الوقائع ومقارنتها بالأحداث التاريخية، هي المحرك الاساسي لمحاولات استشراف المستقبل، فكيف إذا كانت هذه الوقائع واضحة وضوح الشمس ؟؟؟…
في الوقائع التي جرت الاسبوع المنصرم ومقارنتها مع احداث التاريخ نلاحظ ما يلي:
مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، يشغل منصب رئيس لجنة الامن القومي في الكنيست الاسرائيلي ويدعى بوعاز ببسموت يقول
– نحن نوقظ ملك الأردن من سرير نومه في الليل لتنفيذ أوامرنا
- سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تماماً مثل الأردن بدون قدرات عسكرية
- لن نسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط الأسد
- دمشق يجب ان تكون تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة وسوف نضمن دخولها تحت سيطرتنا
- سوريا هي الجسر لنا للوصول إلى الفرات وسوف نصل الى العراق وكردستان في المستقبل
اما حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري السابق يكشف ان السعودية والإمارات وقطر والأردن بقيادة أمريكية كانوا وراء مخطط لإزالة الأنظمة العربية التي تقف ضد التطبيع والخطة وضعها رئيس المخابرات السعودية السابق بندر بن سلطان
فإذن كل ما جرى في سوريا منذ العام 2011 كان لخدمة مشروع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي
وفي كتاب بروتوكولات حكماء صهيون (هذا الكتاب الذي تم تسريبه عام 1903)
-الفقرة السابعة عشر تقول:
-إننا سنُغرق العالم في جنون المباريات الرياضية حتى لا يصبح للأمم ولا للشعوب اشتغال بالأشياء العظيمة، بل ينزلون إلى مستويات هابطة ويتعودون على الاهتمام بالأشياء الفارغة وينسون الأهداف العظيمة في الحياة…. وهذا ما يحدث اليوم
وجاء في «بروتوكولات حكماء صهيون ».
(ص 241: في البروتوكول الثالث عشر)
« ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما وراءها وما أمامها، ولا ما يراد بها
فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج، والمسليات والألعاب الفكاهية وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية رياضية من كل جنس فتتوجه أذهانها إلى هذه الأمور، وتنصرف عما هيأناه فنمضي به إلى حيث نريد ».
سُئل الرئيس الاميركي ترامب عن ضم الضفة الغربية للاحتلال الإسرائيلي، فتجنب الرد المباشر وأجاب بطريقة أخرى
هل ترى هذا القلم، هذا القلم الرائع؟ طاولتي تمثل الشرق الأوسط، وطرف القلم هو إسرائيل. أستخدمه كتشبيه. إنها قطعة أرض صغيرة، ومن المذهل ما تمكنوا من تحقيقه.
الشيء «المذهل! » الذي فعلته إسرائيل هو قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إحراق مدن كاملة وتدميرها، سرقة الأرض والتاريخ والثقافة، وفرض الاحتلال
يبقى المشهد الاخير من هذه الوقائع … ما حصل في الساحل السوري من مجازر طائفية استهدفت طوائف العلويين والمسيحيين بحجة القضاء على فلول النظام السابق، وما حصل في الجنوب اللبناني من دخول عناصر الحريديم الى موقع العبّاد
تلك الوقائع … وأكثر منها بكثير تؤكد على المخطط الاستعماري المبني على المصالح … ويقابله في لبنان جوقة السياديين المطبلين لكل ما يقرره الاسرائيليين وينفذه الامريكيين، والداعين الى نزع سلاح المقاومة بالقوة اذا لزم الامر والمؤمنين بأن استرجاع الارض يكون بالدبلوماسية وليس بالمقاومة، وقد غاب عن ذهنهم احداث التاريخ فيما خص المعالجات الدبلوماسية وما اوصلتنا اليه.
فمن اتفاقية كامب دايفيد الى اتفاقية اوسلو الى اتفاقية وادي عربة الى اتفاقية 17 ايار الى مقررات جامعة الدول العربية (الارض مقابل السلام) الى والى والى … رأينا اين اوصلتنا تلك الاتفاقيات، والخطاب الانشائي لقسم الرئاسة ومن بعده تشكيل وزارة برئاسة نواف سلام ذكّرنا بقسم رئاسة أمين الجميل في العام 1982 ومن بعده تشكيل حكومة شفيق الوزان التي عملت على تحقيق اتفاقية 17 ايار.
وفي خطاب رئاسة الجمهورية في مؤتمر القمة العربية الذي يقدم اعتماده بعودة لبنان الى الحضن العربي، (الحضن العربي الذي طبّع مع العدو الاسرائيلي) تناسى هذا الخطاب فئة وازنة من الشعب اللبناني الذي قدم شهداء من مختلف الطوائف اللبنانية في مواجهة العدو الاسرائيلي في معارك المصير وليس الاسناد فقط.
كان حريٌ على الرئاسة اللبنانية قبل القاء هذا الخطاب تعديل الدستور اللبناني بإلغاء فقرة (العدو الاسرائيلي) ليصبح الجار الاسرائيلي.
وما السكوت على كل الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 واستشهاد المزيد من ابناء الشعب اللبناني (ولو كانوا من المقاومين) الا انبطاح للهيمنة الاميركية الاسرائيلية وتقديم اوراق اعتماد الى ممثليها في جامعة الدول العربية التي كان ردها على تقديم اوراق الاعتماد تلك بجملة: طبقوا القرارت الدولية وبالأخص القرار 1701 .
هذا القرار الذي قد يجر لبنان الى فتنة اهلية او طائفية في حال محاولة تطبيقه بالقوة المحلية او تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما حصل في العام 1983 عندما جاءت القوة المتعددة الجنسيات بذريعة ضمان انسحاب جميع القوات الأجنبية من ومساعدة ودعم وتدريب الجيش اللبناني لاستعادة سيادة الحكومة اللبنانية بناءً على طلب الأخيرة في بيروت وتعزيز الوحدة والمصالحة الوطنية، إلى جانب تعزيز جميع المؤسسات الوطنية، بما في ذلك الجيش فكان تفجير مقر المارينز في 23 اكتوبر من العام 1983 ردا على التدخل في شؤون لبنان .
لعلنا نتعظ من التاريخ لنبني على الشيء مقتضاه بعيدا عن المصالح الشخصية.