لبنان وغزّة متحف أثري للبربريّة الإسرائيلية

لبنان وغزّة متحف أثري للبربريّة الإسرائيلية

المنطقة ضحيّة إخطبوط أميركي/ إسرائيلي برأسين:

الأوّل: تكنولوجيا عسكريّة متقدّمة

الثاني: نصوص دينيّة متخلِّفة.

هناك قول شائع للمؤرّخ البريطاني “أرنولد توينبي” جاء فيه أنّ “وراء كل قصبة مدفع، تختبئ أهداف اقتصادية”.

لذلك نرى أنّ روائح الثروة النفطية أمام شواطئ لبنان من حقل “كارش” وأمام شواطئ غزًّة، تحجب رائحة الدماء النازفة من المحيط القومي بكامله.

لم تشهد البشريّة في تاريخها القديم أو المعاصر هذا النوع من التوحّش الذي تقوده آلة الحرب الأميركية/ الإسرائيلية في المحيط القومي للكيان الصهيوني الذي نشأ وترعرع على أيدي حفنة من المجرمين ابتداء بمنظمات ” شتيرن والهاغانا” الصهيونية بقيادة مناحيم بيغن ودافيد بن غوريون وغولدا مئير، وصولاً إلى ما أُطلق على تسميته ب ” جيش الدفاع الإسرائيلي “، الذي يمارس حرب التهجير والإبادة الجماعية منذ تأسيس الكيان المزعوم عام 1948 حتى تاريخ كتابة هذه السطور

الجميع يقرأ عن الفظائع التي عرفتها البشرية عبر تاريخها، من حملات التتر والمغول إلى عمليّات الغزو التي قادها الغرب نحو القارة الأميركية  تحت عنوان ” الاكتشافات البحرية ” ، إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية وما حملته للبشرية من مآسٍ وويلات ، غير أنّ الذي تشهده المنطقة منذ تأسيس كيان الاغتصاب في العام 1948 وما رافقها معه من عمليات اقتلاع وتهجير وتوسيع للبؤر الاستيطانية واعتداءات متواصلة للمستوطنين على الشعب الفلسطيني ، تجعل من هذه الوقائع تفوق في همجيتها وبربريتها ما عرفته البشرية في تاريخها القديم والحديث ، وذلك يعود لأمرين :

الأوّل: الإيمان بحقّ العودة إلى أرض الميعاد، وهذا الإيمان يستمدّ “مشروعيته” من تعاليم تؤمن بنصوص دينية تحرّض على عمليات القتل والإبادة الجماعية والتهجير والاقتلاع، واعتبار كل ذلك تنفيذاً للوعد الإلهي المزعوم… هذا الإله الذي يعمل موظفاً في الدوائر العقاريّة.

الثاني: أنّ مشروع الإبادة والتهجير والاقتلاع يتكئ على الدعم الغربي / الأميركي غير المحدود وعلى أحدث ما يختزنه ” المجمّع العسكري الصناعي ” في الولايات المتحدة الأميركية تحديداً والذي نرى ترجمته يوميّا أمام ناظرينا من سلاح جوً ودبابات وأساطيل وبوارج حربية مروراً بأحدث التقنيات العسكرية في مجال الإلكترونيات التي تسهـّل عمليات الملاحقة والاغتيالات والتصفيات الجسدية بشكل لم تعرفه الحروب السابقة إطلاقاً.

وهكذا تمكّن الاحتلال استناداً إلى “نصوصه الهمجية ” القاتلة في توظيف آلة الحرب الهائلة وتقنياتها الغير محدودة إلى ارتكاب أبشع المجازر الجماعية في القرى والبلدات والمدن، بالإضافة إلى استخدام أسلحة ” محرّمة دوليّاً ” لإلحاق الضرر بالبيئة والتجمعات السكنية، وذلك كلّه مرفق بحجج واهية تحت ستار تدمير مخازن الأسلحة واستهداف مقاتلي المقاومة.

وهكذا يتحوّل المحيط في بلاد الشام، لبنان وفلسطين وسوريا والعراق إلى مختبر حيّ “لأسلحة الدمار الشامل” الذي أُتَّهم العراق بامتلاكها يوماً” الأمر الذي أدّى إلى احتلاله وتدميره…… في حين أنّ الثنائي الأميركي / الإسرائيلي الذي يمتلكها فعلاً، يمارس هواياته اليوميّة تدميراً وإبادةً في لبنان وقطاع غزّة بعد تحويل المؤسسات الدولية من أمم متحدة ومجلس أمن ومحاكم دولية إلى مؤسسات تُصدر بيانات الشجب والإدانة والاستنكار.  

غير أنّ المدهش في هذا المشهد هو عمليات المقاومة والصمود في مواجهة هذا المشروع ، والتي تقوم بها أطراف المقاومة في لبنان وغزّة وجبهات الإسناد الأخرى في العراق واليمن  والتي تفاجئ الاحتلال بعملياتها ومواجهتها التي تستند بشكل أساسي على إرادة فولاذية في ردع الاحتلال عن المضي في أوهامه وأحلامه والتي استطاعت على مدى عام بكامله وبتضحيات مثالية أن تقدّم نموذجاً في الصمود والثبات ، نقف جميعاً أمامه بكلّ إجلالٍ واحترام وتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *