المبدأ الثالث من مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي: القضية السورية هي قضية الامة السورية والوطن السوري. وفي متن هذا المبدأ: ان الترابط بين الامة والوطن هو المبدأ الذي تتم به وحدة الحياة. وانطلاقا من هذا المبدأ نستخلص ان المقاومة في لبنان بكل فصائلها، كان فعلها منسجما مع هذا المبدأ الذي حتم عليها ان تساند فلسطين بكل ما عندها من قوة واقتدار. لان المسألة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من القضية السورية والوطن السوري. لذلك الواجب المترتب على الشعب السوري كله هو تحرير فلسطين والتخندق إلى جانب الشعب السوري في فلسطين، وهذا ما فعلته احزاب المقاومة، أصداقا لهذا المبدأ القومي الاجتماعي. وما قامت به احزاب المقاومة هو ابسط الواجب تجاه وحدة الحياة السورية. والاشتراك في الحرب على جبهة لبنان، دعما لجبهة غزة، كان دفاعا عن فلسطين ولبنان والشام والعراق والاردن، هذا الشعور القومي لم يشعر الانعزاليون ولا الكيانيون به لأنهم غارقين في كيانيتهم.
ان دعم فلسطين في حربها مع العدو اليهودي المحتل والزود عن الارض السورية هو الاساس في وحدة الحياة بالأمة الواحدة والدفاع عن الارض والشعب، وليس الخنوع والاستسلام. فوحدة الحياة تلزم كل الشعب السوري بجميع كياناته وجيوشه ان يهب هبة واحدة لإنقاذ فلسطين، ومقاومتها من خطر واجرام التنين اليهودي الجديد. وهذا الذي لم تفعله الحكومات في الكيانات، فعلته المقاومة بكل شرف واعتزاز.
وحدة الحياة ووحدة القضية حتمت على المقاومة واحزابها اعلان وحدة الساحات. فاستبسل الابطال المقاومين وحاربوا ونالوا النصر. هذا النضال على مساحة الامة السورية، وثباتها في الميدان أفشل المشروع اليهودي والغربي المعد ليس السورية فقط بل لكل المنطقة الممتدة من ايران إلى أفريقيا.
وبالوقائع ماذا كان يريد الحلف الاطلسي ان يصنع في بلادنا السورية.
1 ـ تدمير كل مقدرات المقاومة وكسر إرادتها في لبنان وفلسطين وكل الأمة السورية.
2 ـ إقامة دولة يهودية دينية خالصة من نهر الأولي إلى سيناء وفق تصريح احد وزراء حكومة نتنياهو.
3 ـ ضرب «أذرع إيران» في المنطقة كما يزعم العدو اليهودي المحتل وبالتالي ضرب إيران ومنعها من النهوض.
4 ـ تغيير النظام السياسي في لبنان ليكون تابعا له.
5 ـ الضغط على الشام حتى استسلامها
6 ـ تصفية المسألة الفلسطينية وحقيقة الحق السوري في فلسطين.
7 ـ يعتقد العدو أن حربه على المقاومة وكسرها تستسلم كل الأمة السورية بعد طحن إرادتها ،وجعلها تابع له.
هذا ما صرحوا به اعداء الامة السورية اليهود في الاعلام ومنهم السياسيين والاعلاميين والمثقفين والقادة العسكريين. وبسبب هذه المخططات المعلن عنها صراحة من قبل العدو اليهودي وأعوانه الغربيين والعرب المتآمرين. جاءت عملية طوفان الأقصى وجاءت عملية الاسناد لغزة من جنوب لبنان. ليبقى شعبنا في غزة فلسطين ولتبقى المقاومة في فلسطين وقد بقيت قوية وصامدة رغم كبر التضحيات. وقد التف الشعب السوري كله حول المقاومة في كل كائنات الوطن السوري وانتصرت ارادة الامة وارادة وحدة الحياة الواحدة وأصبح خيار المقاومة والكفاح المسلح منها وحيدا لتحرير فلسطين وإزالة الاحتلال اليهودي من الوجود.
أما هدفه عن إقامة «الدول اليهودية » الخالصة قد افشلته المقاومة في فلسطين وأكدت ثباتها وتشبثها بأرضها رغم الآلة الحربية الكبيرة التي استعملها العدو المدعوم من الاطلسي. فسواعد المقاومين الابطال ابطلت هذا المخطط لم ولن يكون لجيش العدو استقرار وثبات في غزة، كما فشل العدو ان يتقدم كيلومترات محدودة في جنوب لبنان ولم يقدروا على الثبات في اي موقع. ومازالت المقاومة في فلسطين تضرب العدو من كل صوب وما زالت المقاومة في لبنان قادرة على ضرب العدو اليهودي على خطوط التماس وما زالت قادرة على ضرب عمق الاراضي المحتلة والمنشآت العسكرية في الكيان الهجين المحتل. اما عن هدف ضرب «أذرع إيران» في المنطقة إيران ليس لها أذرع لها حلفاء وهذه الاحزاب تحالف مع إيران لان إيران ناصرت فلسطين وناصرت قضيتنا. اما منعها من النهوض وتقويض قدرة إيران العسكرية، رأينا كيف استعان العدو اليهودي بكل البوارج والقواعد العسكرية الحلف الاطلسي لرد الهجمات الصاروخية الايرانية وما استطاعت صد الصواريخ التي زلزلت كيانه.
أما تغيير النظام السياسي في لبنان نتيجة الهجوم البري والقصف الجوي والبحري من قبل العدو لفك التلاحم والاحتضان الحاصل بين الشعب والمقاومة، فقد باءت بالفشل لان كل لبنان حضن المقاومة وحضن اهل الجنوب وعبر عن وحدة الحياة والمصير وبقيت احزاب الاجنبي معزولة غارقة في حقدها وأحلام الاستعمار. اما عن هدف الضغط على الشام لقطع خط الإمداد، في هذه الحرب الشام زادت إصراراً على إبقاء هذا الخط مفتوحاً. أما هدفه ترحيل أبناء شعبنا من فلسطين إلى الأردن ولبنان وسيناء فرغم الدمار والأجرام الذي يمارسه العدو في غزة والضفة، فشعبنا السوري في فلسطين يستشهد خيرة شبابه دفاعاً عن نفسه ومتمسك بأرضه ولن يخضع. ونتيجة بطولات شعبنا في فلسطين قد خلع ركن من اركان المشروع اليهودي وأصبح استمرار وجوده في بلادنا مهدد بصورة جدية.
أما عن هدفه بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان يحكمها جيش العدو، فقد شاهد العالم اجمع كيف تقهقرت جحافله على تخوم بنت جبيل والخيام وكيف انكسرت وانهزمت هيبة الجيش الذي لا يقهر وكيف صمدت وانتصرت المقاومة بصمودها.
أما هدفه كسر إرادة الأمة السورية وارغامها على التطبيع وتسويق الاتفاق الإبراهيمي ردت عليه الأمة السورية عندما أظهرت تأييدها للمقاومة قولاً وفعلاً.
أن مشاركة جبهة لبنان في الحرب ما كانت قراراً اعتباطياً ولا قراراً غير مدروس، بل كان قراراً قومياً في امتياز وهذا القرار سحق المشروع الاطلسي واليهودي واوقف اندفاعه في بلادنا. وسجلت المقاومة على جبهة لبنان انتصاراً عظيماً جلياً واضحاً.
أما الجواب على سؤال ماذا فعلتم لغزة واين أصبح قرار الإسناد نقول أن الحرب القومية واحدة ولو كانت على جبهات عديدة فالحرب خففت من حشود العدو على غزة وعاضدتها وما تركت العدو يستفرد في فلسطين مما جعل موقف المقاومة في غزة قويا. ولطالما المقاومة واحزابها لن تغرق في هرطقات الكيانية فوحدة الساحات موجودة وباقية، وبهذه الحرب التي كانت إسناد ووحدة ساحات اختلط الدم الفلسطيني مع الدم اللبناني والشامي والعراقي والحلفاء، في بحر الفداء والاستشهاد على طريق فلسطين، يعد هذا انتصاراً استراتيجياً لقضيتنا القومية. وإذا كان السؤال ماذا قدمت المقاومة في لبنان لفلسطين نقول قد افشلت كل مشاريعه المعدة ليس لفلسطين وحدها، بل لكل المنطقة وقدمت رمزها الاغلى وقادتها السياسيين والعسكريين على طريق فلسطين والتحرر من الاستعباد الاستعماري. وهذا الفداء العظيم التي قدمته فصائل المقاومة في لبنان سيترك أثره عميقا في وجدان الامة السورية، وسيبقى راسخا في قلوب السوريين على مر الزمن وهو اسس لخطة ازالة العدو اليهودي المحتل من بلادنا.