وصفة السم بالدسم في الاعلام المأجور.. لا تأكلوها

يمثل السلاح المتقدم الذي يزود به العالم الغربي دولة الاحتلال اضافة كبيرة الى سلاحها في القتل و الهدم واشعال الحرائق، وهو اداة الحرب الاكثر قعقعة وضجيجا، في حين تشارك الادوات و الاطراف الإقليمية في الحرب لصالح دولة الاحتلال باعتبارها عنصرا اضافيا فاعلا في التصدي لصواريخ ومسيرات اطراف المحور المقاوم البعيدة، وفي تقديم المعلومات الاستخبارية وفي فتح جسور النقل التجاري التي عطلتها المقاومة اليمنية في البحر الاحمر، الا ان سلاحا اخر قد دخل المعركة منذ بداياتها و قاتل بضراوة خبيثة قذرة ،تمثل في وسائل اعلام وصحف وفضائيات ناطقة بالعربية لفظا و بالعبرية ضمنا.

وقد لا تكون هذه الوسائل الإعلامية قد دخلت المعركة منذ السابع من تشرين اول الماضي وانما تم تجهيزها منذ زمن طويل لإفساد الذوق العام والاخلاق ونشر قلة الحياء ولإعادة تشكيل راي عام يتوافق مع الرؤى الغربية (الإسرائيلية)- الرجعية في العالم العربي، فاعتبرت المقاومة خسارة وقراراتها مغامرة غير محسوبة، وهي تبرئ (الاسرائيلي) من جرائمه حيث ترى انه يدافع عن نفسه امام ارهاب المقاومة المشروعة، فيما تحمل المقاومة مسؤوليات الدم المسفوك والوطن المحطم. هذا بالطبع يسير بشكل متوازن مع نشر ثقافة الانهزام والفردية والانانية والشذوذ بأنواعه، والخلاص الشخصي والاهتمام بالموسيقى الهابطة والاغاني التافهة وما الى ذلك.

لا تطلعنا تلك الفضائيات عما يحدث في العالم من مظاهرات و احتجاجات تطالب بوقف هذه الابادة وتدعو الى محاكمة دولة الاحتلال و قادتها و وصل الامر ببعض الاحتجاجات الاكاديمية لإعادة البحث في المشروع الصهيوني من اساسة، كما لا تنشر ما يحدث في دولة الاحتلال وما اوقعت هذه الحرب من خسائر وانما فقط يقتصر دورها في الحديث عن خسائرنا بشكل مبالغ فيه وعن ما تسببه لنا هذه الحرب من ماسي وقتل وترميل وتيتيم، وهذا ما يأتي على السنه المذيعين وطوابير المحللين واصحاب التنبؤات التي تأتي بجزئية هامشية صغيرة صادقة لتدس معها قناطر السموم والاباطيل، وفي حين تذكر وسائل الاعلام (الإسرائيلية) العبرية المباشرة ان مليون ونصف الى مليونين (اسرائيلي) قد هرعوا الى الملاجئ ليلة الخميس- الجمعة التي مضت، وان اعداد منهم قد اصيبوا بجروح نتيجة الارتباك و الرعب الذي اصابهم و اثناء تدافعهم الى الملاجئ، لا ترى فضائيات عربية- عبرية الا ان المقاومة مخترقة وانها تعزل جنرالاتها المتخاذلين او الخائنين حسب زعمهم. وعن عذابات الهاربين من الجنوب، متناسية الوقوف الجمعي الى جانب الاهل وفتح البيوت ونشر الاعلانات عمن يحتاج الى بيت.

هذه الفضائيات هي جزء من دوائر الاعلام والحرب النفسية في وزارة الدفاع (الإسرائيلية) في تل ابيب وفي اجهزة الامن المعادية وتتبدى مخازي هذه الفضائيات عند مقارناتها بأجهزة الاعلام والفضائيات (الإسرائيلية)- العبرية مثل صحيفه هآرتس او فضائية (اسرائيل هيوم) اليمينية المتطرفة، فهم من الرصانة والمهنية والتوازن عند حديثهم لشعبهم بمكان، يدركون ان مصداقيتهم امام قرائهم ومشاهديهم في الميزان وانهم لا يجرؤون على خداعهم لذلك يعطونه الحقيقة حول الموقف العسكري وخسائر الجيش والاقتصاد واحصائيات الهروب من فلسطين المحتلة وعن ملايين الهاربين المذعورين الى الملاجئ، كما عن قدرات المقاومة و اسلحتها و قدرتها على الصمود.

هذه الوسائل الإعلامية التي تفوح منها روائح الكاز والمازوت، من صحف ومواقع و فضائيات علينا أن نتعامل معها باعتبارها من فرق الطليعة للعدو و عساكره و هي ضرب الأمة من الداخل…. فقاطعوها.

جنين- فلسطين المحتلة