نفتتح عامنا الثالث والتسعون ونحن منتصرون على كل من أراد كم أفواهنا واضمحلالنا وإبعادنا، وإنهائنا بترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى، منتصرون على من راهن على موت الحزب والعقيدة باغتيال عظيم شهداءنا أنطون سعاده .
فاذا ما استرجعنا ذاكرتنا ووقفنا على محطات مسيرة الحزب المشرفة في طريق الصراع الذي خضنا فيه بكل إيمان ثابت ووجدان حي وعلى كافة الجبهات، التحديات والعقبات والمعارك، نرى حجم انتصاراتنا وحجم قوتنا، فنحن وبعد 92 عاما واقفون هنا على كامل مساحة امتنا في كل كيانات امتنا، متواجدون فاعلون، متفاعلون، نقدم اغلى ما لدينا ونسعى لأهدافنا بعزيمة جبارة، وسيظل الحزب السوري القومي الاجتماعي حاضنا لأبناء الأمة السورية عابر لكل الطوائف والاثنيات وكل الطبقات والفئات ليحقق بهم مشروعه العظيم، والهادف لجعل الإنسان الجديد ركيزة أساسية في مجتمعنا، ومبدأ الصراع نهجا، ويقين الانتصار عقيدة .
في السادس عشر من تشرين الثاني اعلن أنطون سعاده عن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في لحظة مفصلية بتاريخ أمتنا التي كانت واقفة بين الحياة والموت، في لحظة ضاعت فيها هويتنا القومية، وضاع معها مفهوم الحياة الكريمة، واستبدل بالعيش المذل تحت وطأة الإرادات الاستعمارية، والعمالة، فحمّل سعاده النفوس الحرة تلك العقيدة الصلبة، تستنفر الإرادة والعزيمة والبطولة في السير على دروب نهضة الأمة وارتقائها وقوتها، وحدد مفهوم صراعنا القومي ضد عدونا الوجودي وأعوانه من يهود الداخل وأدواته الإرهابية ومشاريعه العنصرية الدموية .
فكان لنا شرف المقاومة وشرف الشهادة ووقفات العز الذي ينحني التاريخ احتراما لها.
وما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه أذناب الاستعمار بأذناب وعملاء الصهاينة، ويسير الزمن وتتشابه الأحداث، بين الماضي والحاضر ويبقى حزبنا راسخ في نهجه ومبادئه حافظا لمناقبيته وتحالفاته ووعده التي مهرها بدم أبنائه، مقاوما لعدوه الوجودي المحتل لأرضه ومنتهك سيادته وأمنه، يقف مع شعبه وكل من اعتنق المقاومة عقيدة.
فالثبات في المقاومة سيفضي للنصر المحتم وان كانت الحرب العدوانية الشرسة التي يشنها هذا الكيان السرطاني تفوق بشراستها ودمويتها اعتى الحروب، فالعدو اليوم كالتنين المذبوح في لحظاته الاخيرة يعلم يقينا ان أيامه باتت معدودة لذا يزداد بطشا ويوسع رقعة حربه ليلحق اكبر الخسارات البشرية والمادية، يدمر مدن وبلدات يقصف مباني ومستشفيات ومؤسسات، غير آبه بالمعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية يستهدف بشكل ممنهج شعبنا في جنوب لبنان لا بل لبنان كله، وغزة المقاومة والضفة وكل فلسطين المحتلة ويقصف مناطق من سوريا .
معركتنا مع الصهيونية ليست وليدة الأمس القريب، هي عداء عنصري موغل في القدم، تاريخ من الحقد على امتنا من أيام أسلافنا الكنعانيين، والفينيقيين والأراميين والأشوريين، حربهم معنا ليست على أرض وشعب وحسب، بل على تاريخ وإرث حضاري وثقافي، أحقادهم منزلة تنزيلا الهيا، منبتها الحقيقي انهم رعاع، واننا سادة.
لذا جاء الصراع والمقاومة حقا وواجبا مطلقا لا يقبل النقاش أو الشك إنسانيا وحقوقيا وبجميع الأعراف والقوانين، لنحفظ أرضنا، إرثنا ومستقبل أمتنا.
وسيستمر الصراع و المقاومة التي تؤكد كل يوم أنها قوية وثابتة والأدلة كثيرة بدءاً من خسائر العدو الكبيرة التي لا يتم الإعلان عنها وكتمانها وتغطيتها، مرورا بضرب وزارة الحرب الصهيونية، امتداد للوصول لغرفة نتنياهو الخاصة، وستتابع إنجازاتها للوصول لنقطة الانتهاء من الكيان وإعلان النصر.
ومالم يستطع العدو تحصيله بالحرب، لن يحصله بالسياسة ولن يفرض علينا حلا سياسيا متبذلا ومهينا، وان راه العالم كله عادلا، والشرق الأوسط الجديد لن يمر لا سلاما ولا على جثث شهدائنا، وسيظل حلم الشرق الأوسط الجديد وهما في مخيلة الواهمين كما وهمهم ومحاولاتهم في القضاء، وتشويه المقاومة وتمييع العداء والصراع.
وأما عن جماعات النأي بالنفس، ونزع سلاح المقاومة والوساطات السلمية تجنبا، نعلم يقينا ان باطنكم عمالة عفنة، فإن كل من هو خارج المقاومة ومحور وقوى المقاومة هو عدو، فليس حياد بالمطلق على دم شعبنا وتراب أرضنا، ونؤكد لهم أن عدائهم للمقاومة لن يكبح جماح هذا الكيان الغاشم و العيش بسلام، فالسلام الحق الذي نعرفه نحن الأحرار اللائق بنا وبشعب أمتنا كما قال سعاده: (سلمنا أن يسلم أعداء هذه الأمة بحقها ونهضتها)
كلنا معنيون اليوم بالصراع والمقاومة في كيانات امتنا وكل العالم العربي، ومن مصلحة بعض كيانات أمتنا وحتى بعض الدول العربية التي ترتبط مع العدو بمعاهدات واتفاقيات ثبات وانتصار المقاومة في لبنان وغزة لان العدو لم يخف أطماعه بالتوسع ونتنياهو اعلن صراحة وهدد بتوسع ارض «إسرائيل» وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية لذلك انتصار المقاومة حماية لتلك الكيانات ودحر لأي مخطط توسعي، ووحدة الساحات هي ضرورة وردا منطقيا انسياناً، بمقابل ارتصاف الأمريكي البريطاني والغربي وبعض الأنظمة العربية العميلة مع «إسرائيل» و دعمهم عسكريا واقتصاديا ولوجستيا وحتى إعلامياً وحقوقياً.
نحن الرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي سنبقى نجدد عهدنا في ذكرى التأسيس مع مشرعنا أنطون سعاده مخلصين ثابتين على قسمنا يعلو هتافنا مدويا لتحيا سوريا، كما تعلو بطولاتنا، لأننا حزب أحياء وليس فينا أموات فعظماؤنا خالدون بأفعالهم وبطولاتهم وأقوالهم ودمائهم التي سالت على تراب امتنا ونردد مقولة سعيد تقي الدين: ( أن سر القوة في أبناء العقيدة القومية الاجتماعية هو انهم جيش منظم آمنوا برسالة رجل برز من الشعب فما اشترط عليهم ولا اشترطوا عليه منطقة أو دينا أو طبقة.)