لا يمكن للفكر مهما كان محموله ان ينفذ إلى العقل الجائع او المتصحر، فلم تستطع المسيحية ولا الإسلام لاحقا، ان تحدثا تغييرا في تلك العقول. والدليل على ذلك هو بقاء شراذم الغجر في أوروبا واهل البداوة في العربة في حالتهم البدائية ولا ننسى اليهودية الحديثة التي اخذت كما معظم اهل السنة بأقاويل ما بعد موسى وما بعد القرآن. ما المسيحية بعد ان تلقفها قسطنطين فتحولت لأداة قمع تذكرنا بأفعال الديكتاتوريين على مر التاريخ.
الأفكار الكبيرة لم تخلق إلا لخدمة الإنسان العاقل، فالإنسان القديم في مرحلة الصيد كان شغله الشاغل توفير المآكل والمشرب إلى ان استقر مع ثورة الزراعة ولاحقًا مع قيام المدن لتبدأ عملية طرح الاسئلة الوجودية كما وتنظيم الاجتماع البشري. في هذه المنطقة بالتحديد رأينا ذلك الانكباب ان لتنظيم الاجتماع او لتنظيم الزمن لأهداف إنتاجية ولا حقا لتصريف ما أنتج براً وبحراً.
تعتبر الاديان جزءا من تلك الأفكار، وسيطرتها اللاحقة على حياة البشر لم تكن لولا تلك النظرة اليها زماناً ومكاناً ولا بد للناظر ان يجد مآثرها الإنسانية وان بمحمول مقدس.
ان المعركة التي تدور اليوم في منطقتنا يمكن ردها إلى المحمول الفكري القديم الذي طالما نشدناه عن الإنسان، حريته كرامته وعزته بعيداً عن الاستغلال والاستعباد والعجرفة. والمصارعين الذين يتصدون للهجمة الوحشية هم من تلك الأرومة الفكرية المذكرة بالرسالات الإنسانية الحقة احملوا ايماناً دينياً ام عقائد وضعية. هي معركة بين الخير كله والشر كله تخاض على ارضنا لأننا منذ غابر الأزمان ميزنا بين الخير والشر وبعثنا رسالتنا تلك ونشرناها بين العالمين.
ان خوضنا لهذه المعركة الفاصلة انما استمرار لفهمنا للحق والخير والجمال. ما المهووسين بالسلطة والمال والاستعباد والاستغلال والهيمنة على أحد ان يضع لهم حدا وهذا ما يقوم به حملة المشاعل في هذه الامة، بالنيابة عن سكان الارض قاطبة، فمن المؤكد اننا لو اسقطنا الهيمنة الصهيونية فان شعوبا كثيرة سوف تلحق بالركب كما كان حالهم مع الاديان سابقا من اليابان وكوريا الجنوبية إلى ألمانيا نفسها تلك التي يتم ابتزازها حكومة وشعبا لجرم اقترفه أحد قادتها في التاريخ. حالتهم البدائية ولا ننسى اليهودية التي اخذت كما معظم اهل السنة بأقاويل ما بعد موسى وما بعد القرآن. ما المسيحية بعد ان تلقفها قسطنطين فتحولت لأداة قمع تذكرنا بأفعال الديكتاتوريين على مر التاريخ.