ملعب طرابلس الأولمبي: كنز من كنوز الأصرحة الرياضية وضحية الاهمال و عدم الترميم!!!

ملعب طرابلس الأولمبي: كنز من كنوز الأصرحة الرياضية وضحية الاهمال و عدم الترميم!!!

لم يتبق من ملف ملاعب كرة القدم اللبنانية الحديثة الذي فتحته صباح الخير البناء، و تحديدًا الملاعب التي استضافت بطولة أمم آسيا 2000، سوى ملعبيين، ملعب طرابلس الأولمبي وملعب صيدا الأولمبي. بعد أن فتحنا ملفي ملعب بيروت البلدي و ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية الحديث اليوم سيكون عن ملعب طرابلس الأولمبي.
تم بناء ملعب طرابلس الأولمبي لاستضافة بطولة أمم آسيا 2000، بمساحة إجمالية تبلغ 26 ألف متر مربع، وهو يتسع ل 23800 مقعدًا وقد بلغت كلفة تشييده 16 مليون $ خلال فترة زمنية بلغت عشرة أشهر.
و يتضمن هذا الصرح الرياضي إضافة الى ملعب كرة القدم، مضمارًا لألعاب القوى، ساحات للرمي من مطرقة و كلّه و قرص، غرف للإداريين والحكام، غرف طبية عند الحاجة و مواقف للسيارات تتسع لحوالي 250 سيارة.
و من مباريات بطولة أمم أسيا 2000 التي استضافها هذا الملعب مباراة كوريا الجنوبية والصين والتي انتهت 2-2 والكويت واندونيسيا و التي انتهت 0-0 وكوريا الجنوبية مع الكويت والتي انتهت لصالح الكويت بنتيجة 0-1 و ايران في مواجهة كوريا الجنوبية والتي انتهت لصالح كوريا الجنوبية 1-2.
و في سنة 2004 استضاف هذا الملعب بطولة عالمية رباعية في الرغبي شارك فيها كل من لبنان و فرنسا و كرواتيا و صربيا.
لكن بعد نهاية البطولة الرباعية أهمل هذا الملعب الأولمبي في طرابلس مثل باقي الملاعب التي استضافت بطولة أمم أسيا 2000، وبعد هذا الاهمال الكبير الذي تعرّض له أصبحت كلفة إعادة تأهيله تصل إلى 40 أو 50 مليون دولار، و قد قامت شركة كلاسيكو بإعداد دراسة لتأهيل الملعب و ترميمه بالشكل المناسب، فموقع الملعب على البحر وبالتالي يجب أن تتم صيانته بشكل دائم، لكن المبالغ المرصودة له، تكاد تكفي فقط للعناية بالعشب، النظافة و الحراسة وهي أموال وزارة الشباب و الرياضة وليست أموال بلدية طرابلس فالملعب ملك الوزارة.
أيضًا ومنذ اغتيال رفيق الحريري و تردّي الأوضاع في طرابلس ومن أجل حماية المدينة من أي خضّة أمنية اضطرت قيادة الجيش اللبناني لتحويل ملعب طرابلس الأولمبي الى ثكنة عسكرية، وصحيح أراح هذ الوضع المدينة ولكن في المقابل أدّى الى تدهور حال البنى التحتية وأرضية الملعب والذي كلّف مبالغ كبيرة ليكون حاضرًا لاستضافة بطولة أمم أسيا 2000 التي جرت في لبنان آنذاك.
إذًا ملعب طرابلس الأولمبي يجب ان يعود درّة تاج مدينة طرابلس اللبنانية و خاصة بعد انتهاء المشاكل العسكرية و الأمنية في مدينة الفيحاء الشمالية ويجب أن يتعاون كل من وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اللبناني لكرة القدم و بلدية طرابلس و قيادة الجيش لإعادة رونق وعزّة ملعب طرابلس الأولمبي لتستعيد كرة القدم اللبنانية الشمالية بريقها. الهدف ليس فقط إعادة بريق كرة القدم الشمالية من خلال ترميم و بناء ملاعب الشمال بل يجب إعادة عزّ كرة القدم في كل مناطق لبنان لأن من دون ملاعب لكرة القدم لا توجد أندية ولا حماية لجيل الشباب من الأفات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.

فراس مهنا