استشهاد السيد منعطف تاريخي للمنطقة ولمحور المقاومة

استشهاد السيد منعطف تاريخي للمنطقة ولمحور المقاومة

هل كنا ننتظر أن يشيخ ويشيب أبطالنا وجبابرة عصرنا، وعلى فراشهم يترقبون لحظة المنية؟

إن لم يكن يا سيد لأمثالك طريق القداسة وعظمة الشهادة فلمن تكون؟

كل النفوس والارواح المقاومة مشروع شهادة لحياة العز والكرامة… ولكن كنا بحاجة لوجودك معنا، نحن انصارك، اخوانك في محور المقاومة، فلسطين، اليمن، العراق، لبنان، الشام كلنا بحاجة لكلماتك وافعالك وهدوئك، لحكمتك، في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الامة لنشهد معا الانتصار.

لقد كان السيد حسن نصر الله الرجل الذي غير لعقود المشهد السياسي والمعادلة الدولية وجعل اسرائيل تحبس انفاسها، فلطالما أرعَبَتهم خطاباته وجعلتهم مستكينين بالأقبية والملاجئ، ناهيك عن هزيمتهم في حرب تموز. حكمًا سيترك استشهاده فراغا في لبنان والمنطقة وعلى صعيد محور المقاومة. ومثلما شكلت انطلاقته تحولا تاريخيا جذريا، كذلك غيابه سيشهد منعطفا تاريخيا، ومصيريا، ولكن كل الثقة بمن تركت من بعدك وبما أسّسْت، للرجولة من معاقل في اخر الزمن قبل ان يكمل التهامه الانحطاط والاندحار.

وسيظل بنيانك ينتج اجيالا تحمل راية الصراع والقضية، ويظل النهج والروح الصامدة مجدولين رغم الخسارة التي لن تعوض.

ايها السيد ارادوك قتيلا تحت الركام فكنت شهيدا برتبة قديس.

أرادوك ذكرى بائدة يطويها الزمان، وما دروا انك أسطورة هذا الزمان. وهل يستطيع تراب الكون كله طمس روحك وفكرك واعمالك في حفرة؟ ان لكل زمان رجالاته وقد كنت حقا رجل هذا العصر. قد سرت على درب العز والشرف والكرامة وقاومت التنين الذي قاومه السيد المسيح والحسين والزعيم انطون سعاده وختمت رسالتك كرسالتهم بالدماء الذكية. ونعلم يقينا انك لن تكون آخرهم، فامتنا خصبة وولادة بالرجال الناهضين، وتعلم يقينا أن القربان لا بد أن يُقَدَّم.

 حزب الله لم ولن ينته باستشهاد السيد حسن نصر الله، وستكون دماؤه ووجع وحزن المقاومين ذراعًا سمراء حديدية تحكم قبضتها على عنق اسرائيل وتجعل من نهارها ليلا ومن ليلها كابوسا.

وما ظن العدو باغتيال قيادات المقاومة إنهاءها إلا حلمًا وضرب هذيان.

وسنظل على العهد باقين، وكما عاهدنا الزعيم سعاده وحملنا فكره واعتنقنا عقيدته المعمدة بالدم، كذلك نعاهدك اننا سنبقى مع ابناء امتنا المقاومين روحا واحدة ودمًا واحدًا، رفاق سلاح وقضية تساوي وجودنا. لن نفقد الامل فالمقاومة مستمرة رغم الضربات القوية والخسارة الكبرى التي مُنينا بها من الزعيم انطون سعادة مرورا بكوكبة من الشهداء القادة، لغيابك واستشهادك. قدرنا ان نفقد قادتنا، ويتحول اغتيالهم لنار مستعرة.

سنتصدى للمشروع الصهيوني الذي يقوم على إعادة رسم المنطقة. وما ادعاءات العدو عن إعادة المستوطنين لشمال فلسطين المحتلة وإعادة الأسرى في غزة، كعادته، الا كذبة مدعومة من الولايات المتحدة والغرب وبعض الانظمة العربية التي ستكون أول الخاسرين، لان العدو لا يلتزم بأي اتفاق، ولأن ثقافته التوراتية تقوم على ضرورة قيام اسرائيل الكبرى، ولكن هذا المشروع الذي يقوم على ضرورة انشاء شرق أوسط جديد نعم سيكون شرق جديد، ولكنه شرق مقاوم لا شرق يخضع للهيمنة الامريكية والصهيونية.

العدو بجنونه يسير نحو الانتحار، ويتوهم بأنه حقق إنجازات. نعم، حقق انجازات مؤقتة، وباعتقاده انه سيقضي على قوى المقاومة، وبالتالي سيكون بناء شرق اوسط جديد سهلا، ولكن محور المقاومة لم يدخل الحرب بقدراته المعروفة وغير المعروفة.

مصابنا جلل وخسارتنا عظيمة، عظيمة جدا بحجم رجل صنع العز والتزم الحق..

سماحة السيد حسن نصر الله لروحك السلام والخلود في كل نفس آمنت ان الحق لا يطلب وان الصراع هو الوجود.

رئيس المجلس الاعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *