صدقتم …ان ما نستعمله غاية وجودنا تستعملونه أنتم وسيلة لمنافعكم الخصوصية …سعاده

    في عهد رئاسة جميل مردم بك للوزارة الشامية سنة 1936-1937 تم سلخ لواء الاسكندرون عن جسم الدولة السورية وضمّ إلى الدولة التركية عنوة. فتصدّى دولة رئيس الحكومة لهذه المؤامرة بإلقاء التصاريح الديماغوجية مؤكداً من على المنابر «إن الاسكندرون عربية وستبقى عربية إلى الأبد». وقائلاً: «لا ضير علينا من إلحاق الاسكندرون بتركيا، إن هذه العملية ستحرج تركيا نفسها وتوقعها في ورطة مستعصية لأنها لن تستطيع هضمها وابتلاعها وسوف تنال جزاء فعلتها واعتدائها علينا من جراء هذا الضم». فما كان من جريدة الحزب «النهضة» التي كانت تصدر حينذاك في بيروت إلا أن تلقّفت التصريح وأبرزته في صدر صفحتها الأولى معلّقة عليه: إذا صح قول دولة رئيس وزراء الشام بأن ضم لواء الاسكندرون، هو بمثابة ضربة ستقضّ مضجعها وتضعها في مأزق مصيري، فكم سيصيبها من ويل وأذى لو تقدمنا إليها بأجزاء أخرى من وطننا، الا تكون هديّتنا إليها ضربة قاتلة تجعلها عبرة لمن تسوّل له نفسه الطمع في الاعتداء على سيادتنا والنيل على استقلالنا؟

فما رأي مردم بيك بهذا النوع من العلاج كي نقضي به على اعدائنا؟

وكان مردم لا يدع مناسبة او مجالا الا ويبادر الى رمينا بفرية إثر أخرى لتشويه حقيقتنا وتزوير مواقفنا ومقاصدنا …. كان اهم ما يزعجه منا اننا لا نأخذ بالعروبة الوهمية حسب مفهومه الديماغوجي المعتمد على فيض التصاريح وسيولة البهورات كمن يود ان يربح الحرب «بالنظارات »

وعندما صرح مرة «ان ما يستعمله الحزب السوري القومي الاجتماعي غاية له نحن نستعمله وسيلة ». اي ان العمل لسورية الذي هو غاية الحزب هو لدى مردم بيك مجرد وسيلة لقضية الامة العربية ليس الا. فكان رد جريدة «النهضة » الاتي: «حقا ان ما نستعمله نحن غاية لنا وهو مصلحة سورية وسيادتها وحريتها تستعمله دولتكم مجرد وسيلة لمنافعكم واغراضكم الخصوصية »

الياس جرجي قنيزح (مآثر من سعاده)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *