بيليه ونادي “النجمة”.. ماذا تعرفون عن زيارته الى لبنان؟

في السادس من نيسان عام 1975, أصبح الحلم حقيقة و جاء الى لبنان نجم الكرة البرازيلية “ادسون أرنيتيس دو تاسيمنتو” الملقب ب”بيله”، بطل العالم سنة 1958- 1962-1970. بهدف خوض مباراة ودّية مع نادي النّجمة اللبناني في مواجهة فريق جامعات فرنسا على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية.

انتهت لصالح نادي النجمة 2-0، ولكن للأسف لم تكتمل الفرحة بهذا الانتصار و مشاركة بيليه النادي النبيذي، فبعد أسبوع من هذه المباراة كان يوم الشؤم و الحزن ليس فقط للكرة اللبنانية بل لكل الشعب اللبناني، حيث اندلعت الحرب الأهلية في لبنان في الثالث عشر من نيسان سنة 1975.

وبعد سبع سنوات أي سنة 1982 احتلّ الاحتلال “الاسرائيلي ” بيروت، ثاني عاصمة عربية بعد القدس ودمرها، بما فيها مدينة كميل شمعون الرياضيّة و ملعب كرة القدم فيها.

عوداً الى حدث السادس من نيسان من 1975, خرج بيليه من الطّائرة التي حطت في مطار بيروت الدولي، مرتدياً بزّةً حمراء، رافعاً شارة السلام، كما والتقط صوراً مع الذين رافقوه .الرحلة كانت قصيرة , والحراسة الأمنية كانت مشدّدة لبيليه.

لم تقتصر الجماهير على اللّبنانيين بل اتى المئات من الشاميين ايضاً, لمشاهدة النجم البرازيلي مع نادي النّجمة الذي استطاع الفوز على فريق جامعات فرنسا كما أسلفت 2-0 .

أبرز الحاضرين في هذه المباراة التاريخية كان رئيس الحكومة أنذاك رشيد الصلح، ورئيس مجلس النواب أيضاً أنذاك كامل الأسعد.

بيليه المهاجم الصريح جداً و الذي ذاع صيته مع المنتخب البرازيلي و مع نادي سانتوس البرازيلي, انتقل سنة 1975 الى نادي نيويورك كوسموس, لعب في هذه المباراة مع نجوم اللبنانيين الذين يدافعون عن نادي النجمة، فكانت هذه التشكيلة النجماوية في مواجهة الفريق الفرنسي على النحو التالي: حراسة المرمى بيليه و اللاعبون هم : مروان النيغرو، حبيب كمونة، نهاد كندا، كاظم عليق، محمد حاطوم، محمود شالتيلا، حسن شاتيلا، يوسف الغول و جمال الخطيب .

أما البدلاء الذين شاركوا في المباراة فهم :
زين الهاشم، مصباح الريماتي، ابراهيم الفقيه، حافظ جلول ومحمد على ياسين .

دخل بيليه الى الملعب معانقاً رئيس النجمة التاريخي عمر الغندور الذي قدّمه في المؤتمر الصحفي قبل انطلاقة المباراة وسط تصفيق جماهيري حار.

أطلق الحكم سبع فلاح المباراة التاريخية, و بعد عدّة دقائق ترك بيليه حراسة المرمى و انتقل الى خط الهجوم ليحلّ محله في حراسة المرمى الحارس زين هاشم و هذا ما كان يريده الجمهور ان يرى بيليه في خط الهجوم ويرى ابداعاته الكروية الرائعة.

قبل بداية الشوط الثاني خرج بيليه من الملعب و جلس في منصة الشرف حيث يوجد رئيس مجلس النواب كامل الأسعد ورئيس الحكومة رشيد الصلح . وبعد 18 دقيقة من خروج اللاعب البرازيلي سجّل الهدف الأول للنجمة و في المباراة يوسف الغول و في الدقيقة 81 سجّل الهدف الثاني أحمد شاتيلا.

غادر بعدها الجوهرة السوداء بيليه الملعب, خوفا من ألاّ يتمكن من مغادرة الملعب بسبب الحضور الجماهيري الكبير في محيط مدينة كميل شمعون الرياضية.

فعلاً هذه المباراة تاريخية بالنسبة لنادي النجمة خصوصاً ولكرة القدم اللبنانية عموماً، ويستطيع القيمون على كرة قدم اللبنانية تطوير لعبة القدم في العصر الحديث أن يستقدموا أندية أو منتخبات ولاعبين دوليين حاليين أو معتزلين أن يأتوا الى لبنان، وإقامة مباريات بمواجهة الأندية اللبنانية المنتخب الوطني اللبناني بكافة فئاته العمرية.

أما بالنسبة لصورة بيليه المعلّقة في ملعب نادي النّجمة الواقع في المنارة في بيروت، فبقيت صامدة رغم مآسي الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، وحتى في ظلّ الحروب “الإسرائيليّة ” على لبنان، وحتى بعد الإنفجار الذي اودى بحياة النائب وليد عيدو سنة 2007، والّذي راح ضحيته لاعبيين من نادي النجمة “حسين نعيم” و “حسين دقماق” بقيت صامدة في وجه الرياح القاسية .

فراس مهنا.