شيرين أبو عاقلة في ذكراها الثالثة

 في الذكرى الثالثة لاغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

 من شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، إلى شهيدة ضحيَّة لجرائمه.

-كانت تغطي الأخبار على مدى عقود، فحوّلها الاحتلال المجرم إلى خبر.

 -لماذا كل أخبار العالم تُكتبُ بالحبر، باستثناء أخبار الفلسطينيين التي يكتبها الاحتلال بالدم.

كم هو موجعٌ هذا المشهد الذي يتكرّر كل يوم أمام ناظرينا في غزّة الأبيّة، وكم هو موجعٌ أن يتحوّل وطن بكامله على مدى سبعة عقود ونيّف إلى مختبر باللحم البشري الحيّ، تُمارس فيه أبشع أنواع الجرائم وأشدُّها قذارةً.

وهكذا بدأت الرواية في صفحاتها الأولى:

مجازراً في القبيّة ودير ياسين ـ

‎ارتكابا للأهوال والفظائع في القرى والديار الفلسطينية بحقّ الأطفال واغتصاباً للنساء، وتنكيلاً بالمسنّين.

وبالمزيد من التمعّن نواكب عمليات الدمار والتهجير القسري والاغتيالات والتصفيات والمقابر الجماعية، والزنزانات، والمساجين، والثكالى.

‎في هذه الرواية تقرأٌ قصّة كيانٍ نشأ على استراتيجية « القنص المتعمَّد » …

قنص في السياسة والديبلوماسية على أيادي تيودور هرتزل، الأب الروحي للحركة الصهيونية العالمية.

مروراً على «لي وبولد أميري» الذي صاغ وعد بلفور ودايفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي وحاييم وايزمان أول رئيس لإسرائيل إلى إيهود باراك وبنجامين نتنياهو ونفتالين بينيت، حيث تمّت عمليّة القنص بالوراثة داخل نظام يمارس « ديمقراطيته» بالقُرعة على دماء الفلسطينيين، وبصناديق انتخابية « ديمقراطية» تقترع على عمليات الاقتلاع والتهجير والاستيطان.

وتأتي عمليات « القنص السياسي مترادفةً ومتزامنةً مع عمليات » القنص الأمني والعسكري  والتي ذهب ضحيتها على امتداد عقود شعراء وكتّاب وأدباء وقيادات أمنية وسياسية وعسكرية، حتى أن عدداً من عواصم العالم كان ضحيتها، وليس اغتيال سمير كنفاني عام 1972 في لندن، وخليل نزّال مسؤول الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية في اليونان، وخليل الوزير( أبو جهاد ) في تونس، ومحمود المبحوح في الإمارات العربية المتحدة، والقيادي البارز في حزب الله عماد مغنيّة في دمشق، وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وصالح العاروري في بيروت …….إِلَّا دليلاً واضحاً على استراتيجية اعتمدتها إسرائيل حتى قبل تأسيسها حيث اغتالت العصابات الصهيونية وسيط الأمم المتحدة الكونت « فولك برنادوت » الذي كان يحمل أفكاراً للسلام تضمنت وضع حدّ للهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية وبقاء القدس تحت السيادة العربية.

كما أنّ هناك عمليات اغتيال موثّقة للموساد الإسرائيلي بلغ عددها 2700 عملية بحسب الكاتب والخبير الإسرائيلي

‎ « رونين بيرغمان» في مقابلة مع موقع «تايم أوف إسرائيل» نُشرت في 30 كانون الثاني عام 2018.

وهكذا تنضمّ الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى قافلة الشهداء الذين اغتالهم القنّاص الصهيوني، غير أنّ خسارتها الكبيرة ليست بكونها فقط واحدة من أبرز وأنشط صحافيي الجزيرة ومراسليها، بل لأنّها رمز لتلك القضيّة المقدَّسة التي يصرّ أحياؤها وشهداؤها اليوم في قطاع غزّة ورفح والضفة  على مواصلة النضال والتضحيات في مواجهة الاحتلال والظلم والقهر وكافة أشكال القنص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *