إلى المتشدقين بهزيمة المقاومة

 بدا واضحاً ان هناك حملة إعلامية وسياسية تهدف الى تعزيز عنوان الهزيمة للمقاومة ولهؤلاء لا بد من السؤال الذين يتشدقون بأن المقاومة هزمت نقول لهم.

كيف هزمت ورضخ العدو لاتفاق نسف كل الأهداف المعلنة لحربه وأهمها القضاء على المقاومة في غزة!! إن هذه المقاومة الأسطورية. فد غيرت قواعد اللعبة في العالم وها هي فلسطين تتصدر الاعلام والمظاهرات ووسائل التواصل وقد اصبحت المؤثر الاساسي لنتيجة الانتخابات في العالم، بعدما فضحت هذه المقاومة إجرام وسفالة وكذب هذا العدو وعدم التزامه بأية معايير انسانية وأخلاقية وبأية معايير دولية. لذلك هذه المقاومة سوف تخرج أقوى مما كانت عليه من قوة عسكرية وحاضنة شعبية رغم كل الدمار الهائل وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والمآسي الكبيرة.

الشيء نفسه ينطبق على المقاومة في جنوب لبنان والتي كانت مقاومة اسطورية أيضا أجبرت العدو على توقيع وقف إطلاق النار رغم الدمار الهائل وعدد الشهداء الكبير. هؤلاء الشهداء الذين لم يتراجعوا عن مواقعهم وسطروا ملاحم ارعبت العدو وأذهلت العالم.

إننا نقول لهؤلاء المتشدقين والعملاء بأن مقاومة شهداؤها قادتها لا يمكن أن تهزم ونقول لهم أيضا، بأنه لا يوجد مقاومة وطنية مؤمنة عبر التاريخ خسرت الحرب فلماذا تكون مقاومتنا قد خسرت الحرب؟

إن مقاومة يستهدف فيها معظم قادتها، هي مقاومة وطنية ومقدسة وسوف تنتصر مهما طال الزمن وسوف يجيء انتصارها انتقاما لدماء شهدائها في وجه أعتى وأشرس عدو عرفته البشرية.

هنا لا بد من الإشارة الى نماذج حصلت في العالم، مثلا في الحرب العالمية الثانية هاجم هتلر لينين غراد وحاصرها ودمرها وذهب ضحيتها ما يزيد عن المليون ونصف ضحية وانتصرت لينينغراد، والأمر كذلك بالنسبة لمعركة بريطانيا وتدمير لندن والعديد من المدن البريطانية وسقوط عشرات آلاف الضحايا، ولكن انتصرت بريطانية.

 المؤسف انه عندنا بالنسبة لكثير من العملاء وضعفاء النفوس والطائفيين والمذهبيين الحقودين، يريدون العدو هو المنتصر في المعارك. ولا يرون إلا مشهد الدمار والشهداء ولا يرون الملاحم الأسطورية والثبات، في مواجهة أكبر آلة دمار في العالم.

 لا يرون بأن توقيع اتفاق غزة هو انتصار للمقاومة حيث أعاد هذا الاتفاق العدو إلى نقطة الصفر وأذلته وفرضت عليه تبادل الآلاف من أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال

لا يرى هؤلاء المهزومون الا مشاهد الدمار والشهداء في فلسطين ولبنان دون ان يروا ان العدو فشل في تحقيق كل اهدافه المعلنة والمستترة في هذه الحرب.  وهنا السؤال هل هذا انتصار  أم انهزام ؟؟آن الأوان ان نفهم ان الأوطان لا تتحرر بالمنظار والكلام بل بالقوة المؤمنة والإرادة الصلبة .

د. وليد عازار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *