صوت سعاده

صوت سعاده

نحن لن نناقش “وعد بلفور” أو “وعد مكماهون” أو “صك الانتداب”، ولن نبني دفاعنا عن حقوقنا في فلسطين على تفسير هذه الوعود، والتأمل في مدى دلالتها. وإنما علينا أن نناقش تلك “السياسة” التي تخوّل نفسها حق إعطاء هذه الوعود، والتصرف ببلادنا كما تشاء. وأن نناقش تلك “الذهنية” التي ترضى بأن تبدأ بحثها بهذه الوعود كوعود “شرعية”! نحن ننكر “شرعية” هذه الوعود من أساسها. وإن “نقطة الابتداء” الحقيقية في بحثنا يجب ألا تكون سوى “حقنا الطبيعي القومي” المكتسب من واقع حياتنا الاجتماعية في وطننا!

إننا نعلن أن حقنا في فلسطين “حق طبيعي قومي” مكتسب من تفاعل شعبنا مدى التاريخ مع هذه البقعة من الأرض، لا “حق سياسي” يكتسب بالاعترافات والعهود الدولية وينتزع بها!

يجب أن نقلع عن الابتداء في دفاعنا عن مشروعية حقوقنا في فلسطين بالإشارة إلى “وعد مكماهون” أو بالاجتهاد في تفسير “وعد بلفور” ويجب أن تغدو “نقطة الابتداء” في هذا الدفاع إنكارنا لحقوقية كلا الوعدين، وأي وعود أو اتفاقات أخرى يعقدها الغير أيّاً كانوا على حسابنا!

ان قضية مصيرنا ليست “قضية بريطانية “داخلية حتى تتصرف بها بريطانيا كما تشاء وتعد بها من تشاء

                                                                                                21 سبتمبر1945

                                                                                                الأعمال الكاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *