العقل عند سعادة

1ـ الاتجاه الخامس الإرادة: العقل والإرادة. العقل الارادي. أعلامه شوبنهور ونيتشه.

ـ شوبنهور: العقل خادم الإرادة وهو الذي يوفر لها الدوافع والتبريرات بعديا.  ويلخص نظرته بالكلام التالي: يقول الدكتور حيدر فمع شوبنهور ونيتشه العقل صار موضع شك باعتباره تحريفاً للواقع. اقتضى وضع العقل في ذلك للتقليل من أهميته وإبراز أولوية الإرادة.


فبالنسبة لهذين المفكرين، لم يعد ثمة أي مغزى كبير للتعارض بين العلم والأيديولوجيا، والعقل ذاته صار موضع شك، باعتباره مصدر تحريف للواقع واقتضى وضع العقل في ذلك الموضع التقليل من أهميته وإبراز أولوية الإرادة.

يقول شوبنهور: الإرادة هي دائماً الحقيقة الأولى في وعينا، وهي دائماً لها السيادة على العقل الذي هو ثانوي وتابع ومشروط… هذا الأمر لا بدّ من إثباته أكثر فأكثر، ذلك لأن كل الفلاسفة الذين تقدموني، من أولهم إلى آخرهم جعلوا جوهر الإنسان، ونوعاً ما مركزه، في الوعي المعرفي. فلسفتي هي الأولى التي وضعت مركز الإنسان، ليس في الوعي، وإنما في الإرادة التي لا رابطة ضرورية لها بالعقل نسبة الإرادة للوعي، أي للمعرفة كنسبة الجوهر للعرض، أو النور للجسم المنار.

إذاً شوبنهور يربط تمييزه بين الفكرة والإرادة فالأفكار ظواهر اما الإرادة فهي الشيء في ذاته.
ان العقل لا يقدر ان يقوم بوظائفه بوضوح ودقة ما لم تبق الإرادة خرساء وساكنة. فكل الارادات الحسية للإرادة تزعج عمل العقل. ومثال هذا التيل للإرادة يؤدي إلى نتائج كاذبة. العقل هو خادم الإرادة. هو الذي يوفر الدوافع والتبريرات لها بعديا وليس قبليا.  ويعطي أمثلة من حياتنا اليومية: الحب والكره يزوران بالكلية احكامنا. فنحن نظن العيوب فقط في ادائنا. والفضائل فيمن نحب. ولما كانت الحياة ألماً مستمرا كان على الإرادة ان تتخذ قرارات صعبة بان تجبر العقل على إخفاء الشقاء. أو على الأقل تلبسه رداء الامل. الأيديولوجية من إنتاج العقل كتعزية مواساتية أو نقول كمخدر أو وسيلة لتخفيف وطأة الألم في الوجود. هناك حالة واحدة يتحرر فيها الوعي من الإرادة هي حالة في الإحساس بالجمال.

ـ نيتشه: في الاستيتيكا علم الجمال. عندما يقدر العقل على التفلّت من الإرادة فان أعمالاً رائعة تنتج. إذاً فقط الفنانون والعباقرة العظام متحررون من الإرادة وقادرون على بلوغ الحق. اما بقية البشر فهم العاديون واقعون تحت رحمة الإرادة. الإرادة عند نيتشه هي إرادة قوة. وكل اشكال المعرفة والصدق ليست قضية قوة. لذلك يرفض نيتشه مقولات العقل المحض. والمعرفة في ذاتها. ويعلن عن تصور نسبي منظوري ويقول ليس ثمة الا رؤية منظورية ومعرفة منظورية. أما الأساس الذي تقوم عليه نظرية نتشه المنظورية النسبية فله ركنان هما: المنظورية النسبية: نقده اللاذع لقيمة الصدق والمعرفة.  ثم قوله ان الوقائع هي بالضبط ما ليس موجودا فثمة تأويلات فقط. ويرفض نتشه مفهوم الصدق ومفهوم البرهان، فالحياة ليس برهانا. لقد نظمنا عالما لنا بحيث نقدر ان نعيش فيه. وذلك بتأثره بالأجسام والخطوط والسطوح المستوية وعلاقة السبب بالنتيجة، وبالحركة والسكون والصورة والمضمون وبدون مواد الايمان هذه لا يقدر أحد ان يعيش. لكن كل ذلك ليس برهانا على وجود تلك المواد. فالحياة ليست برهاناً وشروط الحياة يمكن ان تشمل الخطأ. يرى نيتشه ان حواسنا وعقلنا لهما نزعة فطرية قيمية.  كلهما يسبغان على الحقائق لونا مثاليا. ويختم نيتشه رأيه في العقل بالقول ان العقل المحض هو وليد الحاجة الحيوانية. هو عبارة متناقضة لأن العقل هو في الخطأ. أيضا يبحث في واقعية الصدق وتحديدا يتساءل عن قيمة هذه الإرادة. يقول إذا سلمنا بأننا نريد الصدق الحقيقة، لم الصدق وليس نقيض الصدق؟ لا وجود لصدق(حقيقة) مطلق أو مباشر. ينكر نيتشه وجود يقين مطلق، ومباشر. معترضا على الفلسفة الوضعية، بأن لا وجود الا للحقائق. لا الحقائق هي بالضبط ما ليس له وجود. كل ما هنالك تأويلات. 

2 ـ الاتجاه الأخير: عقل سعاده. العقل القومي الاجتماعي.
 وأخيراً يصل إلى سعاده. يبدأ مستشهداً بسعاده في قوله: «نحن كما قلت قوة فاعلة في هذا الكون. وإذا كان الله قد خلقنا وأعطانا مواهب فكرية، أعطانا عقلاً نعي به ونفكر ونقصد ونعمل، فهو لم يعطنا هذا عبثاً. لو يوجد العقل الإنساني عبثاً. لم يوجد ليتقيد وينشلّ. بل وجد ليعرف، ليدرك، ليتبصر، ليميّز، ليعيّن الأهداف وليفعل في الوجود. وفي نظرتنا أنه لا شيء مطلقاً يمكن أن يعطل هذه القوة الأساسية وهذه الموهبة للإنسان. العقل في الإنسان هو نفسه الشرع الأعلى والشرع الأساسي. هو موهبة الإنسان العليا. هو التمييز في الحياة فإذا وضعت قواعد تبطل التمييز والإدراك، تبطل العقل، فقد تلاشت ميزة الإنسان الأساسية وبطل أن يكون الإنسان إنساناً وانحط إلى درجة العجماوات المسيّرة بلا عقل ولا وعي. سنّة الله أو سنّة الطبيعة هي التي لا يفعل فيها عقل مميز مدرك، وهذه للجمادات والعجماوات». وقوله: «العقل في الإنسان هو نفسه الشرع الأعلى والشرع الأساسي.»

  • ـ ويقول د إسماعيل اذاً يعيد هذا الفهم إلى الرواقية السورية القديمة وقبله إلى اليونانية القديمة التي شملت سقراط وافلاطون وارسطو ويسمي هذا العقل «القانون الطبيعي».
    • ـ إذاً العقل عند سعاده يشمل التمييز وتعيين المقاصد في الحياة. والعقل الذي وظيفته في التمييز فيما يخص الامة وتعيين مصالحها.
    • ـ إلى أن يقول «العقلية الأخلاقية الجديدة التي تؤسس لحياتنا بمبادئنا وهي من أثمن ما يقدمه الحزب السوري القومي الاجتماعي للأمة، لمقاصدها، ولأعمالها، ولاتجاهه».
    • ـ أيضاً هو العقل الجديد كما تكلم عنه.
    • ـ ويضيف البعد المناقبي العميق للمبادئ والذي يؤكده سعاده بمبدأ مصلحة سوريا فوق كل مصلحة. فيضيف سعاده هذا المبدأ وهو مقياس أو ميزان العقل المناقبي الجديد ويضيف. د إسماعيل: «انه مقياس أو ميزان العقل المناقبي الجديد».
    • ـ ثم ينتقل إلى مستوى آخر فيقول انه قل ارادي، إذا ان الارتباط بين العقل والإرادة هو ارتباط جوهري، وربط العقل بالإرادة ناتج عن ربطه بالإيمان بشكل من الاشكال.
    • ـ يتابع د حيدر، ان مما سبق يفيد بان العقل عند سعادة هو قوة معرفة وقوة إرادة وقوة ايمان. ويختم الكاتب كتابه بضرورة التمييز بينع قل الفرد وعقل الجماعة مع الإشارة الهامة إلى أن سعاده لم يرم قط إلى إلغاء عقل الفرد.
    • ـ  إذاً هو نوع جديد في العقل هو العقل القومي الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *