هل تصبح عاريا = بوسطة عين الرمانة؟

هل تصبح عاريا = بوسطة عين الرمانة؟

بات واضحاً انقسام المجتمع اللبناني إلى فريقين منذ السابع من تشرين الأول 2023

الفريق الأول يبارك ويساند ويقاتل في سبيل نصرة غزة ويؤازره عدد كبير جدا في الداخل اللبناني (ليس عسكريا فقط وإنما لوجستيا وحياتيا) ولأجل هذا اتخذ قرارا بمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية رغم الثمن الكبير الذي كان متوقعا ان يدفعه.

والفريق الثاني يضع اللوم على الفريق الأول بجلب الدمار والخراب إلى لبنان (متناسين أن الخراب والدمار هو ثمن لا بد منه في كل الحروب ويتعوّض بعد انتهائها).

تساءل الكثيرون حول المعنى من استهداف سيارتين على الطريق الدولية في منطقة عاريا من قبل العدو بمسيّراته وطيرانه الحربي.

من الطبيعي في فترات الحرب أن يستخدم المحاربون اي طريق لنقل سلاحهم إلى الجبهات القتالية وبكافة الوسائل، ومن الطبيعي أيضاً أن يقوم أعدائهم بقصف هذه الطرقات لقطع الإمدادات عن المقاتلين، ولكن أن يتم اختيار نقطة ضهر الوحش (أو ما دأب على تسميتها عاريا) فهنا يكمن الفارق.

هذه النقطة الجغرافية استخدمت لقطع الطريق الدولية بين بيروت ودمشق بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ولغاية نهاية الحرب اللبنانية.

البعض يقول إن الاستهداف في هذه النقطة تحديدا بسبب ضيق الطريق واضطرار السيارات العابرة الى التخفيف من سرعتها وهذا الكلام صحيح.

إلا أن الموقع الجغرافي لهذه النقطة في النموذج الديموغرافي اللبناني يشكل هدفا استراتيجيا للعدو بشكل أخر. فالفاصل بين منطقة عالية ومنطقة عاريا، واستهداف المقاومين او من هم من بيئة المقاومة، كأنها شرارة لإشعال حرب أهلية جديدة يريدها الإسرائيلي ويقوم بدفع من يعارض الحرب من الفريق الثاني بافتعالها (تماما كما حصل في نموذج بوسطة عين الرمانة في العام 1975) ، وما نشاهده من تهجمات يقوم بها الفريق الثاني على الفريق الأول عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصريحات التي يدليها مسؤوليهم ، تؤكد على ما ذكرناه . أما البيانات التي صدرت عن بلديات الكحالة وعاريا والتي تم فيها استنكار نقل الأسلحة على طرقات البلدة (الدولية) ولم يتم فيها استنكار قصف العدو لسيارات لبنانية في داخلها أشخاص لبنانيون ، فهذه البيانات تعيدنا بالذاكرة لسبب الحرب الأهلية اللبنانية ، واستهداف الكتائب اللبنانية آنذاك بوسطة عين الرمانة بحجة جلب حركة فتح الخراب للبنان عبر مقاومة إسرائيل من جنوب لبنان .

آن الاقتتال الداخلي أن كان عبر السلاح آو عبر التراشق بالبيانات أو عبر تبني السردية الإسرائيلية هو اكبر خطر يهدد لبنان ، وهذا ما تريده إسرائيل بالتحديد لإلهاء المقاومين في الخطوط الأمامية عبر ضرب بيئتها المساندة بحرب أهلية  مما سيسمح لها بالتوغل حدوديا بعد إضعاف المقاومة داخليا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *