الانخراط المباشر بالحرب خير دفاع عن كل الدول السورية

ان الإبادة المستمرة في غزة اليوم والهجمات الإجرامية على المواطنين الفلسطينيين العزل في الضفة الغربية، تدفعنا لتنبيه السياسيين المترددين والذين يدفنون رؤوسهم بالرمال وهم يعولون على السياسة الأمريكانية وحلفائها، الى ان اليهودي والاطلسي باتت أهدافه واضحة، الا وهي تهجير غالبية الفلسطينيين من فلسطين وإعلان يهودية فلسطين من البحر الى النهر. هذا المشروع ليس بجديد وليس اكتشافا، فمنذ المؤتمر اليهودي الأول في بال /سويسرا وضع كل يهود العالم ومؤسستهم السياسية الحركة الصهيونية هذا الأمر هدفًا لهم. أما الجديد في الموقف، فهو ان الحلف الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكانية، كان يتشدق بحل الدولتين وبالدولة الفلسطينية على ارض فلسطين، وكان خلفه الببغائيون العرب المتآمرون يرددون لازمته الكاذبة ويقيمون المؤتمرات والقمم لهذه الوعود الوهمية، ويحاربون كل عمل مقاوم وكل عمل ممانع. اليوم بعد ان باح اليهودي والاطلسي بمشروعهما التهجيري ماذا عليهم ان يفعلوا؟ هل يبقى السياسيون على كذبهم وريائهم او يخجلون من دماء اطفال فلسطين ولبنان؟

 الحقيقة ان هؤلاء باعوا كرامتهم وسلموا مقدرات بلادهم للمستعمر الأمريكاني وحلفائه وألغوا قيمتهم بين الامم على مستوى الاخلاق والقيم الانسانية، اما الدول التي تدعم المقاومة وخصوصا في والعراق ولبنان، فعليهم واجب، لا يتمثّل بدعم المقاومة فقط بل الانخراط علنا وبشكل واضح في الصراع القائم، فمعركة العراق والشام وفلسطين ولبنان مع المشروع اليهودي والاطلسي والمتآمرين العرب لم تنته، وهي واحدة في غزة والضفة وجنوب لبنان وكل الوطن السوري. ومن المؤكد أن المعركة التالية، بعد معركة فلسطين الحالية، ستكون معركة ضرب كل لبنان وكل الشام وكل العراق.

السؤال هنا: هل قدرنا ان تبقى دولنا فاقدة القوة؟ هل يجوز، بعد ما شاهدناه في فلسطين من ذبح للشعب بدم بارد أمام عيون العالم اجمع، ان يبقى اعتمادنا على المنظمات الأهلية، وأعني بها المقاومة المسلحة؟ فالمقاومة استعدت ووظفت جميع امكانياتها البشرية واللوجستية والمادية والعسكرية والسياسية المتاحة لها في المعركة. ولكن امام هذه الحرب الكبرى التي يشترك فيها الحلف الأطلسي، وهو أقوى قوة عسكرية في العالم الى جانب اليهود في الحرب، وابدعت المنظمات الأهلية هذه في مقاومة العدو، وهي تستنزفه، وتوقع به الخسائر الكبرى والموجعة، وتؤخر اندفاع جيش العدو وحلفائه، وتعيق وتحبط مخططاته وحليفه الاطلسي والعرب المتآمرين.

الان ليس المطلوب من المقاومة او المنظمات الأهلية المسلحة سحق دولة العدو اليهودي في هذه المعركة، ففي ميزان التقييم لهذه الحرب يبدو واضحا وجليا كيف سحقت المقاومة المشروع اليهودي وابطلت مفاعيله، فكان اداؤها في الحرب أكثر بكثير من التوقعات.

نداؤنا يستدعي من الدول السورية والشعب السوري كله في لبنان والعراق والأردن اعلان النفير العام، والاستعداد للحرب المقبلة ولن تكون بعيدة او متأخرة. لذا وجب على هذه الدول الانخراط مع المقاومة في هذه الحرب المعلنة ضدها انخراطا مباشرا. علما اننا لا نقول إن بعض الكيانات السورية غير حاسمة لأمرها في محاربة العدو اليهودي والاطلسي، بل نقول هم حاسمون أمرهم لمحاربة العدو، ولكن مقاربتهم الميدانية الآنية فيها شيء من الحسابات السياسية، التي قد تكون واقعية ولكنها لا تلامس الرؤية الإستراتيجية التي تحفظ الوجود.

في الخلاصة ان الانخراط المباشر للدول السورية في هذه الحرب للدفاع عن المقاومة في لبنان وفلسطين الآن، هو خير دفاع استراتيجي عن محور المقاومة بأكمله.