تسعى اغلب حكومات الاطلسي واعوانها من الحكام المتآمرين من العرب، الضغط بكل الوسائل على حكومة لبنان، ومحور المقاومة لتنفيذ قرار 1701 وتبعاته، وذلك ليس خدمة للبنان ولا لوقف المذابح والتدمير، بل خدمة للعدو اليهودي الذي اذاقه محور المقاومة مر القتال في الميدان، وكان ذلك عندما قررت دول وفصائل ومنظمات محور المقاومة ان تتحد في المعركة وتكون ساحة واحدة.
يمكن التأكيد ان غيرة الاطلسي وحكام العرب المتآمرين على لبنان ليست وليدة محبة لبنان ولا لأنه يهمهم لبنان او الشعب، كل غايتهم فصل وتقسيم ساحة محور المقاومة الى ساحات، وتبقى فلسطين متروكة تذبح بسكين العدو اليهودي واعوانه العرب المتآمرين. لم يكتفوا بالضغط على لبنان اقتصاديا وحياتيا، بل وظفوا شتى انواع الترهيب الاعلامي، وبث الفتن الداخلية عبر اعوانهم الانعزاليين في لبنان لإضعاف محور المقاومة.
لقد جيشوا كل طاقاتهم المحلية من اعلاميين ووسائل اعلام مأجورة ومن جمعيات وهمية، ومن حزبيات طائفية لها باع طويل في مهنة الخيانة والتعامل مع العدو. هذه الجوقة المرتزقة قد خابت كل فنونها الفتنوية وباءت بالفشل كل اساليبها التهويلية، وما نفعت فنونهم الممجوجة امثال التهويل بالتقسيم، “وثقافتكم غير ثقافتنا،” و”حياتنا غير حياتكم”، ولا تشبهوننا “. وهذه السموم لم تقتصر على ديانة او طائفة معينة، ولو كانت اغلب مؤسسات بعض الطوائف يغلب عليها هذا المزاج بفضل ما عملوا عليه طيلة قرن، منذ اعلان “دولة لبنان الكبير” تحت عنوان ان لبنان أقرب للغرب ومستقلة قضاياه ومنفصلة عن محيطه القومي، بل يمتد هذا المزاج المتنكر لمصالح المجتمع والوطن الى اغلب الطوائف في لبنان مع تفاوت في حدة المواقف. نرى هناك طائفة متنكرة لوطنيتها وتابعة لرغبة الحكومات الاطلسية والعربان المتآمرين كي لا نقول تابعة للعدو اليهودي. وهنالك نرى طوائف اخرى اثناء الحرب على الشام كيف خلعت بعض المؤسسات الطائفية ثوب الدين والوطنية ولبست ثوب المجرم التكفيري مما يظهر ان جميع المؤسسات الحزبية الطائفية في لبنان لا تتحسس جلدها، ولا تعرف حقيقة وجودها ولا تشعر بوطنها ولا بأصولها وثقافتها ومصالحها، ولا حتى في دورة حياتها الملموسة حياتيا يوميا.
هذا الكيان اللبناني لم تعرف حزبياته الطائفية ان تتوحد لبناء دولة او اقامة مؤسسات وطنية تشمل كل اللبنانيين بمعزل عن طوائفهم بل كان لبنان دائما ان في السلطة والمؤسسات هي حكما طائفية وخاضعة للتقاسم الطائفي، مما اوقعه في دوامة دائمة من طائفة تغبن طائفة اخرى مرحليا، وحسب الظروف، دون ان يعرف كيف يتحد حول مشروع دولة تمثل كل الشعب في لبنان دون تمييز او تفاضل .
ان هذه الحرب مع العدو هي حرب وجودية وهدف العدو منها القضاء على كل لبنان وليس على طائفة معينة او فئة معينة مقاومة، هذا العدو لا يميز في عدائه بين طائفة وأخرى ولا بين دين واخر ولا بين فئة محاربة له وفئة أخرى مستسلمة. فهو عدو الانسانية وعدو كل البشر ، لذلك على اللبنانيين جميعا ان لا يتلهوا مما يقدمه العدو عبر حلفائه في الحلف الاطلسي والحكام العرب المتآمرين، لا بكذبة قرار 1701 ولا بكل الاغراءات الاخرى حول ما يسمى حدود ، التي لا تفيد إلا العدو ، وامام هذه الحرب الطاحنة التي تسحق اطفالنا وشيوخنا في فلسطين على اللبنانيين ان يقفوا جميعا وقفة رجل واحد الى جانب المقاومة التي تقدم الغالي والنفيس في سبيل حفظ لبنان وحفظ كرامته ومصالحه ، وعلى اللبنانيين ان يرفضوا ويحاربوا كل مشاريع الحزبية الدينية التي تدق اسافين التفرقة بين ابناء الشعب الواحد والمجتمع الواحد ليس في لبنان فقط بل بسورية الطبيعية كلها .