سياديون … وفق مصالح العدو

اغلب شعوب العالم رأت وشاهدت بأم العين ما تمارسه اسرائيل من مجازر وإبادة جماعية بحق شعبنا في فلسطين وبحق من يساند هذا الشعب في لبنان ايضا. ونتيجة لهذه المجازر انطلقت التظاهرات في الكثير الكثير من دول العالم تطالب بوقف هذه المجازر، رافعين العلم الفلسطيني ومنددين بالهمجية “الإسرائيلية” بما في ذلك تظاهرات في دولة الاحتلال بمئات الالاف من المستوطنين للضغط على حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي لوقف الحرب في غزة واعتماد التفاوض السياسي لاسترجاع الأسرى.

ونتيجة للعدوان على غزة سارع حزب الله في لبنان الى اعلان حرب الاسناد في محاولة منه للضغط على الكيان الاسرائيلي لقبول التفاوض السياسي للإفراج عن الرهائن، فسارع جميع من يدور بالفلك الاسرائيلي في لبنان الى اكمال عملية شيطنة ايران وحزب الله (والتي كانت قد ابتدأت منذ العام 2003 بعد الغزو الاميركي للعراق)، عبر البروباغاندا الإعلامية لمناصري ومنتسبي القوات اللبنانية والكتائب وما يسمى بالتغييريين، الذين ما انفكوا يروجون للدعاية الاميركية في دول الخليج عن شيطنة ايران، وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، محاولين فرض حالة من التيئيس في الداخل اللبناني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلهم كمثل المغردين في دول الخليج المطبعة للعلاقات مع اسرائيل والدول التي في طريقها للتطبيع.

سردية هؤلاء تقوم على التلاقي مع الخطاب الذي وجهه رئيس وزراء العدو نتنياهو للبنان الاسبوع المنصرم، محملا حزب الله وإيران اسباب الحرب على لبنان، وداعيا الى الإجهاز على حزب الله بقوله للبنانيين (هذه فرصتكم)، حيث لاقى خطاب نتنياهو خطاب سمير جعجع في دعوته في معراب وخطاب نديم الجميل وسامي الجميل على القنوات التلفزيونية، وفارس سعيد وأشرف ريفي وشراذم من داعمي ما سمي لفترة من الزمن (الثورة السورية) كالعميلة كندا الخطيب (التي اوقفت في لبنان بتهمة العمالة).

انبرى من سنسميهم (بالذباب الالكتروني) لمهاجمة بعض الاعلاميين الذين كانوا ينقلون الاحداث خلال الحرب في سوريا كالإعلامية غدي فرنسيس والإعلامي حسين مرتضى كمثل، نظرا لتأثير هؤلاء الاعلاميين على مزاج الرأي اللبناني المسيحي، خاصة نقل مواجهة حزب الله لمحطمي الرموز الدينية عند الطوائف المسيحية، من قبل ارهابيي الثورة السورية ومهاجمة الأديرة وخطف رهبان وراهبات وبعد ذلك تأدية التحية العسكرية لتمثال السيدة العذراء، الأمر الذي اضاء عليه الاعلاميان المذكوران أعلاه، والامر الذي جعل قسمًا كبيرًا من مسيحيي لبنان يتعاطفون مع حزب الله واحزاب شاركت جنبا الى جنب في الدفاع عن المقدسات المسيحية في سوريا وعن وحدة جميع الأراضي السورية، ترجم في ما بعد بنجاح نواب من الطائفة المسيحية في الانتخابات اللبنانية فاق عددهم عدد نواب حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية.

ما يفعله سمير جعجع ونديم الجميل وسامي الجميل ومن لف لفيفهم بالتحريض على حزب الله (أحد مكونات المجتمع اللبناني) اثناء الحرب بدل ان يقف متضامنا ومتكافلا مع ابناء وطنه على الاقل ضد الة القتل الاسرائيلية هو بحد ذاته مشروع سياسي يغلب عليه طموح رئاسي مبني على اوهام بأن الحل لهذه المشكلة هو بنزع سلاح حزب الله بتطبيق القرارات الدولية والتلاقي مع حلف الناتو واسرائيل على تقويض النفوذ الايراني في لبنان وانهاء حزب الله لتصبح الساحة مرتعا لمشروعه السياسي.