هذه هي الناحية العملية التي لا غنى عن مواجهتها. لا يمكننا ان نعتمد في فلسطين- لكي ننال حقنا- على إظهار هذا الحق مجرداً. يجب أن نعارك، يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً.
لذلك كان اتجاهنا نحو إنشاء قوة مادية قوتنا النفسية، قوتنا النفسية العظيمة أو الفكرية الشعورية. امراً يدل على أننا نرفض قبول الحالات التي لا تطيقها نفوسنا الحرة الأبية. نرفض أن ننال أقل ما يكتبه الله أو يريده بالذين يعملون بالمواهب التي أعطاهم.
إذا كانت لنا طلبات ورغبات في الحياة يجب أن تكون لنا إرادة قادرة على تحقيق المطالب ويجب أن تكون لنا القوة اللازمة لتحقيق تلك المطالب.
لا يعني ذلك أنه يجب أن نجهل ونركب الجهل في رؤوسنا، أن نعتز بالقوة، لكنه يعني أيضاً، أن لا نجهل، إلى حد أن نحتقر القوة.
لا مفر لنا من التقدم إلى حمل أعباء الحياة إذا كنا نريد البقاء. فإذا رفضنا البقاء عطلنا الفكر والعقل. عطلنا الإرادة، عطلنا التمييز وأنزلنا قيمة الإنسان إلى قيمة الحيوان.
21 آذار 1948