أدركت اليوم أن للأمة قلباً يضخُّ دماً وحياةً للمقاومين، وينبضُ حبّاً وعشقاً للأرض…
للوهلة الأولى شعرت وكأن سماحة القلب قد رحل، وإلى الأبد، تاركاً خلفه ملايين الأيتام والثكالى!!!
كيف لنا جميعاً، أخوته القادة، محازبيه، حلفاءه، مؤيديه، محبيه، جمهوره، بيئته الحاضنة للمقاومة… كيف لنا أن نملأ الفراغ القاتل؟ مَن يملك مكانته، قوته، رؤيته، حكمته، جرأته، أخلاقه، زهده، ذكاءه، تأثيره، ثقته بنفسه وبشعبه ومقاومته التي أعدّ لها كل شيء على طريق النصر والتحرير؟
فجأة وَمَضَتْ في مخيِّلتي روحه المقدسة، ضخّت في وجداني طاقة إيجابية واستثنائية، تماماً كما حصل معي ليلة تبلغي خبر اغتيال شقيقي الشهيد محمد سليم، فحوّلت مجدداً كلّ أحزاني إلى غضب وثورة وعزيمة وقوة وإرادة… وهذا ما أعتقد أنه حصل مع غالبية أخوته القادة المناضلين وتلامذته من المقاومين الأبطال. اليوم أيضا أدركت، بعد استشهاد السيد حسن، أنه ليس مجرد قلب الأمة النابض، بل أراه قد تحول إلى مُفاعِل ثوري سيكون تأثيره في الحاضر والمستقبل أقوى كثيراً من المُفاعِل النووي الذي يتباهى العدو بامتلاكه كرصيد عسكري استراتيجي في الصراع على الوجود والمصير…
يتباهى العدو هذه الأيام بتفوّقه التقني والتسليحي والمعلوماتي، متقمصاً كل دول الغرب مجتمعين، ناهلاً من قوتهم وقدراتهم وترسانتهم وجبروتهم وتجاربهم وعلومهم وأموالهم… وهذا صحيح وليس وليد اللحظة، بل يعود إلى زمن زرع كيانه الغاصب عنوة برعايتهم الكاملة المصحوبة بتواطؤ أنظمة وإقطاعيات الذل في وطننا وعالمنا العربي…
وها هو العدو اليوم يستشرس ويتمادى بجرائمه ومجازره وحقده مستفيداً من ذلك الدعم المطلق الذي وفره له العدو الأكبر والأقبح، الأميركي المحاط بإجماع محور الشر الغربي وعملائه الإقليميين، معتبرين أنه يمكن لهم النيل من قادتنا وشركائنا، وبعض مقاتلينا الأبطال، أو يمكن أن يكسروا عزيمتنا وإصرارنا على المقاومة، متناسين أن كل هؤلاء المستهدَفين بغدرهم هم عشاق الحياة الحرة الكريمة، تماما كما هم عشاق الموت متى كان الموت طريقا للحياة.
خسئ العدو إذا ظنّ أن قلب الأمة قد مات. إنه حي فينا، في قلوبنا، في عقولنا، في وجداننا، مصدر إلهامنا، منارة لأجيالنا، مرشد لأبطالنا، قدوة لمقاومينا، مثال أعلى لكل منا، إنه المفاعل الثوري في أمتنا.
عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي