الصمت العربي والإسلامي والدولي على الجرائم والمجازر الصهيونية في غزة والضفة الغربية، وعلى التدمير المنهجي للبنان، والتوغل السافر في سوريا، يكشف عجزاً مقلقاً عن مواجهة هذا العدوان الشامل.
في ظل هذا الواقع المؤلم، يصبح الحديث عن أمل في تحركات دبلوماسية أو مبادرات سلمية مجرد وهم، وهو ما يدفع إلى التفكير الجدي في إعادة تشكيل محور المقاومة بطرق وأساليب جديدة تتناسب مع تعقيدات المرحلة وتحدياتها.
بات من الضروري على محور المقاومة ان يتجاوز نهجه التقليدي، ليعتمد تكتيكات مبتكرة وفعالة تستند إلى المجموعات الفردية التي تعمل بدقة واستراتيجية مدروسة. وان ينصب التركيز على الداخل الفلسطيني وحيث يتواجد العدو، باستهداف نقاط ضعفه.
وقد تكون العمليات الاستشهادية، جزء من هذه الاستراتيجية، خاصة عندما توجه لتجمعات الاحتلال والبنى التحتية، ما يجعل الاحتلال يدفع ثمناً باهظاً لسياساته التوسعية والعدوانية الإجرامية.
ان إعادة تشكيل محور المقاومة ليس مجرد رد فعل على العجز الدولي، بل هو ضرورة ملحة لخلق توازن قوى جديد. إنه استعادة لمفهوم المقاومة كخيار استراتيجي، لا كعمل عشوائي، مع التركيز على بناء أدوات فاعلة تضمن استمرارية النضال وتوسيع تأثيره على المستويين المحلي والدولي.
في النهاية، تبقى الخلاصة الأساس: «ما بحك ضهرك إلا ظفرك»، وما من سبيل للكرامة والحرية ووقفات العز إلا عبر مواجهة حقيقية تعتمد على التخطيط والابتكار، لا على الانتظار أو التعويل على الآخرين.