الحرب تنتهي عند زوال الاحتلال

الحرب اليهودية على الأمة السورية لم تنتهِ بمعركة هنا أوهناك على الأرض السورية انها معركة طويلة بين غازي متوحش وشعب عظيم أصيل متمسك في أرضه ووجوده.

ومن يظن ان معركة غزة هي ردة فعل يهودية وغربية على ما قامت به المقاومة في فلسطين لتثبيت حقها بالوجود والحياة هو واهم ومخدوع أو يشارك في الخديعة.

المعركة اليهودية في غزة والضفة الغربية هي معركة وجودية وقد عبر عنها ابناء شعبنا الابطال في فلسطين بشهادتهم وتضحياتهم. كما عبر عنها كبار قادة العدو وكبار قادة الرأي والعمل السياسي اليهودي في فلسطين المحتلة والعالم. فوصفهم للمعركة بالوجودية ليس من باب الفذلكة السياسية أو من باب تضخيم عمل المقاومة في لبنان وفلسطين، على انها سوف تزيل الوجود اليهودي من فلسطين المحتلة بهذه المعركة التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر. والحقيقة ان المقاومة في هذه المعركة فتحت قبرا لتدفن به المشروع اليهودي وإن كان تجهيز هذا القبر يحتاج لبعض الوقت ليصبح مقراً ابدياً للمشروع اليهودي.

 إن هذه «الدولة» اليهودية المصطنعة التي يبلغ عمرها سبعة وسبعون عاما، لم ولن تكون دولة لأنها بالأصل فاقدة مفهوم الدولة ولم ولن ترق إلى مستوى دولة بالمعنى العلمي والحقيقي للدولة. بل هي مازالت وستبقى جيش متوحش وله سلطة مدنية ترعى مصالح أبناء ونساء هذا الجيش، فهذه «الدولة» كما عبر عنها الرئيس الأمريكاني ترامب مؤخرا ضيقة على شعبها، ضيقة ليست بسبب كثرة عدد المغتصبين اليهود في فلسطين المحتلة، بل لأنها لا تملك الموارد الطبيعية وأسباب الحياة الحقيقية، ولا تملك الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي لأي دولة، مقارنة لمفهوم الدولة كدولة. فهذه «الدولة» هي جيش محتل مازالت وستبقى تعيش على الدعم الغربي والإعانات الغربية والأمريكانية تسليحا وتدريبات ومشاركة صناعية وتقديم الإعانات في مجال الزراعة وما زالت تعيش على دعم الوكالة اليهودية. نعم نرى جيشا متوحشا مدعوما من قوى الاستعمار ونرى تنظيما أداريا ونرى منشآت اقتصادية وخدماتية ولكن كل هذه المنشآت هي بفضل الدعم المالي الخارجي، ولكن المنتوجات الاقتصادية المدعومة يجب ان تصدر للخارج واي خارج تصدر له ؟ هل إلى لدول الصناعية الكبرى هل تصدر إلى أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكانية من الأكيد لا. فمنتوجات سلطة الاحتلال يجب ان تصدر إلى محيطها، مما يتوجب على هذا المحيط ولو بقوة السلاح، ان يقيم السلام الذليل والتطبيع معها وينهي حالة العداء. من هذه الزاوية ان «الدولة» اليهودية هي التي تخوض الحرب الوجودية. لأنه إن لم يقبلها المحيط فسوف تسقط تحت ضربات المقاومة ولو كانت ضربات متفرقة وإن لم تكن كلها ضربات موجعة. فالعدو اليهودي حسم خياره، واختار الحرب ليجعل كل المحيط خاضع له مع تأمين المصالح الاستعمارية ببلادنا. وأطلق على حربه اسم حرب الوجود. اسأل بعض السياسيين في شعبنا والذين دسوا رؤوسهم بالرمال، اذا اليهودي اطلق حرب الوجود من هي الجبهة المقابلة لوجوده واسأل وجود من يجب أن يزول ليبقى الوجود اليهودي؟، هل الوجود الفرنسي أو الكندي أو الصيني أو الأمريكاني أم وجودنا نحن السوريين أصحاب الأرض، وعندما أعلن العدو حرب الوجود، هذه الحرب تعني أما بقاء العدو أو بقاءنا، فعلى السياسيين في بلادنا ان يدركوا انهم كانوا بالأمس كما اليوم في حالة حرب وجود، وان الحرب اليهودية الوجودية المعلنة تقذف حمم النار، والحديد وهي لا تواجه في التصاريح السلمية والقرارات الدولية ؟. النار تواجه بالنار، وإن كانت الحكومات غير قادرة على المواجهة بحجة ضعف الإمكانيات، وضعف الإمكانيات الحربية سببه خياراتها السياسية النفعية والتي لم يشغل بالها عدو مزروع في بلادها واقل أهداف هذا العدو احتلال بلادنا وسحق كل حي فيها. والحكومات التي هي غير قادرة على القتال فواجبها أن تحمي أبنائها الذين اندفعوا تلبية لوجدانهم القومي وقاتلوا دفاعا عن الشعب وعن الأرض وعن الحكومات. كما واجب هذه الحكومات ان تعزز قدرة الشعب ومقاومته وان تحتفظ بالقوة الروحية والمادية التي بناها الشعب. وعلى الحكومات أن تستعد للنزال مع العدو اليهودي الذي أطلق الحرب الوجودية. وليس كما تفعل اليوم تسوق للسلام الذليل والتطبيع المهين. وعلى الحكومات أن تعلم أن الشعب قرر المعادلة التالية ان انتهاء الحرب مع العدو اليهودي تبدأ بزوال احتلاله وانتهاء وجوده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *