سيناريو عباس والاعداء المرسوم لغزة

الرئيس عباس يصدر مرسوما رئيسا بشأن توجهه واعضاء القيادة الفلسطينية الى قطاع غزة من اجل وقف الحرب، والبدء بإعادة الاعمار واستعادة الوحدة الوطنية تحت ظل منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ماذا تراه يقصد محمود عباس وقيادة فريق أوسلو في رام الله، وشركائهم من وراء ذلك؟

حمل بلينكن الأميركي مشروع تبنته الإدارة الأميركية لوقف إطلاق النار في المنطقة، ذو خطين متوازيين: – الأول في الداخل الفلسطيني

-الثاني على الجبهة الشمالية، أي مع لبنان.

في المفاوضات المتنقلة ما بين الدوحة والقاهرة، وبعد اغتيال إسماعيل هنية، وانتخاب السنوار خليفة له على رأس حماس، أعلن الرئيس الجديد، بصريح العبارة أن تضييع الوقت والمشاركة في أية مفاوضات، سيتم فقط على شروط محددة سابقة تم عرضها من قبل المقاومة الفلسطينية في 2تموز، تتلخص في انسحاب تام من معبر نتساريم وفيلادلفيا، ووقف كامل وشامل لإطلاق النار، عودة غير مشروطة لجميع النازحين الى مناطقهم داخل القطاع مع إعادة الإعمار، تبادل للأسرى مع تبييض للسجون.

وبدراسة معمقة سابقة، قامت بها الادارة الأمريكية، أثبتت أن المقاومة الفلسطينية الحالية، تختلف عن سابقاتها، بالتزامها التام والكامل بما تقوله وتقوم به.

مما فرض اجتراح حلول جديدة لإنجاح عملية التفاوض.

في القسم الأول، تفتق العقل الأمريكي بحل التفافي، بالتنسيق مع أذرعهم المحلية، الأتراك والإماراتيين، تشكيل قوة مشتركة عربية -تركية، مع تلوينة، من عملاء عباس فيما يسمى الأمن الوطني، لاستلام معبر فيلاديلفيا مع مصر في البداية، مع وقف إطلاق نار مؤقت وتبادل أسرى مع حماس، باستثناء أسماء قيادية كبيرة مثل البرغوثي وغيره.

ثم إعلان مرحلة انتقالية جديدة وإطلاق عملية عسكرية جديدة على القطاع بعد تقسيمه لمربعات، وقصفها من الجو،

والقيام باحتلالها، وتسليم إدارتها تدريجياً لمجموعات عباس والكتائب المساندة التركية والامارتية، بهدفين، أولهما، تخفيف الخسائر البشرية وتخفيف الضغط الهائل المعنوي والنفسي والجسدي، على جيش الاحتلال الصهيوني.

لذلك جاء إعلان عباس الفجائي، بعد عشرة أشهر ونيف من الحرب على غزة العزة، من داخل البرلمان التركي في أنقرة، بنيته الدخول إلى غزة، على ظهر دبابة يهودية، لإعادة الوحدة الوطنية، وكم يذكرنا هذا بما حدث يوماً في لبنان في فترة الاجتياح.

أما الخط الثاني من خطة الادارة الأميركية الحالية، بخصوص الجبهة الشمالية، أي جبهة لبنان الجنوبية، وتحت ذريعة الوصول إلى اتفاق وتسوية ووقف إطلاق نار في غزة، بعد إدخال عباس وعصابته إلى القطاع، تنتفي الحاجة إلى جبهة إسناد، وتسقط رسمياً الذريعة القانونية التي يقف عليها محور المقاومة.

وهكذا يتم الضغط على المقاومة في لبنان الدخول في مفاوضات، يكون القرار 1701 والانسحاب خلف نهر الليطاني هو جوهره، مع تحريك مكثف للموفدين الاميركيين والاوروبيين وحتى العرب، مع طرح إغراءات كثيرة احياناً، وتعود نغمة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، وبالتهديد والوعيد والحصار الاقتصادي، احياناً اخرى، سياسة العصا والجزرة، يعني بالعربي “المشبرح،” تضييع الوقت وإلهاءنا، لحين تسوية أوضاع غزة والضفة والقبض عليهم بيد من حديد، يتوازى فيها العدو مع العميل والخائن والخائف.

هذا هو الحل الذي يطرحه الاميركي قبل انتخاباته الرئاسية، انه اللعب على عامل تقطيع الوقت، بينما نتنياهو وعلى عكسه، فمستعجل، مستغلاً للفوضى السياسية الكبيرة الحاصلة في اميركا، ما بين الديموقراطيين والجمهوريين، وسيطرة اللوبي الصهيوني على مفاتيح العمل السياسي والاقتصادي والاعلامي والانتخابي، يريد اشراك اميركا في حرب إقليمية، بضربات جوية وبحرية وصاروخية، تعود عليه بنصر عسكري مبين، هو عاجز عن تحقيقه، وهكذا يكون قد حقق فيها ثلاثة اهداف طويلة الأمد وأساسية لاستمرارية كيانه الزائل:

 – حل لمعضلة ديموغرافية يواجهها الكيان المؤقت، عبر القضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين، داخل القطاع والضفة.

– تحجيم لقدرات المقاومة المسلحة على حدوده المباشرة ، و دفعها الى الانسحاب خلف شريط أمني جديد.

– ⁠ضرب العمق الاستراتيجي للمحور ، عبر استهداف إيران وقدراتها النووية والاقتصادية والعسكرية.

ماذا سيحدث من هذا السيناريو كله؟؟؟

باعتقادي ان الحزب والمحور بأكمله هم على بينة من الأمر، وهم الوعد الصادق، لن يتركوا دموع ودماء أهلنا و شهدائنا والأطفال في غزة والضفة ، تذهب سدى…