أما من الوجهة الداخلية، فوضعية سورية الاقتصادية سيئة جداً. والرأي العام خارج الحزب السوري القومي مبلبل بلبلة لا مثيل لها. فسياسيو النفسية الشرقية من أبناء شعبنا الذين ربوا على عقائد الذل والعجز يستعملون أساليبهم التي سداها الخبث ولحمتها المكر، ويعللون الشعب بالآمال ويخدرونه بقيادته في طريق التشفي بسقوط فرنسة وبريطانية، وإن كانوا أحياناً، لكثرة خبثهم يتظاهرون بأنهم لا يقصدون التشفي، وجهودهم مبذولة لصرف الشعب عن الحزب السوري القومي ليظل الشعب فريسة مآربهم النفعية الذليلة، ويبقى الشعب تحت تأثيرهم فيخدمون المصالح والإرادات الأجنبية لقاء أجور كبيرة، فيما هم يتظاهرون بالتضحية والوطنية.
وأما موقف الحزب السوري القومي، الذي هو حزب الشعب السوري القيّم على مصالحه العامة، فلا يزال يتابع خطته التي أساسها تعميم الوعي وتأليف جماعات الشعب على المطلب القومي العام لكي يكون للأمة السورية سياسة موحدة قوية. وبقدر ما يلتف الشعب السوري حول القيادة السورية القومية يعظم الأمل بنجاح القضية السورية القومية واستعادة سورية مجدها ومركزها بين الأمم الحية.
الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 4، 16/9/1940