أدوات الصهاينة… حين تصبح العمالة جهادًا!

منذ سنوات ونحن نشهد تكرار المسرحية نفسها، حيث تخرج من ظلمات الفكر والتكفير جماعات لا تمتّ إلى الإنسانية بصلة، تسفك دماء الأبرياء، وتزرع الخراب في أرض (العرب والمسلمين)، تحت شعارات زائفة تدّعي الجهاد والمقاومة. لكن، أين وجهة سلاحهم؟!

صواريخهم وقذائفهم لا تعرف طريقها إلى من يحتل الأرض ويدنس المقدسات، لا تجرؤ على استهداف من يسرح ويمرح في وطنهم، لكنهّا تجد طريقها دومًا إلى صدر لبنان، إلى خاصرة المقاومة التي أذلّت العدو وهزمت مشاريعه مرارًا وتكرارًا.

لا تحتاج إلى كثير من التحليل لتدرك الحقيقة الواضحة كالشمس: هذه الجماعات الإرهابية ليست سوى أدوات رخيصة في خدمة المشروع الصهيوني. ليست سوى بيادق تتحرك بأوامر من قادة يعملون وفق أجندة صهيونية أمريكية، تستهدف استنزاف المقاومة وإضعافها بأي وسيلة ممكنة.

فلماذا لم تطلق داعش، وجبهة النصرة، وهيئة تحرير الشام، ومن لفّ لفهم، رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني؟! لماذا كل معاركهم ضد الجيوش العربية وضد الدول التي تواجه المشروع الصهيوني؟! لماذا يتحركون وفق توقيت مصالح العدو، ويفتحون الجبهات التي يريدها، ويستنزفون القوى التي يخشاها؟!

الأوامر واضحة… والصهاينة هم من يُملي عليهم أهدافهم. يريدون للبنان أن يحترق، يريدون فتح جبهات تُنهك المقاومة وتشغلها عن العدو الحقيقي، يريدون فتنة وحروبًا داخلية تأكل الأخضر واليابس، حتى يبقى الكيان الصهيوني وحده في الميدان بلا منازع.

لكن، المصيبة الكبرى ليست في هذه الأدوات الرخيصة فحسب، بل في أولئك الذين يدّعون العروبة والإسلام ثم تجدهم يبررون لهذه الجماعات، بل ويدعمونها، فقط لأن الحقد الطائفي والمذهبي أعمى بصيرتهم وجعلهم خدمًا لمشاريع أعداء الأمة!

أي خزي هذا؟! وأي عار أن ترى من يصفق لمن يطعن المقاومة في ظهرها، ويقف في صف من يخرّب ويدمر خدمةً للمحتل؟!

التاريخ يسجل… والعار لن يُمحى عن وجوه الخونة والعملاء، مهما حاولوا تغليف خيانتهم بشعارات دينية زائفة. فالتاريخ لا يرحم… والمقاومة ستبقى، وأدوات الصهاينة إلى زوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *