تقصدت هذا العنوان الطويل الذي يحمل ثلاث محطات مفصلية معروفة ومنتشرة.
المحطة الأولى يظهر فيها وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز في سهرة “مشبعة” بالراقصات في لبنان، هو وعدد من الضباط المعروفين. انتشر خبرها في فيديو تمَّ تداوله. ويبدو واضحًا أنهم كانوا يتعاملون ويعاملون من قبل الحضور وكأنهم في بيتهم.
المحطة الثانية هي محطة الشهيد خالد علوان، الرفيق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي يخرج مسدسه من جيب سترته، بدل اخراج محفظة نقود موهمًا ضباط العدو بأنه سيدفع حسابهم في مقهى الويمبي، فقام بتسديد حساب الوطن والشعب، وأفرغ فيهم طلقات مسدسه، مطلقا مرحلة جديدة لا يأمن فيها جيش الاحتلال التجوال الآمن. لتليها سلسلة من العمليات البطولية والاستشهادية، من وجدي الصايغ وسناء محيدلي ونورما ابي حسان من الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى لولا عبود من الحزب الشيوعي وحميدة الطاهر من حزب البعث العربي الاشتراكي وأحمد قصير من حزب الله، وآخرين غيرهم، معبّدين الطريق لمرحلة جديدة، حولت لبنان من بلد يستقبل وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية كونداليزا رايس بالقبلات والأحضان أثناء عدوان إسرائيل المدعوم من حكومتها في عام 2006، إلى بلد مقاوم يحوي أكبر ترسانة عسكرية مقاومة في بقعة صغيرة من العالم. وفي المقابل، عمل العدو بدعم حلفائه من كبرى دول العالم، على تكديس أكبر الإمكانات العسكرية والتكنلوجية، فيرمي العدو بثقله في حربه على غزّة ولبنان، ليدّعي أنه حقّق نجاحًا في استهدافه قمة الهرم القيادي في المقاومة نتيجة ذلك التفوق التكنولوجي وسلاح الطائرات الأخطر والأضخم في العالم فعلا. بما يوحي للعالم ولهم هم بأن المعركة قد حسمت وقد آن الأوان لخرائط بنيامين نتنياهو، التي لا تنبثق من فكر الحركة الصهيونية وديفيد بن غوريون فحسب، بل التي تمتد إلى يوشع بن نون وأحلام التلمود، لتغدو قابلة للتنفيذ الفعلي…
المحطة الثالثة كانت في “المطعم الثالث” في قلب كيان الاحتلال، وفي قلب الألوية العسكرية الإسرائيلية، وفي قلب لواء غولاني الأقوى والأعتى، لتخرج آلة المسيرات التابعة للمقاومة، والمصنعة بأيدي المقاومين والمختزلة لحصيلة استدامة العمل الهندسي المقاوم منذ حرب تشرين الأول عام 1973، ورعاية الرئيس الراحل حافظ الأسد لهم، وتطوير الجبهة الشعبية – القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل لكل المسار التكنلوجي المقاوم، ومن كان يشاركه من القيادة السورية المقاومة مع المهندسين الأفذاذ، وابرزهم الراحل مروان لوستان، ثم ليؤول كل ذلك إلى المقاومة الاسطورية في لبنان بقيادة الشهيد الراحل حسن نصر الله، ليجترح اسطورته التي لا مثيل لها في حركات التحرر العالمية، من فيتنام إلى كوبا وغيرها، وصولا كما قلنا إلى ذلك المطعم الذي يجتمع فيه ضباط العدو وجنوده، لتكون الرسالة المدوية لجميع مراكز أبحاثه في هرتزيليا وغيرها، أن ابحثوا عن غيرها، فأنتم لستم فقط في كل شبر من لبنان غير آمنين، بل ستكونون في كل فلسطين غير آمنين.
طارق الأحمد