إهمال ملعب بيروت البلدي جريمة لا تغتفر يجب معاقبة فاعليها

    شعوب العالم لهم رمز يتعلقون به في كافة المجالات، منها الرياضية، شخص كان أم صرح رياضي، مثلاً ملعب “الماراكانا” في مدينة ريو دو جنيرو البرازيلية، ملعب “أولد ترافورد” في مدينة مانشستر الانكليزية، ملعب “اليانز أرينا” في مدينة ميونيخ الألمانية، ملعب ستاد القاهرة الدولي في العاصمة المصرية، وملعبيي ستاد العباسيين و الفيحاء في العاصمة الشامية دمشق، كل هذه الصروح الرياضية تعتبر رمزاً لأي شعب في العالم في وطنه.

    كذلك في الكيان اللبناني، فملعب كرة القدم في مدينة كميل شمعون الرياضية، وصالة بيار الجميّل لكرة السلة في مدينة كميل شمعون الرياضية، وملعب فؤاد شهاب لكرة القدم الواقع في جونيه عاصمة قضاء كسروان، وصالة أنطوان شويري لكرة السلة في مجمع غزير الرياضي، وملعب بيروت البلدي، كل هذه الصروح الرياضية أصبحت رموزاً عند اللبنانيين بابتهاجهم وبحزنهم.

    إذاً الحديث اليوم هو عن ملعب بيروت البلدي، هذا الملعب الواقع في المناطق الأفقر في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً طريق الجديدة، و يُعتبر رمزاً من رموز فقراء بيروت، فمثلاً عندما يتم تسجيل هدف في أي مباراة على أرضه ليس فقط الجماهير التي تشاهد المباراة عبر المدرجات، بل أيضاً سكان الأبنية المحيطة تتفاعل معه.

    هذا الصرح الرياضي بُني سنة 1936 أيام الانتداب الفرنسي، حينها دفعت بلدية بيروت مبلغاً  قدره أربعين ألف ليرة لبنانية – شامية لهنري فرعون مسؤول مصرف لبنان و سورية، واحتضن النشاطات الرياضية حتى عام 1959، عندما تم بناء مدينة كميل شمعون الرياضية، بعد ذلك تم إهمال الملعب حتى منتصف التسعينات من القرن الماضي، وتم تأهيل هذا الملعب ليتسع إلى 18000 متفرّج.

من أبرز المباريات التي احتضنها ملعب بيروت البلدي، مباراة النجمة بمواجهة الصفاء في دوري 2002-2003 وانتهت 3-1 لصالح النادي النبيذي أي نادي النجمة، ومباراة ضمن بطولة ماستر لكرة القدم في 26-10-2002 بين أولمبيك بيروت والحكمة، وانتهت تعادلاً إيجابياً 1-1، بالإضافة إلى لقاء ضمن دوري ألفا موسم 2017-2018 التي جمعت نادي الأنصار ونادي السلام زغرتا، التي انتهت شمالية أي لصالح نادي السلام زغرتا بنتيجة 1-0.

اذاً هذه الملاعب التي تم تشييدها في مرحلة منتصف التسعينات، ومنها ملعب بيروت البلدي من مال المواطن اللبناني وعرق جبينه، يجب إعادة ترميميها، ومحاسبة من حوّلها إلى أرض بور، خالية من روحها التي هي الجماهير ولاعبيها، ليعود نور شمسها ينير، وتعود ضحكة جماهيرها إليها، و لأن على هذه الملاعب إن كان على المستطيل الأخضر أو على المدرجات دموع الفرح ودموع الحزن، وانتشرت الابتسامة على أرجاء هذه الملاعب، هذه الصروح الرياضية هي رموز بالنسبة للبنانيين مهمة جداً، مثل الصروح الرياضية في بلدان العالم التي تُعتبر رموزاً لشعوبها.

فراس مهنا