لن تسقط المقاومة في كمين الاقتتال الداخلي

لن تسقط المقاومة في كمين الاقتتال الداخلي

بعد مرور عام على الهجوم الوحشي الذي شنه العدو اليهودي على غزة والضفة وجنوب لبنان، بل على فلسطين ولبنان بشكل أساس، وعلى الشام بشكل جزئي، مقدمة ليكون بشكل أساس، وبعد الزهو والفرح الآني الوهمي الذي اظهره نتنياهو ورفقاؤه الوزراء والقادة العسكريون، وبعد ادعائهم ان غزة طوعت وهزمت وان المقاومة انتهت وشلت قدراتها، نجد ان المقاومة وروحها ما زالت قوية وثابتة وقادرة، وها هم المقاومون يتصدون لجيش العدو اليهودي في كل مناطق قطاع غزة والضفة، منذ فجر السابع من أكتوبر 2024 ومازالوا يكبدون العدو اليهودي الخسائر الفادحة، وها هي صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة تدك “تل أبيب”. ولقد شاهد العالم اجمع روح المقاومة كيف تخرج من بين الدمار والركام. وقد شاهد العالم كيف صارت المقاومة أعمق في نفوس ابناء الشعب، وكيف أصبح الشعب كله يمارس البطولة الأسطورية.

إن البنيان العظيم للمقاومين المرتكز على ايمان عميق بالمسألة الفلسطينية وأحقيتها، ابهر العالم أجمع لجهة شدة بأسهم وصلابة موقفهم وثباتهم في مواقعهم الأمامية. ولا غلو إن قلنا إن هؤلاء المقاومين يحاربون الحلف الأطلسي والعرب المتآمرين ومعهم جيش العدو اليهودي. ولا نبالغ إن قلنا إن المقاومة أوقفت تمدد الهيمنة الأمريكانية في المنطقة، كما ان ابطال المقاومة هم من يرسمون الخارطة السياسية الجديدة لبلادنا السورية والمحيط. وما زالت المعركة مستمرة والمقاومة ثابتة بكل فصائلها ومحاورها، وتقدم التضحيات والفداء لصيانة حرية الشعب في فلسطين ولبنان وكل الامة السورية. فالأحزاب والمنظمات الممانعة قد رسمت خطها الاستراتيجي الواضح المبني على معايير الحرية والسيادة والاستقلال ومصلحة أمتنا فوق كل مصلحة. وقد قررت مجابهة ومحاربة هذا العدو اليهودي الغاصب وحلفائه الغربيين، التزاما بالحرية والسيادة وتحرير كل الاراضي المحتلة من قبل العدو اليهودي وغيره من الاعداء.

إن هذه الأحزاب والمنظمات المقاومة همها الاول هو محاربة العدو اليهودي والأطماع الاجنبية، وما كان همها مكاسب سياسية ضيقة ولا حصص في سلطة من هنا وهناك. فمثلا، عندما قاتل  الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله على كل محاور الشام الى جانب الجيش الشامي وكل الشرفاء لدحر داعش والخط التكفيري المدعوم من المستعمر الكبير الأمريكاني، هل كان هدف هذين الحزبين المحافظة على امتيازات لهم في السلطة؟ وهل كان هدفهم تحصيل مكاسب سياسية او اقتسام حصص السلطة بالشام. وعندما فتحوا المعركة في جنوب لبنان اسنادا وربطا بساحة غزة والضفة، هل كان الهدف مكاسب سياسية او مصلحية او غنيمة سلطوية ينتظرونها في غزة او الضفة. بل كان الدافع للمشاركة في حروب الشام والعراق وفلسطين ولبنان نيل الحرية والسيادة والاستقلال. ومهما حاولت وسائل الإعلام الأميركانية والأطلسية والعربية واليهودية تشويه صورة المقاومة واعتبارها أذرعًا لإرادات أجنبية، لا تلغي الحقيقة الساطعة لهذه الاحزاب والمنظمات المقاومة، ولا يمكن ان تؤثر هذه الوسائل العدوانية على وجدان الشعب السوري، بل سيبقى الشعب، كل الشعب، يرى المقاومة انها حاملة القضية بنبل الرجال. ومهما عملت الأحزاب الطائفية المرتهنة للأجنبي والعربي المتآمر لن تهز الثقة بالمقاومة ولن تهمش القضية الفلسطينية، بل ستقوى في وجدان شعبنا ولن تسقط مسألة سيادة لبنان واستقلاله والدفاع عنه بفعل سياسات الاحزاب الطائفية التضليلية.

لقد حسمت احزاب ومنظمات المقاومة خيارها وهو الدفاع عن فلسطين ولبنان والشام والعراق وكل شبر من سورية الطبيعية. وستبقى، وسيستمر قتالها ونضالها ضد العدو اليهودي وحلفائه حتى ازالة هذا الكيان اليهودي من الوجود. وقد برهن الميدان صدق هذه المقاومة. ومهما فعل الانعزال الطائفي في لبنان وغيره لن تلتفت المقاومة الى هذه البهلوانيات السياسية المرتزقة، ولن تنجر احزاب المقاومة الى حركاتهم السياسية الخبيثة، ولن تضل المقاومة الطريق. فوجهة نظر المقاومة وأهدافها تحرير فلسطين والحرب معقودة رايتها لقتال اليهود المغتصبين، لا معقودة رايتها لاقتتال داخلي بين أبناء الشعب الواحد. فكل هؤلاء الشهداء وكل التضحيات في سبيل سعادة الشعب، كل الشعب في سورية الطبيعية. ومن المؤكد أن أحزاب ومنظمات المقاومة لن تقع بكمين نصبه لها العدو اليهودي وبعض أغبياء الانعزال الطائفي. ولن يكون اقتتال داخلي في لبنان ولا في فلسطين. وإضافة على ما تقدم لا تفكر أحزاب ومنظمات المقاومة ولا همها مقعد رئاسي ولا وزاري ولا نيابي ولا اداري رفيع. هم المقاومة ونضالها هو في سبيل إزالة العدو اليهودي من فلسطين حتى تستقر الامة السورية وتنهض وتحيا في عز امان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *