على مدى أكثر من ثلاثين عاما، قاد الشهيد العظيم مسيرة المقاومة، فأسس ونظم ودرب وسلح ووحد القدرات وأشاد مدرسة للجهاد والثورة. هوابن جبل عامل الطاهر المجبول بدماء الشهداء. هو المولود في الكيان اللبناني ولكن ما كان همه فقط لبنان بل كان همه نضال كل الأمة قولا وممارسة. فهو المحارب في العراق مع شرفاء العراق ومحرره من الدواعش والاحتلال الأمريكاني والأطلسي. وهو البطل الشجاع الجريء المحارب في الشام مع شرفاء الشام ومحررها من التكفيرين. وهو محرر جنوب لبنان من الاحتلال اليهودي جنبا الى جنب مع الشرفاء في كل لبنان. وهو الذي أسقط مشروع الشرق الاوسط الجديد في حرب تموز 2006، وهو الذي دعم ودرب وأرسل السلاح الى المقاومة في غزة وفلسطين، وهو الذي ساند وقاتل الى جانب فلسطين، كل فلسطين عام 2023.
سماحته هو الذي وحد ساحات المقاومة بساحة واحدة. وشهيدنا القائد الاستثنائي هو الذي ربط وقف النار في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في غزة. وسماحته هو القائد الوحيد في هذا العصر الذي تنازل عن اوهام الكيانية الخبيثة وفوَّض “حماس” بالتفاوض عن محور المقاومة، وابلغ كل الكون ان محور المقاومة يرضى بما تقبله حماس. فبهذا الموقف القومي العظيم قد فكك العقدة الكيانية والعقدة المذهبية، ووحد رأي الأمة على رأي واحد. وهو القائد الفذ الذي رمى كل تهديدات الولايات المتحدة الأميركانية وكل الحلف الأطلسي وكل العرب المتآمرين، ورمى كل تهويلهم في مزبلة التاريخ.
هو القائد العظيم الذي وقف في وجه اندفاعات الاستعمار الغربي بالمنطقة، ودعم كل حركة تحرر في العالم العربي. وها هو اليمن الشريف وغيره شاهد على ذلك.
يعجز اللسان على وصف هذا القائد العظيم. وما عسانا ان نقول في حضرة استشهاده؟ صادق بما آمن به. ومارس معتقداته الدينية والقومية والسياسية بكل دقة وإخلاص الى أن ختم بدمه رسالة المقاومة الشريفة، وصار الشهيد العظيم رمزا لكل مقاومة ولكل ثورة منتصرة.
إن هذه المقاومة الذي اشادها وثبت بنيانها صارت مثله عصية على الانكسار. والعدو اليهودي المراهن على ضعف المقاومة وتضعضعها باستشهاد قائدها، سيعلم قريبا انه عجل على زواله من فلسطين. وسيعلم أن دم الشهيد العظيم السيد حسن نصرالله جرف هادر سيجرف الوجود اليهودي من فلسطين، وسوف يكبح الهيمنة الأميركانية والأطلسية بالمنطقة، فالبنيان المتين والمكين لمحور المقاومة الذي أرسى قواعده الشهيد العظيم الخالد حسن نصرالله هو الذي سيقرر خريطة المنطقة، وهو الذي سيطرد الهيمنة الأميركانية والأطلسية من بلادنا وجوارها. لا بل إن دماءه الطاهرة ستشارك برسم خارطة العالم الجديد البعيدة عن الهيمنة والظلم.