالمين بالظالمين رغم ان هناك ظالم واحد اقتلع فئة منهم من ارضهم ويحاول التمدد يمنة ويسرة على حساب اخوتهم في المعتقد ولتبرير قعودهم يستعملون مقولة اذهب قاتل انت وربك فإننا هنا قاعدين.

لو عدنا بالتاريخ لمرحلته الأولية حينما قام قورش بإنقاذ اليهود بعد ما قيل انه سبي بابل ،فرد الجميل لذلك هو بإعادة قورش (ابن الشاه ) بدل من نظام الملالي القائم الذي اتخذ من الإسلام ديناً لكنه اخفق باتباع اهل السنة والجماعة وفضل عليهم المذهب الاثنا عشري ،ولو توسعنا اكثر بهذا الامر واستحضرنا ملف الشاه المطرود الذي تقلد منصب شرطي الخليج دون اي تعكير لمزاج الاخوة في الجزيرة العربية بل لاقى منهم كل الاحترام والتبجيل وهم صاغرين حتى انهم لم يبالوا بالتسمية للخليج اكان فارسي ام عربي ، يبدو ان احتكار الايمان المحمدي هو ما يصبو اليه الاخوة من السنة والجماعة ولو كان ذلك متأتي من اخوتهم الكفرة والمشركين بالغرب من خلال الإبراهيمية العتيدة ،نأمل ان تفتح الابراهيمية اذهانهم فيتراجعوا عن هيابهم من المذاهب الاسلامية كما حال اليهود والمسيحيين الذين لا يكفروا مذاهب اخوتهم في الدين من المذاهب والتيارات المختلفة حتى ان هناك مذهب يهودي يعتبر ان فلسطين هي الاصل وليست الدولة التي قامت بعد النكبة.

بين احتكار الايمان من جهة واحتكار السلطة من جهة اخرى للجمهوريات العتيدة الساعات الصفرية والتي أشرنا إلى أنها ساعة واحدة نكبوية، سوف تبقى سيف مسلط على الاقليم، عرب عجم وأتراك فلا احد سينجو منها لأنه يعرف هذا الرئيس الغربي وذاك الجنرال الناتوي،والحكم الاميركي الذي يدير اللعبة يمكن له الاجتهاد بحيث يوقفها ساعة يشاء ويعدل بقوانينها ليضمن ما كان يردده الرشيد في غابر الايام “اذهبي وامطري ان شئتي فان خراجك لي “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *