سماحة الشهيد

الوداعُ دَمُك

وَحْدَهُ يَليقُ بِكُم…

أُرَوِّضُ الكلامَ ليستَحيلَ مَداهُ مَجالًا

للدُّخولِ إليك

أُرَتِّبُ الإصْغاءَ لإيقاعاتِ رَحيلِك..

الحُزنُ كبيرٌ

لا يُواسيني بِهِ غيرُه

كأنَّ الأيَّامَ اتَّكأتْ عَلى ظِلِّك

ثُمَّ انكَسَرَتْ

على مَرايا الغِياب

غِيابٌ تَغتَسِلُ مراراتُهُ بدُموعِ مُحِبّيك

واحتشادِ قَبَضاتِهِم بالصَّوْتِ

 (… لَبَّيكَ نَصْرُالله )

رَسَموكَ حُلمًا عاريًا كَضَوءِ المَسافات، يَسْتَظِلّونَكَ حارِسًا لنهاراتِهِم

( احترازا) من لَيْلٍ مُداهِم

غِيابٌ غَيْرُ مُفاجِئ

مَوْقِعُكُمْ مَنْذورٌ للشَّهادَة

خَطُّكُمْ مَنْذورٌ لِلشَّهادَة

طَلَبتُموها وَنِلْتُمْ شَرَفَها

فَأَمْثالُكُمْ لا يَتَسَكَّعونَ عَلى فِراشِ المَرَضِ طَلَبًا لِلمَوت.

بَلْ يَقْضُونَ في مَيادِينِ الجِهاد، مُؤمِنينَ بِصِحَّةِ العَقيدة.. مُخَلَّدينَ في مَراتِبِ الشَّرَفِ والعِزَّةِ والكَرامَة.

ما أبْلَغَها مِنْ شَهادَةٍ تَكْتَمِلُ في دَوْرَةِ الجُرْحِ مُسْتَمِرَّةً في حُضُورِها الدَّائِمِ

لِحَيَاةٍ تَتَأَلَّقُ في هَذا الوُجُود.

عادِةً…

وعلى طَرِيقِ القُدْسِ

تِسيرُ أرْواحُ الشُّهَداءِ لا نَسْمَعُ خُطاها

كَنُورٍ يَتَهادى في مَساءٍ مُقْمِرٍ

تَسْطَعُ في سَماءِ فِلَسْطينَ

أرْواحٌ عَلَتْ

وَسَمَتْ في عِناقِ عُلُوِّها.

سيدي سَماحةَ الشَّهِيد

عِنْدَ الإقامَةِ في الوَجَع

يُصْبِحُ تَارِيخُ الشَّهادَةِ

مَدْخَلًا لِلتَّواصُل …  

 يا قُدْسُ تَبْقَيْنَ عَهْدًا في بَنَادِقِنا

وفي العُرُوقِ فِداءً وَعْدُهُ حانا

رَأيْتُ وَجْهَكِ ثُوّارًا وَعاشِقَةً

وبِالمَواعِيدِ كَانَ الشَّوْقُ لُقْيانَا

بَيْنِي وَبَيْنَكِ صَارَ الوَصْلُ مِنْ دَمِنَا

هَلْ يَسْتَطِيعُ دَمٌ بِالحُبِّ كِتْمَانا؟!

يا قُدْسُ تَبْقَيْنَ لِلنِّيَّاتِ مُخْتَبَرًا

وَلِلمَبَادِئِ والثُّوارِ مِيزانا

                 ***

المَسِيرَةُ مُسْتَمِرَّةٌ… وصوتك

شريف ابراهيم