الأخلاق والقيم الإنسانية الراقية واحترام حياة الإنسان لم تدخل في المنهج السياسي للأمم الكبرى المقتدرة عسكريا دون استثناء .فالقرن العشرين تجلت به الوحشية السياسية لهذه الأمم وحصدت هذه السياسة الإجرامية الملايين من الجنس البشري وغير البشري بل محت وهدمت هذه العقلية الإجرامية لهذه الدول الاستعمارية كل البنيان الثقافي الحضاري الذي ارتقى به العقل الإنساني منذ محاولته الحضارية الأولى التي تعود إلى آلاف السنين وذلك بالفعل التي قامت به الولايات المتحدة الأمريكانية ومؤيدة من حلفائها باستعمال السلاح النووي الذي لا يبقي اي نوع من الحياة وغير الحي . هذه الوحشية البربرية مازالت مستمرة في سياسات الدول الاستعمارية التي تقوم على الغزو لسرقة خيرات وموارد الأمم الأخرى، هذه الهمجية مستمدة من مثالب التوراة، فكل الفلسفات والمعتقدات البشرية الدنيوية والماورائية تقوم على احترام حق الحياة للإنسان أي إنسان والقيم تشمل أي إنسان مهما كان جنسه او لونه هكذا في الثقافة السورية والبوذية وزرادشتية والهندوسية وأبرز ما ورد في الثقافة اليونانية والصينية.
فهذا الوحش اليهودي لا يمكن ان نصنفه وحده وحشا منفردا، لأنه ليس وحده من يمارس أبشع صور التدمير والقتل للنساء والأطفال وكل شيء حي في بلادنا ، بل هذا الوحش هو مدعوم من الثقافة الأمريكانية والأوروبية وان هذا الوحش اليهودي تشاركه و تدعمه وتسانده كل دول الحلف الأطلسي والعرب المتآمرين والذين ما زالوا في طور الأخلاق البربرية المتوحشة فالراهنية السياسية لدول الحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكانية هي متوحشة قاتلة، ولا يغر احد ان هذه المجتمعات مستقرة ويحترم بها حياة الإنسان وتحترم فيها حرية الرأي، وتراعى في دولها حقوق الإنسان ، فكل هذا الاحترام هو موجود لأنه يخدم مصالح الدولة السياسية «السلطة» في الداخل وفي الخارج . والقيم في هذه المجتمعات ليست إنسانية عامة كالحرية والاستقلال وحقوق الإنسان الخ.
في هذه المجتمعات الذي ذكرناها القيم، هي قيم توراتية تلموديه تضمن الخير لجنسها وتبيح القتل والذبح والتجويع والتشريد والعبودية لغير جنسها أو قوميتها. والدليل ما يحصل من إجرام في فلسطين ولبنان وقبله في الشام والعراق وباقي دول العالم. من سحق عظام أطفال العراق؟ أليس الأمريكاني وحلفائه الأوروبيين المستعمرين من درب ومول التكفيريين لتدمير الشام ومن ساندهم؟ ا
أليس الأمريكاني والأوروبي المستعمر وأعوانه العرب المتآمرين هو من يرعى إجرام الجيش اليهودي الهمجي ويحميه من بأسنا بحرا وجوا وبرا، ومن يسلحه ويفتح له مخازنه على إطلاقها سلاحا وتموينا ودعما وغطاء سياسيا؟ أليس الأمريكاني والأوروبي. فقيم هذه المجتمعات الإجرامية لا تدل على ثقافة إنسانية أو عمومية ولا تدل على احترام حياة الإنسان ولا ابسط حقوقه. وطالما هذه المجتمعات تتغنى بحرية الرأي والمعتقد والديمقراطية، لماذا لا تقلب هذه المجتمعات أنظمة حكمها لتسود القيم الأخلاقية الإنسانية في دولهم. ان من يجروء في هذه الدول على مناصرة شعبنا، ومن يجروء على إدانة العدو اليهودي في تلك البلدان يرحل او يطرد من وظيفته ويوقع تعهدا بعدم إعادة أفعاله، وهؤلاء نسبة لتعداد الشعب قلة قليلة والسواد الأعظم منهم، مع قتل الأخر وقهره واستعباده.
لذلك نقول لكل الذين يريدون منا ان نتبع الثقافة الغربية وان نسلك مسار تلك الدول الحضارية حسب رأيهم وان نحترم الاتفاقات والقوانين الذي وضعوها او الذي صاغوا بها الأمم المتحدة أننا لن نستسلم لقوانينهم التي لا تمنع قتلنا.
نقول لهم أيضا، لن ننحاز لثقافة الدول المتوحشة ولن نتوحش ولن نصير ذئبا كالذئاب الاستعمارية. بل علينا أن نرتكز على قيمنا الأخلاقية الإنسانية الراقية المستمدة من تاريخنا الثقافي الحضاري الطويل، وسندفع مجتمعنا كي ينهض وينكب على تطوير نفسه علميا وتقنيا وفنيا ليكون قادرا على صد هجمات الأمم المتوحشة. وما معركتنا اليوم مع العدو اليهودي وحلفائه إلا أولى المعارك، لنقول له أننا لن نسمح له ولا لأسياده ان يسحق وجودنا، بل سندافع عن وجودنا ولو باللحم الحي. ان المقاومة اليوم تقاتل على ارض الكيانين اللبناني والفلسطيني دفاعا عن كل الوطن والشعب السوري ودفاعا عن شعوب المنطقة، هي تقاتل نيابة عن شعوب الأرض كلها دفاعا عن القيم والأخلاق الإنسانية ، وتصحيحا للمسار الحضاري العالمي