صار معروفاً للقريب والبعيد ما كانت اهداف المقاومة في غزة من عملية 7 تشرين الاول 2023 وهي فك الحصار عن الضفة وغزة وحماية المسجد الاقصى وتبييض سجون العدو من المقاومين. أما العدو اليهودي والحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة والعرب المتآمرين، فحددوا أهدافهم في الحرب كالتالي: سحق المقاومة في غزة، إنهاء المسألة الفلسطينية ودمج كيان العدو بالعالم العربي بصورة قهرية، واستتباب الامن والسيطرة للعدو لعشرات السنين المقبلة، أي ترهيب وإخضاع كل العالم العربي وتثبيت الهيمنة الأمريكانية في المنطقة.
بعد مرور ما يقارب السنة على الحرب التي يشنها العدو والحلف الاطلسي على محور المقاومة، ماذا كانت النتائج؟ المقاومة في غزة مازالت مستمرة وقادرة على ضرب العدو وايقاع الخسائر بين صفوفه، كما انها اجبرته على عدم الاستقرار في المواقع التي احتلها. وطبيعة دور المقاومة الاساسي معروف وهو جعل العدو لا يستقر في المواقع التي يحتلها وان يستنزفه حتى اجباره على الانسحاب مهزوما. من جهة ثانية، ليست المقاومة جيشًا وقوة عسكرية متناظرة مع العدو اليهودي، بل هي قوة روحية ونفسية ووجدانية في الجوهر، عندها نشاط عسكري تعمل على تنميته حتى يصبح قويا وفاعلا. المقاومة هي روحية وعقلية مؤمنة بعدم الاستسلام. تأبى الذل والهوان. هذه الروحية والعقلية أثبتتها الاحداث الجارية في غزة والضفة وجنوب لبنان، فهي منتصرة في نفسية شعبنا.
أما عن حلم العدو اليهودي والحلف الاطلسي والعرب المتآمرين في إنهاء المسألة الفلسطينية فهو وهم يجتاح عقولهم الضعيفة. فقضية فلسطين واحتلالها، مسألة تهم السوريين عموما، وهي اصبحت اليوم معيارا أخلاقيا عالميا للشعوب والأفراد، فمن هو مع فلسطين هو حضاري واخلاقي، ومن هو مع العدو اليهودي والاطلسي هو مجرم متوحش ساقط من القيم الإنسانية وهذا فشل ذريع للعدو اليهودي بعد ان صرف ما يقارب القرن على تنظيف صورته بالعالم.
أما هدف استتباب الأمن في كيان العدو فقد نال فشلا وانهيارا كبيرين. لم يعد تهديد الكيان اليهودي الغاصب لينحصر بعملية فدائية هنا وقصف صاروخي هناك، بل بات هذا الكيان اليهودي الهجين مهددًا في وجوده، لان بنيته الاجتماعية الوهمية والاقتصادية والعسكرية اختلت دعائمها، وبات في طريقه للانهيار والزوال. وهذا لسان حال قادته، الذين وصفوا أنفسهم، انهم حاملة طائرات وقاعدة عسكرية للأمريكاني والاطلسي في قلب سورية والعالم العربي، العالم اجمع يرى كيف أصابت الصواريخ حاملة الطائرات وكيف احترقت ببطء وكيف غرقت بالبحر غير مأسوف عليها عام 2006.
ما بقي للعدو اليهودي وللحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكانية، لتثبيت وجودهم ليس بفلسطين فقط، بل بكل المنطقة إلا استعمال الأسلحة الفتاكة لإبادة شعبنا في فلسطين. ونسي العدو اليهودي المجرم، ان الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزة والضفة وحسب، بل هناك فلسطينيو الشتات. أيضا عليه الا يصدق وهمه ان تقسيمات سايكس وبيكو انتصرت، فقد أثبتت ان هذه التقسيمات موجودة في عقل الاجنبي وعملائه الذين باتوا قلة في وطننا. فالنفس السورية ابت التقسيم، وكل طفل وشيخ يعتبر ان فلسطين جنوب سورية وهي جزء لا يتجزأ من سورية وهذا الشهيد الاردني البطل ماهر الجازي شهيد فلسطين والأمة السورية فبعد ثلاثين سنة على توقيع النظام المتآمر الخائن معاهدة وادي عربة قال كلمة الاردن والامة كلها وجسد إرادتها، وقال للعدو اليهودي والاطلسي مهما ارتكبتم من مجازر في حق اطفالنا ونسائنا ورجالنا لن تحققوا هدفكم في إبادة شعب فلسطين ولا حق الشعب السوري في فلسطين.
وبعد احدى عشر شهرا من استعمال أبشع وافتك الأسلحة المحرمة دوليا، وصل العدو الاطلسي واليهودي الى نتيجة مخزية، فتحطمت اهدافهم واحلامهم تحت اقدام رجال المقاومة، مما أفقدهم صوابهم وتوازنهم فأخذوا يهددون ميمنة وميسرة، ويهددون بتوسيع الحرب على لبنان والشام والعراق. وإيران واليمن، على امل ان يأخذوا بالتهويل والسياسة الخداعة ما عجزوا عنه بالحرب. ولو أدى تهويلهم الى توسع الحرب وصولا الى حرب عالمية ثالثة. فان كل هذا التهويل والتهديد وكل هذه الحشود العسكرية الاطلسية في المنطقة لم ولن ترهب محور المقاومة، الثابت بإرادته ومستعد للصمود، وقادر على الحاق الهزيمة بالعدو وطرد الحلف الأطلسي ونفوذه من بلدان المحور، كمقدمة لطرده من العالم العربي، وبالتالي ستحذو بلدان اسيا وأفريقيا حذو محور المقاومة، وستطرده من بلدانها. فمن يراقب سيجد ان سردية المقاومة واقعية وموضوعية وغير مبالغ بها وتشهد لها الوقائع الحقيقة الموثقة، لذلك لم يذعن محور المقاومة للتهديد الغربي، ولن يترك فلسطين تستفرد، فهو متمسك بوحدة المسار وبوحدة المصير من إيران الى فلسطين مرورا بالعراق والشام ولبنان والأردن واليمن الابي. أن ارادة الحياة وارادة القتال ترسخت في وجدان اهل المنطقة. وقد بدأت تغير وجه التاريخ، ومن المحتوم ان راية النصر السورية سترفعها السواعد المجدولة مع سواعد الايرانيين واليمنيين وكل احرار العالم الداعمين لقضيتنا.
امين وناموس المجلس الأعلى