ان حق الصراع هو حق التقدم

طوفان الأقصى فتح كوة في الجدار الذي بناه الصهاينة ليس فقط ذلك الأسمنتي المعروف، بل ايضاً ذلك الذي بني في العقل العربي نتيجة الهزائم المتلاحقة والربيع المتأسلم الذي رسمت معالمه الدوائر الغربية وقامت بتنفيذه جماعة الاخوان المسلمين كحال الحلف البغدادي الذي أقيم في خمسينات القرن المنصرم.

تلك الكوة، يجب على من ينفذ من خلالها لزعزعة الكيان السرطاني التنبه إلى اليوم التالي وان لا يقفل على ما انجز لتاريخه. فالدوائر الغربية التي ترسم وتخطط تقوم ايضاً بإعداد قوى مختلفة لتنفذ المهام المطلوبة.

 في زمن الاستقلال انيط العمل بالانقلابيين من عسكر وأحزاب متنطحة للسلطة، فبعد التسلط العسكري والأيديولوجي الذي مارسته الأنظمة الحاكمة سارعت الدوائر ذاتها بإعداد قوى تنهج المنهج الإسلامي لإبقاء الحال على ما هو عليه من تفتت وشرذمة ومنع اي وحدة او اتحاد للقوى التي جعلت من فلسطين قضيتها المركزية.  فكانت محاولات أسلمة القضية المراد منه إبقاء المنطقة في حالة المراوحة فضلا عن التجاذب الإقليمي ثم جيء بالعدة الابراهيمية الحاضرة لاحتواء ما تبقى من إسلام عربي نفطي، مصالحه تتحكم بها الدوائر الغربية.

النفاذ من الكماشة تلك كما والاستعداد للغد الذي يقال انه سيكون متعدد الأقطاب وهو ما تصيغه بندقية المقاومة اليوم مع قوى المواجهة، يتطلب إعادة احياء للدولة العادلة التي لم يستطع العرب على العموم ولا اهل المشرق على الخصوص ان يقيمانها وذلك لأسباب شتى ولا مجال للغوص فيها الان.

الدولة المراد قيامها تتطلب ثقافة الإجماع على العديد من المعايير الأساسية، لكي تبصر النور. وبالتالي لا يمكن ان تلتصق بالفكر الأيديولوجي الديني منه كما والوضعي ،وكونها دولة حيادية في الداخل لا يمنع من كل القوى من دينية وغيرها ان تعمل في السياسة على ان تحترم المبادئ التي على اساسها تعمل مؤسسات الدولة، فحق الصراع هو حق التقدم ومن دونه الجمود والتلبد الذهني والجاهلية.