سماحة الأمين العام الرمز

لن نسمح لأنفسِنا بارتكاب إثمِ الوداع لقائد لا ينتهي بمأتم، ولن نذرف الدموع، حتى لوِ انْثَلَمتْ في أعماقِنا كلُّ الجوارح.  فأنت الحاضرُ في وجداننا أبدا، الساكنُ في القلوب قبل الحَدَقات. لن نرثيك ولن نبكيك وأنت المتربع على عرش الشهادةِ، شهادةِ الدم التي هي أَضْوَعُ الشهادات. هنيئاً لك ارتقاؤك فوق أديم الأرض لأنك الزارع في الأرض بذوراً خصبةً برعَمَتْ أزهاراً وأيْنَعَت ثماراً حُبلى بالكرامة والانتصارات.

 أيها السيدُ المنذورُ للعطاء، المنكَّه بطعم الوعود الصادقة، يفتقدك اليوم شعبُك الوفيّ لأنه يُبصر قافلة من العبيد القاصرين الذين باعوا أوطانَهم وشرفَهم للصهاينة بثلاثين من الفضة هُمْ دونَها ثمناً …أنت الرايةُ المرفوعة أبداً، وانت النبراس المضيءُ بإرث المقاومة الهدّار: دماً ونُبلاً، وفِعلاً يسمو على الشعارات ويُقَزّم المزايدات.

بالصدق جَبَلتَ الملحمة المُظَفّرة، فكنتَ أميناً على الدماء حين عزّتِ الوقفاتْ، وكم تقاطَعَتْ في ضمائرِنا خصالُك القدوة بخصال زعيمِنا الفادي وفكرِه الهادي، فأيقنّا بأنك تجسد بالفكر المقاوِم والساعد المقاوِم منظومة القيم الطافحة بالحق والخير والجمال.

نعم نكظم غيظَنا، ونفعّل قوتَنا إذْ بهما وبالتقدم المادي والروحي سيغير شعبُنا الحي وجهَ التاريخ إلى جانب كل المقاومين الشرفاء مع كثير من العناء الذي ينتظرُنا، ولكنْ دونما مَللٍ ولا كلل. قال الشاعر الشهيد كمال خير بك: “إنْ قَطَّعوا مني يميني أسرَعَتْ لِتُعيْدَ ملحمةَ النضالِ يساري”.

قبضاتُنا ستبقى مرفوعةً حتى التحرير الكامل، لأنّ بوصَلتَنا دماءُ الشهداء وأعراسُ الفداء.

‐————————

          ◦